بإعلان شركة "إيني" الإيطالية للطاقة اكتشافها حقلا عملاقا للغاز الطبيعي قبالة السواحل المصرية، يعد الأضخم في البحر الأبيض المتوسط، تتحرر مصر من مشروع اتفاق لم توقع عليه بعد، لاستيراد الغاز من إسرائيل، وبما يقي القاهرة حرجا تجلى في الجدل المتأتي عن الرفض الشعبي لاستيراد الغاز من العدو، مما يضعها في موقف تنافسي مع إسرئيل. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية إن العلاقات المصرية الإسرائيلية قد تكون في "أفضل" حالتها في الوقت الحالي، ربما بسبب القلق الأمني المستمر في شبه جزيرة سيناء، موضحة أن رغم هذه العلاقات لن يزور الرئيس "عبد الفتاح السيسي" الدولة اليهودية، في وقت قريب، رغم التنسيق الأمني ضد الجماعات الإرهابية. وتوضح الصحيفة أن إسرائيل سمحت لمصر بوضع قوة عسكرية كبيرة في سيناء، عكس المسموح به في معاهدة "كامب ديفيد" للسلام عام 1979، وفقا لأحد المصادر الدبلوماسية. وترى الصحيفة الصهيونية أن ما يمنع "السيسي" من زيارة إسرائيل هو الوضع الداخلي للبلاد، وعدم إحراز تقدم في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث يقول "تسيفي مازئيل"، والذي شغل منصب السفير السادس لإسرائيل في مصر، وزميل مركز القدس للشؤون العامة:" العلاقات المصرية الإسرائيلية مثيرة للاهتمام، وهي جيدة في الوقت الحالي، رغم اللغة السلبية بين البلدين". ويضيف أن التعاون الأمني بين البلدين مهم جدا، خاصة أن مصر تكافح الإرهاب، والذي يمنع "السيسي" من استغلال الطاقة والموارد للتنمية الاقتصادية، كما تكمن أهمية هذا التعاون في قرب الإرهابيين من الحدود الإسرائيلية. أما بالنسبة لزيارة "السيسي" لإسرائيل، قال:" لا أحد يتوقع هذه الزيارة، خاصة في الظروف الراهنة، ربما تحدث بعد استقرار الوضع المصري الداخلي، وقد تكون لتقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين". وتشير الصحيفة الصهيونية إلى تصريحات البروفيسور "هيلل فريش"، من جامعة بار إيلان، وأحد أعضاء مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية:" العلاقات المصرية الإسرائيلية تختلف عن الإسرائيلية الأردنية، رغم امتياز التعاون الأمني مع البلدين، ولكن مصر تحتفظ بعلاقات أمنية ممتازة على سيناء وحماس، ولكن القاهرة امتنعت عن دعوة إسرائيل حضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة في الشهر الماضي". ويوضح:" الفارق بين العلاقات المصرية الإسرائيلية مقارنة بالأردنية الإسرائيلية يكمن في الاتساق، فمصر طموحة جدا وتنافسية للغاية مع إسرائيل، رغم حفاظها على هذه العلاقة على المدى الطويل". وخلص "فريش" بقوله:" أي تحسن في العلاقات مع مصر في مكافحة التمرد بسيناء قد يتطور بشكل تنافسي، خاصة بعد اكتشاف حقل غاز ضخم قبالة سواحل مصر، وهذا يقود مصر إلى علاقة تنافسية مع الدولة اليهودية".