كان من اللافت للنظر تصريح عضو الائتلاف السوري المعارض "ميشيل كيلو": أنه لا توجد ضمانات لعدم إدراجنا لحزب الله على قوائم الأحزاب التي تعتبرها المعارضة إرهابية والتي ستقدم من قبل المعارضة السورية فيما يخص بند وقف إطلاق النار في سوريا، تصريح يراه مراقبون بأنه بات يرسم الملامح الحقيقية لمعارضة الخارج المدعومة من أطراف دولية كالولايات المتحدة وبعض دول الخليج، ما دعا للاستغراب بأن تصريح "ميشيل كيلو" جاء متزامناً مع تصريح روسيا حول حزب الله، فموسكو نفسها التي تربطها علاقات اقتصادية وتجارية مع الكيان الصهيوني، لم تجرؤ على اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، حيث أعلن مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف الأحد، أن موسكو لا تعتبر "حزب الله" في سوريا منظمة إرهابية، كما أضاف "البعض يقول إن حزب الله منظمة إرهابية، نحن نجري اتصالات ونبني علاقات معهم، لأننا لا نعتبرهم منظمة إرهابية، إنهم لم يرتكبوا أي أعمال إرهابية في أراضي روسيا، والشعب اللبناني انتخب حزب الله في برلمان البلاد وهناك أعضاء في الحكومة ووزراء عن حزب الله في لبنان، إنها منظمة سياسية شرعية. التناقض بين تصريح روسيا والمعارضة السورية، بدأ يكشف عن الوجه الصهيوني لبعض أطرافها، فبدلاً من أن تطالب تل أبيب بإدراج حزب الله على قوائم الإرهاب، أصبح هناك ناطقون رسميون وبألسن عربية يطالبون بذلك بدلاً عنها، واعتبر محللون تلميح المعارضة بإدراج حزب الله على قوائم الإرهاب هو عمل غريب، خاصة أن المرحلة الحالية تشهد تحولات كبيرة من الملف السوري، كالموقف من الرئيس السوري بشار الأسد، والموقف من الجماعات الإرهابية كجبهة النصرة وداعش التي باتت بالفعل تشكل خطراً كبيرا على الأمن العالمي. المشكلة تكمن في أن المعارضة السورية نفسها ليس لها وضوح في الرؤية، ولا تعرف ماذا تريد، وحتى اللحظة لم تتفق أطياف المعارضة السورية على شيء واحد، لم تتفق حتى على اختيار الشخصيات التي ستفاوض الحكومة السورية في المرحلة المقبلة، وصرح الإئتلاف السوري المعارض على لسان "هشام مروه": أنه لا يستبعد أن يكون الائتلاف جزءا من وفد المعارضة الذي أعلن أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سيشرف على تشكيله تمهيداً لبدء المفاوضات مع الحكومة السورية يناير المقبل، فالائتلاف حتى اللحظة ينتظر موافقة المبعوث الأممي دي مستورا ليسمح له أن يكون طرفاً في التفاوض مع الحكومة السورية. بخلاف ما سبق؛ صرح "علي صدر الدين البيانوني" المراقب العام المنفي لجماعة الإخوان المسلمين المعارضة في سوريا إنه إذا تولت الجماعة السلطة في دمشق، فستكون مستعدة لإجراء محادثات سلام مع الكيان الصهيوني، والمفارقة هنا أن المعارضة السورية تقول أن خلافات أيديولوجية ومذهبية وسياسية على خلفية الصراع في سوريا، تفرض عليهم اعتبار حزب الله إرهابياً، وفي نفس الوقت تذهب لتتحالف مع الكيان الصهيوني وأمريكا التي تختلف معهم أيديولوجياً ومذهبياً وسياسياً، أضف إلى ذلك أن دماء المسلمين سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان تسيل من بين أيديهم، فضلاً عن أن بعض جرحى المعارضة السورية يتلقون العلاج في مستشفيات العدو الصهيوني. في الوقت الراهن شئنا أم أبينا فإن الجيش العربي السوري وروسيا وحزب الله هم القائمون على محاربة إرهاب داعش وجبهة النصرة في سوريا، وفي النهاية هناك طرف وحيد وأوحد سيستفيد من إدراج حزب الله على قوائم الإرهاب ومحاولة نزع سلاحه، ألا وهو الكيان الصهيوني المحتل، ومن باب القومية العربية وجب على جميع الأطراف مراجعة مواقفها جيداً، فقبل كل شيء أي قرار سيتم اتخاذه حالياً سواء من المعارضة السورية أو غيرها لإدراج حزب الله على قوائم إرهابهم، سيكون له تبعاته القاسية على كل الوطن العربي، وليس فقط على سوريا، فالمجتمع الدولي له من الخباثة ما ستجعله يترك كل مطالب المعارضة السورية، ويتمسك فقط بمطلبهم بإدراج حزب الله كمنظمة إرهابية لخدمة تل أبيب، وبذلك تصبح المعارضة السورية بمنظورها الضيق قد أضرت بمصالح الوطن العربي الاستراتيجية في صراعه الحتمي ومواجهته التي لا مفر منها مع الكيان الصهيوني المحتل.