يستغل الاحتلال الصهيوني الظروف الدولية وانشغال السوريين بمحاربة الإرهاب، وهو يقصف مرارا أهدافا سورية، ليُفعل ملف سرقة الموارد السورية بعد مصادقة وزير الطاقة عوزي لانداو، على طلب شركة "أوفيك إنيرجي" الأمريكية الإسرائيلية التي يديرها وزير البنى التحتية السابق إيفي إيتام، خاصة بعد أن أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية، العام الماضي، قرارا سمحت فيه لشركات النفط بالتنقيب في مرتفعات الجولان المحتلة، ورفضت التماس منظمات الخضر، كما رفعت المحكمة الأمر الاحترازي القاضي بوقف أعمال التنقيب. تدعو أوساط صهيونية يمينية، إلى ضرورة الحصول على اعتراف أمريكي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، باعتبار أنه ثمن يجب أن تدفعه واشنطن مقابل الاتفاق النووي مع إيران، وتذكر صحيفة "هآرتس" الأربعاء الماضي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أوضح للرئيس الأمريكي، باراك أوباما خلال لقائه معه، أن إسرائيل لا يمكنها الانسحاب من الجولان على اعتبار أن مثل هذه الخطوة تسمح لإيران بالمرابطة على التخوم الشرقية للكيان الصهيوني. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" طلب من الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ضم الأراضي السورية "الجولان" بعد اكتشاف مصدر جديد للبترول، حيث يرغب في الاستفادة من النفط هناك، وتقطيع أوصال سوريا، ويضيف الموقع أن "نتنياهو" لفت إلى أنه على واشنطن أن تعترف بضم تل أبيب ،الغير قانوني، للجولان التي احتلتها من سوريا خلال حرب عام 1967. ويوضح الموقع الكندي أن مصادر إسرائيلية أكدت أن "نتنياهو" يصف سوريا بالدولة غير الفعالة، مما يدفعه إلى ضم الجولان، فمنذ عام 2011، دخلت سوريا في حرب أهلية، وانتشر تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة هناك، ويقول السكرتير السابق للحكومة الصهيونية، القيادي في حزب "الليكود" الحاكم "تسفي هاوزر"، إن الظروف السياسية الداخلية في الولاياتالمتحدة تمكن إسرائيل من بلورة إجماع بين الديمقراطيين والجمهوريين حول هذه القضية، وفي عدد من التغريدات كتبها على حسابه عبر "تويتر"، الأربعاء الماضي، يقول هاوزر، إنه لا توجد مشكلة في إقناع المرشحين الجمهوريين الالتزام بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، مشيرا إلى أن فرص قبول المرشحة الرئاسية الديمقراطية، هيلاري كلينتون بهذا الالتزام كبيرة جدا. ويبرر "هاوزر"، في كلمته أمام "مؤتمر السلام" الإسرائيلي الذي نظّمته صحيفة "هآرتس" في تل أبيب هذا الأسبوع، المطالبة بضرورة تسليم المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، معتبرا أن انسحاب تل أبيب "سيفضي إلى توفير الظروف التي يمكن أن تقود إلى نشوب قتال بين إيران من جهة، وجبهة النصرة وداعش للسيطرة على ساحل بحيرة طبريا من جهة أخرى، مشددا في كلمته التي نشرها موقع "هآرتس"، على أنه في ظل الأحداث التي تشهدها سوريا حاليا تبين أنه لو اتخذت أية حكومة إسرائيلية سابقة قرارا بالانسحاب من الجولان، لكان خطأً استراتيجيا، على حد زعمه. ويلفت الموقع الكندي إلى أن خبراء دوليين يعتبرون ما تقوم به إسرائيل في سوريا ورغبتها بضم الجولان هو تجاهل لالتزامتها الدولية والقانوية أمام العالم، ويشير الموقع إلى أن هذه الخطوة العدوانية الإسرائيلية الجديدة، تأتي بعدما طالبت الأممالمتحدة مجددا في الخامس من نوفمبر الجاري الكيان الإسرائيلي، بالامتثال للقرارات المتعلقة بالجولان السوري المحتل، ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 497 الصادر عام 1981 والذي يعتبر فرض الاحتلال قوانينه وولايته القضائية والإدارية على الأرض السورية المحتلة لاغيا وباطلا وليس له أثر قانوني دولي من جانبه، قال الباحث السوري "سمير سعيفان": إن إسرائيل كيان قائم على الاغتصاب، اغتصبت أراضي فلسطين أولا، ثم استولت على أراض عربية عندما هزمت العرب في الخامس من يونيو 1967، وقد رفضت وما زالت ترفض الانسحاب من هضبة الجولان السورية ومن الضفة الغربية وقطاع غزةالفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذا الكيان لا يهتم بحقوق أو قوانين في تعاملاته الخارجية، وأضاف "سعيفان": أما على صعيد المجتمع الدولي لا يوجد حق وقانون فعلي، فالقانون تكتبه رؤوس الحراب، والقوي يفرض إرادته بقوته قبل أي شيء، وهو من يضع القوانين، أما المجتمع الدولي، أو بالأحرى القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، والتي تتطلع لدور الشرطي العالمي، لم تستطع، أو لم ترغب، في الضغط على إسرائيل لتنسحب من الجولان ومن الضفة وغزة، رغم إقرارها بأنه احتلال وفق الشرعة الدولية. تعتبر هذه هي المرة الثانية التي تستكشف فيها الشركة النفط في الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال، فقد سبق لها أن نقبت في وادي ايله عام 2008 ولكن السلطات ومنظمات حماية البيئة أجبرتها على التوقف، ولكن هذه المرة تقف في وجه الشركة عقبات من نوع آخر، فالجولان تجاوره حرب طاحنة بين جماعات مختلفة وغير مستقرة، كما أنه لا توجد دولة في العالم تعترف بسيادة إسرائيل على الجولان، بل إن احتلالها تسبب في أزمة دبلوماسية بينها وبين حليفتها أمريكا، ونتيجة لهذا الوضع السياسي لمنطقة الجولان ظهر في تل أبيب تيار يطرح فكرة استغلال الوضع المنفلت في سوريا للتقدم بطلب للأمم المتحدة لضم الجولان رسميا للكيان الصهيوني.