علي الرغم من مرور أكثر من أربع سنوات علي ثورة 25 يناير وظهور أحزاب تؤكد دوماً أنها تعبر عن الشارع المصري والمواطن البسيط، وفى الوقت نفسه هاجمت جماعة الإخوان قبيل توليها حكم البلاد؛ لمحاولاتها شراء أصوات الناخبين من خلال توزيع "الزيت والسكر"، واصفة الأمر باستغلال حاجة الفقراء وأنه عمل غير أخلاقي، إلا أنها تسير حالياً علي نفس الدرب، بتوزيعها "شنط رمضان" ابتغاء مرضاة الناخبين، وطمعًا في نيل أصواتهم. يقول الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، إن المشكلة الأساسية تتمثل في بقاء الفكر العقيم لدي الأحزاب والقوي السياسية في استغلال عوز وحاجة المواطن المصري البسيط للتحصل علي الأصوات الانتخابية، مشيراً إلي أن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد، تساهم بقدر كبير في استمرار فكرة الرشوة الانتخابية. ويضيف "عودة" أن الرشاوى الانتخابية سببها غياب العدالة الاجتماعية، وتزايد نسبة الفقر، حتى شعر المواطن بأن ثورة يناير لم تنجح، فلم يتغير الوضع للأفضل، بل العكس تماماً يسير من سيئ لأسوأ في جميع القطاعات من حقوق وحريات واقتصاد وغيرها، وبالتالي ينظر الفقير إلي الرشوة الانتخابية باعتبارها "عصفور فى اليد خير من عشرة علي الشجرة". ويتفق معه الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، قائلا إن الأحزاب الحالية التي تلجأ للرشاوى الانتخابية، كانت تعيب علي جماعة الإخوان فعلها، وتصف الأمر بخلط الدين بالسياسة، مضيفا أن غياب القاعدة الجماهيرية لتلك القوي والأحزاب؛ سبب لجوئها لتلك الطريقة؛ لعل وعسي أن تنجح في خلق ظهير شعبي قبيل الانتخابات البرلمانية للفوز بمقاعد في المجلس النيابي المقبل. ويؤكد "نافعة" أن استغلال الشهر الكريم من أجل مكاسب سياسية، أسلوب دنيء يثبت عدم اعتراف الوسط السياسي بأية مبادئ أو قيم أخلاقية، بالإضافة إلي تغير المبادئ بحسب المصلحة، فما كان وقت حكم الإخوان رشوة انتخابية واستغلال لحاجة الفقراء والمساكين، أضحي اليوم مساهمة من الأحزاب لرفع العبء عن البسطاء وإعانتهم علي مواجهة مصاعب الحياة.