ذلك عندما ذلك تركت الدولة صغار المخترعين عرضة لاستقطابهم من الدول العربية والاوروبية، ومنحتهم الفرصة بالادوات والامكانيات للاستفادة من اختراعاتهم، في الوقت الذي لم تمنحهم مصر الفرصة لابراز ما نجحوا فيه، وتجاهلهم من جانب الدولة ووزراء التعليم. في الوقت الذي تسعى فيه الدول كافة التي تنشد التقدم والتطور، إلى تنبي العلماء والمخترعين، كانت مصر طاردة لهم، لتسقطبهم الدول الأخرى، طالما أهملتهم الدولة. مخترع ليس للمراة الأولى مصطفى الصاوي طالب بمحافظة الدقهلية شهد له مدرسوه منذ صغره بذكائه وتنبأوا له بمستقبل ماهر في مجال الاختراعات، بعد أن حصل على المركز الأول من منظمة الأممالمتحدة لأفضل مخترع على مستوى العالم لعام 2014، وجائزة المخترع الأول على مستوى الشرق الأوسط من دولة الكويت، والمركز الأول بلندن كأفضل مخترع في المهرجان الدولي للموهوبين في 2014. ورغم ما حصل عليه المخترع، من جوائز عالمية ومحلية إلَّا أنه لم يلق اهتمامًا من جانب الدولة، حيثر عرض تلك الاختراعات على العديد من المسؤولين، إلَّا أنه لم يلق استجابة واهتمام باختراعاته من الدولة، باستثناء الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم الأسبق، والدكتور السيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي السابق، واللواء عمر الشوادفي، محافظ الدقهلية، لكن بالتغيير الوزاري تغيير كل شيء وانتهى الأمر، من الآخر "المسؤولون مرفضوش لأنهم مسمعوش من الأساس لحديثي"، بحسب تصريحاته. المخترع صاحب العشرين عامًا، كان أبرز اختراعاته،"السد الذكي" ابتكار لحل مشكلتي المياه والطاقة، تعتمد فكرته على إقامة أحد السدود في بحر مالح على مستوى واحد من البحر ينقسم إلى نصفين أولهما إنشاء منحدر بحيث يكون السد على عمق داخلي من البحر ب35 مترًا ويتم تنزيل المياه لتدوير 7 توربينات، التوربين الواحد قدرته 600 ميجا وات وبعد توليد التوربينات فهناك طاقة أخرى وهى طاقة الرياح في البحر أقوى من الأرض ب70%. استقطاب الدول عدم الاهتمام بالطالب وتجاهل اختراعاته دفع الامارات إلى طلبه لتفوقه وألحقته بإحدى المدارس الحديثة ومنحته الجنسية الجنسية حتى يمثلها في المسابقات الدولية، وكانت النتائج حصوله على المركز الأول والميدالية الذهبية في المعرض الدولي الثامن للاختراعات على مستوى العالم، إلَّا أن ذلك كان تحت اسم الإمارات وليس مصر، بعد أن استقبله مسؤولو الدولة بعد حصوله على المركز الأول. "الإمارات ادتنى كل حاجة ومصر مدتنيش أي حاجة، بس في الآخر بلد مسلمة عربية، وأنا انتمائي لبلدى الأم مصر، وأقول للى بيبعتولي رسائل تتهمني بالخيانة العظمى كفاية"بهذه الكلمات عبر الطالب عن معاملة الدولتين له والاهتمام به لما يحمله من أدوات مستقبل الدول. ليس الأخير لم يكن مصطفى هو الأخير من بين طلاب مصر المخترعين، فقد سبقه من قبل الطالب عبد الله عاصم، صحب اختراع النظارة التي تخدم ما يقرب من 7 ملايين معاق في مصر للتحكم في الكمبيوتر، وتباع ب100 جنيه فقط، بدلًا من سعرها الحالي الذي يبلغ 7 آلاف دولار، ويضطر من يريد الحصول عليها إلى شرائها من الخارج. عبد الله البالغ من العمر 18 عامًا، سافر إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية العام الماضي، ورفض العودة إلى مصر من جديد خوفًا من الاعتقال، بعد أن ألقت قوات الأمن القبض عليه قبل أن يسافر، من ميدان التحرير، ووجهت له تهمة التظاهر بدون تصريح، وكان من المقرر سفره إلى ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية، لتمثيل