في الوقت الذي يقر فيه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأنه لديه علاقات وثيقة مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بسوريا لحفظ أمن الكيان الصهيوني وعدم تنفيذ هجمات تضر باستقرار تل أبيب من الجانب السوري، يزعم مسئولين إسرائيليين أنهم يريدون محاربة الإرهاب في سيناء، ما يمثل تناقضًا كبيرًا للكيان في تصريحاته بشأن التنظيمات الإرهابية. ثمة من يري أن تل أبيب ليس لديها مانع من إعلان تعاونها مع إرهابيو سوريا، كون معركتها في سوريا تحتم عليها ذلك في إطار محاربتها لمحور سورياإيران حزب الله، فضلًا عن أن الإعلام الغربي ساعد على الترويج بتصوير كل ما هو يعارض الرئيس بشار الأسد حتى إذ كان تنظيمًا إرهابيا مثل جبهة النصرة، قد يمثل في النهاية "معارضة سورية معتدلة" تصلح لأن تكون بديلًا للنظام السوري، الأمر الذي استفاد منه الكيان في الإعلان صراحة عن التعاون مع جبهة النصرة، على الرغم من أنها لا تخجل من الاعتراف بأنها جزء من القاعدة ويعتبرها مجلس الأمن تنظيما إرهابيا. يعتبر الكيان الصهيوني الإرهاب في شبه جزيرة سيناء المتمثل في ولاية سيناء والمرتبطة أيضا بفكر القاعدة والتي أعلنت ولاءها مؤخرًا لتنظيم داعش، إرهابًا يجب محاربته واجتزازه من جذوره ويمثل تهديدًا كليا عليه، الأمر الذي يؤكد محللون أنه يأتي في سياق المخادعة الصهيونية لأن اعتراف الكيان بوجود علاقة مع التنظيمات في سوريا يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك علاقات أكثر تعاونًا مع مثيلتها في مصر، إلا أنه لم يأت الوقت المناسب حتى الآن للاعتراف بهذا التعاون مثل سوريا. يضيف المحللون أن الوضع في مصر مختلف فهناك حكومة مصرية لها ظهير جماهيري في مصر والوطن العربي، ما يفرض على الكيان عدم إظهاره أي تعاون مع التنظيمات الإرهابية، لأنه قد يمثل إحراجًا له أمام الأنظمة والشعوب العربية، ويفضل إدعاءه برغبته في التعاون لمحاربة الإرهاب في سيناء. يقول الخبير في الصراع العربي الإسرائيلي المحلل الفلسطيني الدكتور جهاد الحرازيين، إن قضية ارتباط الجماعات المتشددة سواء القاعدة أو النصرة أو غيرها بالدول الاستعمارية الكبرى سواء الولاياتالمتحدة أو بريطانيا أو الاحتلال ليس بالغريب لأنه في النهاية هناك مجموعة من المصالح التي تريد تحقيقها هذه الدول في المنطقة، بالإضافة إلى أن المخطط الدولي الهادف لقسيم المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار بها وجعلها دائما منطقة توترات مشتعلة. وأضاف الحرازيين أن مثل هذه التوترات المشتعلة تأتي في سياق حالة من التخطيط لجعل الدول العربية متقبلة للمخططات الاستعمارية وأن تصبح أداة في يد الدول الكبرى تهدد من خلالها مصالح مَن يتعارض مع سياسات هذه الدول، مؤكدًا أن هذه التنظيمات تعمل وفقا لتوجيهات أجهزة المخابرات التابعة لها، مشيرًا إلى أن من أسس القاعدة وطالبان هي الولاياتالمتحدةالأمريكية لمواجهة الاتحاد السوفيتي سابقا في أفغانستان، ومن أوجد داعش هي الولاياتالمتحدة وإسرائيل لذلك ليس من المستغرب حالة الاختراق أو التغلل في هذه التنظيمات. وأكد القيادي الفلسطيني أنه لا يستغرب أن يعلن نتنياهو عن وجود علاقة مع جبهة النصرة التابعة للقاعدة لأجل ضمان أمن دولة الاحتلال ولكن السؤال الأكثر خطورة لماذا لم نسمع من هذه التنظيمات المتواجدة بسيناء أو سوريا أو العراق أو ليبيا تهديدا واحدا لدولة الاحتلال التي في كل يوم ترتكب مجازر وجرائم بحق الشعب الفلسطيني وبحق المقدسات الإسلامية فهل هناك مكانا أكثر قدسية من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المهدد بكل لحظة بالهدم والتدمير والسيطرة عليه؟، حيث لم يكن هناك أية ردة فعل من تلك الجماعات الإرهابية المتواجدة بسيناء أو سوريا أو العراق وكان هناك قرارا أو أمرًا من القائمين على هذه الجماعات بعدم الإشارة إلى الاحتلال وتنفيذ أعمال القتل والإرهاب والتفجيرات والاستهداف بحق المواطنين العرب في تلك الدول فكل يوم هناك تفجيرًا وتدميرًا وقتلا هنا وهناك من قبل تلك الجماعات التي توجه أسلحته فقط باتجاه العرب، وللإجابة عن هذا السؤال نجد أن الهدف الأساسي هو خلق حالة من عدم الاستقرار الأمر الذي يتطلب تدخل دولي أو إيجاد نزاعات طائفية تؤدى إلي تدمير الدول العربية والشواهد لدينا كثيرة. وعلى صعيد متصل؛ أكد الدكتور أيمن الرقب القيادي في حركة فتح أن ما كشفته التقارير الأمنية الأخيرة عن علاقة إسرائيل بمنظمات إرهابية كثيرة نشأت في المنطقة العربية خاصة في السنوات الأخيرة هو استهداف للجيوش العربية والاستقرار في المنطقة مضيفًا أن تصريح رئيس وزراء الاحتلال عشية الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة عبر صحيفة معاريف الصهيونية أن ما يحدث في المنطقة العربية هو ربيع إسرائيلي خريف عربي يؤكد ذلك. وأوضح أن الأدهى من ذلك أن جميع هذه التنظيمات لم تنفذ عمليات ضد دولة الاحتلال وصدرت من بعضها تهديدات باستحياء، مضيفًا في معرض حديثه إنه التقي في بداية أحداث سوريا مع مجموعة من المعارضة السورية للاستماع لوجهة نظرهم تجاه إسرائيل، مؤكدًا أنه تفاجأ برد فعلهم بأنهم في حال سيطرتهم على سوريا سيوقعون اتفاق سلام مباشرة مع إسرائيل وأنهم قد فتحوا عدة خطوط من أجل هذا الهدف، وأكد عندما نشر التلفزيون الإسرائيلي أنه أجل زيارة وفد من المعارضة السورية لإسرائيل لم يتفاجأ من وجود علاقة بين المعارضة السورية وإسرائيل، مشددًا أن حقيقة الأمر تتجلى وضوحا مع الوقت، والكشف عن كيفية استغلال هذه التنظيمات الإرهابية الدين لتنفيذ إرهابهم ضد جيشنا العربي في كل الدول العربية.