مع دخول الهبّة الفلسطينية شهرها الثالث، تتصاعد الإجراءات الصهيونية التي يعتقد الاحتلال أنه يستطيع من خلالها ترهيب وتخويف وإحباط انتفاضة الشباب الفلسطيني المقاوم، أو على الأقل التضييق على عملياته التي سقط فيها عشرات القتلى والحرجى الإسرائيليين، لكن الاحتلال لايزال عاجزا عن فهم الدرس جيدًا والتعامل مع المقاومة الفلسطينية التي لا تنهار بارتفاع حصيلة القتلى، ولا تكترس بمصادرة الأراضي وفرض الإجراءات المشددة وتصعيد لهجة الكيان التهديدية، بل كل ذلك يزيدها صمودًا وتحديا. انطلقت دعوات القوى الوطنية الفلسطينية في مدينة القدسالمحتلة، تعلن اليوم الغضب وحداد على أرواح الشهداء، في ظل استمرار المواجهات، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى التصعيد الميداني في مواجهة المحتل بكافة المناطق والأحياء المقدسية، وأكدت هذه القوى في بيان لها أن هذه الدعوة تأتي ردًا على جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأطفاله. جاءت دعوات القوى الوطنية غداة استشهاد فلسطيني يدعى "أيمن العباسي" ويبلغ من العمر 17 عام في حي رأس العامود على جبل الزيتون، خلال التصدي لقوات الاحتلال التي اقتحمت حي سلوان ورأس العامود بالقدسالمحتلة، وفي الوقت ذاته استشهد شاب آخر يدعى "بسيم صلاح" ويبلغ من العمر 38 عاما، بدعوى تنفيذه عملية طعن في المدينة نفسها وبالتحديد بمنطقة شارع الوأد في البلد القديمة، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار على الشاب مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة توفى على إثرها، وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، إن فلسطينيًا طعن بسكين أحد أفرد شرطة الحدود في الرقبة، فأصابه بإصابات متوسطة قبل أن يطلق رجال الشرطة النار عليه قرب باب رئيسي للبلدة القديمة في القدس، وفي المقابل أصيبت مستوطنة إسرائيلية بجروح أمس الأحد، في عملية طعن بحافلة في القدس تمكن منفذها من الفرار. من جانبها قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه باستشهاد الطفل "أيمن العباسي" في سلوان، يرتفع عدد الأطفال الذين استشهدوا برصاص الاحتلال منذ مطلع الشهر الماضي إلى 23 طفلا، وأضافت الوزارة، أن قوات الاحتلال أطلقت النار على الطفل "العباسي" ما أدى لإصابته برصاصة في الصدر، نقل إثرها إلى أحد المراكز الطبية حيث أعلن عن استشهاده، وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن إجمالي عدد الشهداء يرتفع إلى 106 شهداء. في الوقت ذاته لم تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن استغلالها للأحداث في تهويد الأراضي الفلسطينية، فمن المقرر أن تعقد اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الاسرائيلية في منطقة القدس، التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، اليوم الاثنين، اجتماعًا لبحث مشروع استيطاني ضخم يطلق عليه اسم "بيت هليبا"، ويشمل مركزًا سياحيًا ومكاتب يجري التخطيط لبنائه قبالة حائط البراق في البلدة القديمة في القدسالمحتلة. قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم وضع هذا المخطط الاستيطاني منذ فترة طويلة، وكان قد تقرر بحثه مرتين في الماضي لكن حكومة إسرائيل امتنعت عن المصادقة عليه لأسباب سياسية، بينها معارضة الأردن إلى جانب كون الموقع المخطط إقامة هذا المشروع عليه يعتبر موقعا حساسا، فيما أمر رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، بالمصادقة على هذا المشروع الاستيطاني لاحقًا.