بعد مرور أقل من 72 ساعة على اجتماع وزير الخارجية الأمريكي والملك الأردني والرئيس الفلسطيني، وإقرار ما سمي ب"اتفاق الأقصي" والتعهد الصهيوني باتخاذ إجراءات من شأنها تقليل حدة التوتر في الأراضي الفلسطيني، عاد رئيس وزراء الاحتلال لينقض عهده، ويتخذ المزيد من الإجراءات العقابية بحق المقدسيين من شأنها تصعيد المواجهات في القدس. قال رئيس الحكومة الصهيونية، "بنيامين نتنياهو"، إنه ينوي سحب الإقامة من المقدسيين القاطنين في الأحياء التي بقيت خارج جدار الفصل العنصري بحجة عدم تطبيقهم القانون، وأنه ينوي زيارة هذه الأحياء العربية في القدسالمحتلة للاطّلاع على مجريات الأمور عن قرب، وتطرّق "نتنياهو" خلال افتتاح جلسة الأمن والخارجية في الكنيست، الاثنين الماضي، إلى قضية الدولة الواحدة، وقال إنه يعارضها، ولكنه وبعد معارضته للدولة الواحدة أقرّ بسياسته الاستعمارية، قائلًا إنه "في هذه الأيام، يتوجّب علينا السيطرة على كل شبر أرض نراه في المدى المنظور". وعرض "نتنياهو" على أعضاء المجلس الوزاري المصغّر للشئون الأمنية والسياسية "كابينيت"، مشاركته في الزيارة للأحياء العربية، لاتخاذ القرار بشأن إقامة المقدسيين بعد الاطّلاع من قرب على ما يحدث فيها، كجزء من سياسة العقاب الجماعي التي يحاول الاحتلال الضغط على المقدسيين من خلالها. كانت الإذاعة العبرية العامة قد كشفت منذ أيام قليلة أن رئيس الحكومة الصهيونية "بنيامين نتنياهو"، طرح خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة أنه يجب دراسة إمكانية سحب حق الإقامة الدائمة في الآراضي المحتلة من سكان بعض الأحياء في القدسالمحتلة الواقعة خارج منطقة جدار الفصل العنصري، وذكرت مصادر في ديوان رئاسة الوزراء أن "نتنياهو ذكر تحديدًا مخيم شعفاط وقرية كفر عقب شمالي القدس" الذي يقطنهم أكثر من 100 ألف مقدسي. في ذات السياق، قالت القناة الثانية الصهيونية إن اجتماع "الكابينيت" الذي انعقد قبل أسبوعين تبين أن فحواه يتلخص في نقطتين، أولًا "نتنياهو قال إنه لا يستطيع سحب كل الامتيازات من المقدسيين"، وثانيًا "سحب الهويات الزرقاء من المقدسيين، خاصة من مخيم شعفاط وكفر عقب والسواحرة"، وأضافت القناة أن هناك توجه لسحب الهويات من ربع السكان المقدسيين، وبحسب القناة، فإن "نتنياهو" قال خلال الجلسة إنه "من غير الممكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه في الأحياء على الجانب الآخر من الجدار"، ونقلت القناة الثانية عن مصدر صهيوني كبير قوله إن" سحب الهويات الزرقاء من سكان الأحياء العربية في القدس هو أمر سياسي كبير، وليس مجرد إجراءات أمنية"، وقال مكتب نتنياهو إن "الفلسطينيين في الأحياء العربية خارج الجدار يستغلون الامتيازات التي تمنحهم المواطنة إيّاها، وفي ذات الوقت لا يقومون بواجباتهم". قرار "نتنياهو" بتشريد آلاف المقدسيين يحمل في طياته معنيين، الأول هو إخراج منطقة مخيم شعفاط وكفر عقب من حدود مدينة القدس، وبالتالي عدم اعتبار السكان هناك من المقيمين في مدينة القدس، أما المنحى الثاني فهو سحب الهويات المقدسية من السكان مع إبقاء الأرض ضمن حدود مدينة القدس. من جانبه شدد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، "استيفان دوغريك"، تعليقاً على قرار "نتنياهو" على "ضرورة امتناع إسرائيل عن اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب، من شأنها أن تؤدي إلى زيادة حدة التوتر"، فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن التقارير حول إمكان قيام إسرائيل بسحب حقوق سفر بعض الفلسطينيين القاطنين في القدسالشرقية "مثيرة للقلق"، وأضاف الناطق باسم الوزارة "جون كيربي"، في بيان إنه "في حال كانت هذه التقارير صحيحة، فسيشكل ذلك مصدر قلق لنا".