انطلقت فعاليات المؤتمر الثالث للناشرين العرب المقام بالشارقة، أمس الإثنين 2 نوفمبر، وافتتح المؤتمر الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، بحضور رئيس اتحاد الناشرين الدولي ومجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب، وعدد كبير من رؤساء اتحادات الناشرين العربية، ومدراء معارض الكتاب في العالم العربي، ولفيف من المثقفين والمعنيين بصناعة النشر، ووفد من الناشرين الصينيين. وكرم "القاسمي" المهندس إبراهيم المعلم، بصفته من رواد النشر في العالم العربي، وبدأت فعاليات وجلسات المؤتمر من خلال عدد من الندوات والجلسات والمناقشات والبرامج المهنية، وشارك في المؤتمر وفد الناشرين المصريين، برئاسة عادل المصري، وعدد من الناشرين المصريين. وسلم "القاسمي" درع التكريم للمعلم، فضلا عن عرض فيلم تسجيلى، عن مشوار المعلم فى مجال الثقافة والنشر، تناول المحطات التى مر بها، والنقاش حول بعض الأجواء التى أرساها فى العلاقة مع النشر بشكل عام، والعلاقة مع العاملين بدار الشروق بشكل خاص. الفيلم تحدث فيه عدد ممن تعاملوا مع دار «الشروق»، منهم الكاتبة الكبيرة أهداف سويف، التى قالت إن «أهم ما يميز المعلم هو كونه يهتم بالشباب وبإبداعهم». تحدث أيضا السفير نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، والكاتب الشاب أحمد مراد، وغيرهم، وأبدى الناشرون العرب والمصريون اعتزازهم بتكريم المعلم، معتبرين أنه تكريم لهم جميعا. المؤتمر جاء تحت شعار "صناعة النشر.. آفاق وتحديات العصر الرقمي"، ويهدف إلى مناقشة واقع ومستقبل صناعة النشر في الوطن العربي. وقالت بدور بنت سلطان القاسمي، في كلمتها خلال حفل الافتتاح إن الإمارة ظلت تنتهج سياسةً شاملة تهتم بالثقافة، والقراءة، والمعرفة، وتنمية الإنسان، بموازاة اهتمامها بتطوير الاقتصاد، وذلك إيماناً منها بأن المجتمعات المنتجة ترتكز على التنمية البشرية بقدر ما ترتكز على التنمية الاقتصادية. وأضافت: "إن انعقاد هذا المؤتمر في إمارة الشارقة ودولة الإمارات يعكس الدور المهم لحكومتنا على المستوى الإقليمي والعالمي وجهودها في دعم المعرفة والعلوم والثقافة بصفة عامة وصناعة النشر بصفة خاصة، فقد حلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى على مستوى دول غرب آسيا وشمال إفريقيا، وال 36 عالمياً من بين 143 دولة في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2014، وهو ما يعكس مدى حرص حكومتنا على تطبيق أفضل الممارسات في مجال محاربة القرصنة وحماية الملكية الفكرية، نظراً لدورها المحوري في تعزيز جاذبية بيئة الإبداع ودعم الاقتصاد المعرفي، ويأتي هذا التوجه أيضا كواحد من أهم أولويات قيادتنا الرشيدة في العام 2015 الذي أُعلن عنه كعام للابتكار في دولة الإمارات". ودعت جميع الأطراف المعنية بقطاع النشر إلى فتح نقاش مسؤول وموضوعي حول إعادة تعريف مبدأ حرية النشر، مشيرة إلى ضرورة أن تعكس المعايير الدولية، التنوع الثقافي والفكري لكل البلدان التي تطبقها، مطالبة المشاركين في هذا المؤتمر بمناقشة هذه القضية المهمة بقدرٍ كافٍ من التسامح والمرونة، يُعبّر عن احترام الجميع لمبدأ حرية النشر واحترام ثقافات الشعوب وخصوصيتها. ومن جانبه أكد ريتشارد تشاركين، رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، أن مؤتمر الناشرين الذي يشارك به للمرة الثالثة على التوالي مهم جدًا له، كونه أصبح رئيساً لاتحاد الناشرين الدولي، مرحباً بالدول العربية التي انضمت مؤخراً الى الاتحاد، ومتمنيًا أن تنضم جميع الدول العربية والأوروبية إلى الاتحاد في أسرع وقت ممكن لتخطي التحديات ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم في مجال النشر والطباعة. وقال "إن دور النشر تواجه أوقات صعبة وهامة في تحديات العصر الحالي من حيث التطورات الرقمية التي يشهدها العالم، وإن على الحكومات إدراك معنى التعليم والنشر والثقافات الإبداعية، والوقوف إلى جانب العاملين في تلك القطاعات ودعمهم". وخلال كلمته، قال الروائي والناقد والكاتب المسرحي اللبناني إلياس خوري، قصته: "علاقتي بالأدب كانت محيّرة منذ الكتاب الأول الذي قرأته، وكنت في نحو التاسعة من عمري، وجدت في بيتنا مجموعة روايات جرجي زيدان التاريخية، فكان هذا الكاتب دليلي الأول إلى عالم امتزج فيه الخيال بالتاريخ، وسحر السرد بمتعة الأدب، ومع تنوّع قراءاتي، ازدادت هذه الحالة تفاقماً، وهي لا تزال ترافقني إلى اليوم، قرأت جميع روايات زيدان، ودمجتها بهوسي المبكر بالشعر الجاهلي". يتضمن المؤتمر الذي ينظمه اتحاد الناشرين العرب بالتعاون مع جمعية الناشرين الإماراتيين، الذي تُختتم فعالياته اليوم الثلاثاء، جلسات تتناول مواضيع متنوعة تشمل: المكتبات، والتعليم، والملكية الفكرية، وحقوق الملكية، والقرصنة الرقمية، والتوزيع الإلكتروني، وحرية النشر، والترجمة واللغة العربية، وتطور قطاع النشر، وتطوير المحتوى.