مصل في مسابقة«Intel» العالمية لاختراعه، بعد أن فاز باختراعه في مسابقة«Intel» مصر للعلوم والهندسة في نادي العلوم والتكنولوجيا. ومنذ أن كان طالبًا بمدرسة دار حراء الإسلامية بمحافظة أسيوط، شهد له مدرسوه بذكائه الشديد، إلَّا أن التصعيد الإعلامي دفع وزارة الداخلية إلى السماح له بالسفر ليشارك في المسابقة، وبعد ذهابه خاف من العودة إلى مصر، بعدما أخذ مسؤول البعثة المرافق له جواز سفره، فرفض العودة للقاهرة، واتهمه البعض أنه خائن بعد أن جاءته الفرصة لتحقيق أحلامه. انضم عبد الله عاصم إلى إحدى المدارس الثانوية بأمريكا، ليكمل دراسته، ورحب المسؤولون الأمريكيون كثيرًا، الذين أنهوا إجراءاته كافة، وأعلن عاصم بتخرجه من المدرسة الثانوية وأنه سينضم إلى إحدى الجامعات الأمريكية. مصير منتظر رغم أن حالات كثيرة من الطلاب تركوا مصر لعدم الاهتمام باختراعاتهم، إلَّا أنه مازال هناك طلاب مخترعون لكنهم ينتظرون مصيرهم كمن سبقوهم؛ لعدم الاهتمام بهم من قِبَل الدولة ومسؤولي وزراتي التعليم بمصر. حسين جاحر 15 عامًا طالب بالصف الأول بمدرسة المرج الثانوية، عمره 11 عامًا كانت أول ابتكاراته طائرة، مما أبهر جميع أساتذته، وكل من حوله، وعندما التحق بالمرحلة الإعدادية، وبعدها صنع قبعة بمروحة تعمل على تبريد الجسم وهدوء الأعصاب، كما صنع بطارية موبايل، وقدم عدة مشروعات لحل أزمة الغاز بمصر،مما يدلل على أن مصر لم تستطيع أن تستفيد من العلماء والمخترعين، فتضطرهم إلى البحث عن تنفيذ ابتكاراتهم واختراعاته. وقد أعلن الاتحاد العام للمصريين في الخارج، في أغسطس 2013، عن أن تعداد علماء مصر في الخارج 86 ألف عالم، وأن مصر تأتي في المركز الأول في عدد العلماء على مستوى العالم، وأن بها ألفًا و883 عالمًا مصريًّا في تخصصات نووية نادرة، مشيرًا إلى أن إجمالي مدخرات المصريين في الخارج حتى نهاية ديسمبر 2011، بلغت 147 مليار دولار، بما يمثل ضعف الاستثمارات الأجنبية الموجودة في مصر. الاتحاد الذي اعتمد في معلوماته على إحصائيات على مركز الاتحاد والإحصاء التابع للأمم المتحدة، وبعض المراكز البحثية في أوروبا، وأمريكا، أوضح أن من بين المصريين في الخارج 42 عالمًا مصريًّا في وظيفة رئيس جامعة، إلى جانب وزير بحث علمي، في كندا مصري الجنسية، إلى جانب وجود ثلاثة مصريين أعضاء في مجلس الطاقة الإنماني، الذي يتكون من 16 عضوًا، وكذلك يوجد 3 آلاف عالم مصري في أمريكا من التخصصات كافة. وعلق طارق نور الدين، معاون التربية والتعليم الأسبق، بأن مصر مليئة بالمواهب التي لن تنتهي على مر العصور، وعلى الدولة أن تحتضن هؤلاء الطلاب، وعلى الحكومة أن تتواصل مع مدينة زويل كي تستطيع الإشراف على هؤلاء الطلاب ودعم هذه الاختراعات، التي يحتاجها الوطن، كما يجب على أكاديمية البحث العلمي أن تدعمهم، مشيرًا إلى أنه لكي النهوض بالوطن، على الحكومة أن ترعى طلابنا المخترعين ولا نلقي عليهم باللوم حال تركهم وطنهم مصر واستكمال دراستهم بالخارج. وأوضح نور الدين، أنه يوجد بمصر الكثير من الطلاب الموهوبين والعلماء، مثل حالة المخترع الصغير، الذي لا نجد مسؤولًا حكوميًّا اهتم بموهبة، باستثناء بعض الاهتمام من الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم الأسبق، والدكتور السيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي السابق، إلَّا أن ذلك لا يكفي، ولابد من أن تكون هناك خطة موضوعة للاهتمام بهؤلاء الطلاب، حيث هناك أشخاص مخترعون خارقون للعادة.