تعد الانتخابات البرلمانية ثالث الاستحقاقات التي نصت عليها خارطة الطريق، التي تم إعلانها في 3 يوليو 2013، وأجريت المرحلة الأولى للانتخابات خارجيا يومى 17 و18 أكتوبر الجاري، وداخليا يومي 18 و19 من نفس الشهر، وستجرى جولة الإعادة في 26 و27 من أكتوبر خارج البلاد، أما داخلها فستجرى في 27 و28 من الشهر ذاته. وبلغ عدد المصوتين في المرحلة الأولى 624 ألف ناخب بنسبة 2.27% من إجمالى الناخبين الذين صوتوا فى اللجان – بحسب اللجنة العليا للانتخابات. في الوقت الذي عكس فيه ضعف إقبال المواطنين على اللجان الانتخابية، حالة الغضب الجماعي من الشعب المصري للنظام الحاكم ورفضه للأجواء التي تتم فيها العملية الانتخابية، ليظل التساؤل عن المرحلة الثانية وهل سيتسمر عزوف المواطنين عن المشاركة أم ستغير الموقف؟. يقول الدكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قلة عدد المواطنين في الانتخابات البرلمانية جاء كرد فعل طبيعي بعد أن فقد المواطنون أمل أن يتم انتخاب برلمان حقيقي يعبر عنهم، كما أن المرشحين لم يستطيعوا أن يقتربوا من المواطنين وإقناعهم ببرامجهم الانتخابية. وأضاف "سلمان" أن نسبة المشاركة في المرحلة الثانية لن تزيد كثيرًا عن المرحلة الأولى؛ لأن المرشحين لا يعتمدون على خطة تجعلهم يصلون إلى المواطن قبل البرلمان، مؤكدا أن عزوف المواطنين عن المشاركة سيكون بمثابة انطلاق شرارة ثورات جديدة، فبعد أن تنتهى الانتخابات البرلمانية بنتائج غير مرضية، سوف يخرج الشباب والحركات الثورية لرفض تمثل البرلمان الذى لم يشاركوا في وضعه أو اختيار ناخبيه، وبالتالي فسيكون مطعونا عليه. من جانبها، قالت الدكتورة أماني الطويل، رئيس الوحدة الإفريقية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، أن عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات سوف تستمر خلال المرحلة الثانية أيضًا؛ لأن المواطنين فقدوا حماسهم تجاه البرلمان المقبل، وأدركوا جيدًا أن البرلمان المقبل لن يكون قادرا على رفع سقف الحريات العامة التي يطالب بها الشعب المصري منذ ثورة يناير. وأوضحت "الطويل" أن ارتفاع نسبة المشاركة في انتخابات المرحلة الثانية يحتاج إلى مجهود كبير من المرشحين، فإيصال البرامج الانتخابية التي تحترم عقل المواطن سيكون عاملا ضروريا يدفع المواطنين للمشاركة، لافتة إلى أن جميع المرشحين فى المرحلة الأولى اعتمدوا على الدعاية فى الشوارع بتحقيق أحلام مستحيلة وليست من صلاحيات العضو البرلماني، ومؤكدة أن احترام عقلية المواطن المخرج الوحيد لجعل المواطنين يشاركون. وأكدت رئيس الوحدة الإفريقية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، وسائل الإعلام أيضًا لم تؤد دورها في توعية المواطنين بالمشاركة في الانتخابات، لكنه حول المشهد الانتخابى إلى مشادات بين المرشحين، ما عكس صورة أن أن المرشح يتصارع من أجل الوصول إلي كرس البرلمان وليس لخدمة الشعب.