لم تكتف حكومة المهندس شريف إسماعيل بموجة الغلاء غير المسبوقة التي شهدتها أغلب السلع والخدمات مؤخرًا وأصابت المواطن بالعجز عن توفير الحد الأدنى من احتياجات ومتطلبات أسرته، لكنها تسعى لاختلاق موجة غلاء جديدة عبر تصريحات استفزازية من قبل مسئوليها في إطار سياسة رفع الأسعار. أعلن اللواء سعد الجيوشي، وزير النقل، عن زيادة أسعار تذاكر المترو بعد تحسين الخدمات التي تقدم إليه، خلال جولة تفقدية بالأمس داخل ورش صيانة الخط الثانى لمترو الأنفاق بشبرا الخيمة، يرافقه المهندس على الفضالى، رئيس مترو الأنفاق، والمهندس خالد صبره، العضو المنتدب للتشغيل والصيانة، وقيادات وزارة النقل وشركة مترو الأنفاق. وشدد "الجيوشي" على ضرورة الاهتمام بالصيانة الخاصة بالمترو للحفاظ على المال العام، ثم عقد اجتماعا مع العاملين، استمع خلاله لمطالبهم الخاصة الأجور والحوافز والرعاية الصحية، كما استمع إلى اقترحاتهم لتطوير المرفق، حيث طالبوه بزيادة سعر تذكرة المترو، وهو ما وافق عليه الوزير، مؤكدا أن زيادة سعر التذكرة سيكون بعد تحسين مستوى الخدمة. حاولت "البديل" رصد أسعار تذاكر المترو في عدد من بلدان العالم، وفقًا للمسافة والمحطات مقارنة بمصر، فسعر تذكرة المترو في روسيا يعادل 3.5 جنيه مصري، ويسير 196 محطة. وفي تركيا، سعر التذكرة يتوقف على عدد المحطات التي يصل إليها الراكب، فالاشتراك الشهري تصل فيه سعر الرحلة إلى 0.92 ليرة بما يعادل 2.8 جنيه وللأطفال مجانا حتى عمر 8 سنوات. أما الجزائر، فيبلغ سعر التذكرة الواحدة نحو 50 دينار جزائري بما يعادل 4 جنيهات مصرى، أما الاشتراك الأسبوعي والذي يتيح عدد غير محدود من الرحلات لمدة 7 أيام، تبلغ قيمته نحو 400 دينار بما يعادل 32 جنيها مصريا ويصل الاشتراك الشهري الذي يتيح رحلات غير محدودة لحامله إلى 1820 دينارا جزائريا بما يعادل 148 جنيها مصريا شهريا. وفي البرازيل، تتراوح أسعار التذكرة بين 2.8 ريال برازيلي بما يعادل 5 جنيهات مصرى و30 قرش، و4.2 ريال برازيلي بما يعادل 10 جنيهات و60 قرشا مصريا. يقول الدكتور هيثم عاكف، أستاذ النقل بجامعة القاهرة، إن زيادة سعر التذكرة في الوقت الحالي يثقل كاهل المواطن، ويكرر تجربة النقل العام التي أثبتت فشلها حين تم الدفع بالأتوبيسات ذات التذكرة الأغلي والخدمة الأفضل، لكن المواطنين بعد أشهر اكتشفوا أن الأتوبيس لا فرق بينه وغيره سوى فى سعر التذكرة. وأضاف "عاكف" أن مصر تنهار اقتصاديًا، وزيادة سعر تذكرة المترو لن يجعل المرفق يسد عجزه بقدر ما يجعل المواطن المصري يعاني بشكل أكبر، مؤكدا أن سد العجز المتواجد في المترو وتحسين الخدمات لا يصح أن يتحمله المواطن بأي شكل من الأشكال، مشيرا إلى العديد من الأفكار التي يمكن استخدمها لسد عجز مترو الأنفاق، أبرزها توفير إعلانات كثيرة وعمل دعاية على التذكرة ذاتها. ومن جانبه، أكد المهندس الاستشاري عمرو رؤوف، أن مرفق مترو الأنفاق يخسر مليارات الجنيهات في الخطوط الجديدة التي ينشأها وبها العديد من المشاكل، وعلى الرغم من ذلك يفكر في زيادة سعر التذكرة دون وضع حلول أخرى لا تثقل كاهل المواطن المصري. وأوضح "رؤوف" أن هيئة الأنفاق تهدر مليارات الجنيهات بإلغاء خطوط المترو السطحية وإقامة أنفاق بدلاً منها، لافتًا إلى أن زيادة سعر تذكرة المترو ستؤثر على المواطن محدود الدخل في مصر، ما يعد أمرا مرفوضا تمامًا.