معاناة شديدة يعيشها شباب الخريجين وصغار المزارعين بمحافظة الغربية، بعد أن ضاع حلمهم وأملهم على أيدى مسئولين وموظفين لا ينتمون لهذا البلد الذى يحاول القضاء على الفساد بشتى الطرق، إلا أن هؤلاء المسؤلين مصرون على فسادهم. فأى عدل يقول إنه بعد أن تتم قرعة علنية وتبليغ الفائزين بأحقيتهم فى الحصول على قطعة أرض وبيت بقرية الأمل بالإسماعيلية، يأتى مسئول بجرة قلم؛ ليقضى على أحلام أكثر من 223 شابًّا، بالإضافة إلى صغار المزارعين؟! طاهر عيد محمد هنداوى أحد المستفيدين من المشروع قال ل "البديل: "حلمت أنا وأسرتى بحياة أفضل عقب الإعلان عن هذا المشروع، خاصة فى عهد المشير السيسى الذى كان لنا طوق نجاة، ولكننا لا نصدق أن ما حدث لنا وحرماننا من حقنا جاء فى زمن رجل نحبه ودافعنا عنه وحاربنا من أجله. إننى أناشده مناشدة الابن لأبيه أن ينظر إلينا بعين الرحمة والرأفة. فهل يرضيك يا سيادة الرئيس أن شابًّا سويًّا يصبح إرهابيًّا بعد أن ضاع حلمه ومستقبله الذى عاش 8 أشهر يحلم به، وبعد تلك الشهور من الانتظار والذهاب والإياب من الإسماعيلية للقاهرة والغربية دون جدوى، وتم إلقاء أحلامنا في سلة المهملات؟". وقال رامى الجندى المتحدث الرسمى عن شباب الخريجين وصغار المزارعين إن الرئيس السيسى أعلن أن ذلك المشروع سوف يكون للشباب بدلاً من الوظيفة، والآن وبعد 8 أشهر من إجراء القرعة الأولى وإجراء قرعه ثانية غير قانونية؛ لأننا اجتمعنا بمديرية الزراعة بالغربية وبحضور وكيل الوزارة بالغربية ومندوب عن المحافظ، وتم عمل استفتاء على إجراء قرعة ثانية، وكانت النتيجة (لا)، ولكن محافظ الغربية ووكيل وزارة الزراعه ضربا بآرائنا عرض الحائط، وأجريت القرعة، ولم يتم إبلاغ معظم الشباب بميعاد تلك القرعة الباطلة، وتم التلاعب فيها". وتساءل رامى "هل إجراء قرعة فوق قرعة قانوني؟ إن كان هناك مسئول فى هذا الوطن يحب الوطن، فليجبنا. لا بد من التحقيق الفورى مع محافظ الغربية ووكيل وزارة زراعة الغربية ومحافظ الإسماعيلية ووزير الزراعة. وهل أى شاب منا يمتلك 59 ألف جنيه كمقدم للحصول على قطعة أرض مساحتها 5 افدنة، وسعرها كاملاً 230 ألف جنيه؟! علمًا بأننا عندما تقدمنا للأرض، لم يتم إبلاغنا بدفع تلك المبالغ، وتغيرت الشروط تمامًا، وعندما قابلنا وزير الزراعة، وللأمانة قابلنا بمنتهى الاحترام، ولكن هل الوعود الوردية تطعم جائعًا؟ هناك 230 شابًا تمت الإطاحة بهم؛ بحجة أن الأرض لا تكفى، فلماذا لم يخصص لهم قطعة أرض فى أماكن اخرى مثل الفرافرة أو وادى النطرون أو قرية الأمل بقنا بدلاً من الإطاحة بهم والقضاء على مستقبلهم، قبل أن يستلم ال 125 فائزًا بالقرعة الباطلة تلك الأرض؟!". من جانبه اتهم فريد واصل رئيس النقابة العامة للفلاحين والمنتجين الزراعيين مسئولي وزارة الزراعة ومديريات الإسماعيلية والدقهلية والغربية بالتلاعب في توزيع أراضى قرية الأمل البالغ مساحتها 3500 فدان، والتي تم توزيعها بالمخالفة للقانون بدون إجراء القرعة العلنية التي سبق وأعلن عنها الوزير ومسئولو الزراعة. وطالب النقيب العام للفلاحين والمنتجين الزراعيين بفتح تحقيق عاجل مع مسئولي الزراعة فيما أسماه ب "جريمة مخالفة القانون لدى توزيع الأراضي على مستحقيها"، مشددًا على أن مسئولي الزراعة خالفوا بنود التوزيع على المتقدمين للحصول على الأراضي واستصلاحها بنسبة 50% من إجمالي المساحات المعروضة لأبناء محافظة الإسماعيلية، باعتبار أن الأرض داخل حيز المحافظة، إضافة إلى 25 % للدقهلية و25 % للغربية. كما أكد النقيب العام للفلاحين والمنتجين الزراعيين أن مديريات الزراعة بالمحافظات الثلاث مارست أشكال الفساد العلني لدى توزيع الأراضي المستهدف استصلاحها، ولم يتم إبلاغ المتقدمين للأرض بموعد إجراء القرعة والتي يشترط في إجرائها: العلنية وحضور المتقدمين، لافتًا إلى أن مسئولي مديريات الزراعة قاموا بتوزيع الأراضي على المحاسيب، على حد قوله. وقال واصل "تردد أن مديرية الزراعة بالغربية استبدلت الأسماء أكثر من مرة، وتم التوزيع طبقًا للأهواء الشخصية، بدون القرعة العلنية التي يقرها القانون"، واتهم مسئولي الزراعة بالفشل في تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال توزيع أراضى قرية الأمل بالإسماعيلية التي استصلحها هي وغيرها من قرى الظهير الصحراوي الوزير الأسبق د. يوسف والى، والذي وصفه ب "عملاق المشروعات القومية"، حسب تعبيره. وطالب واصل الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة بضرورة إعادة النظر في تصريحاته الوردية التي أدلى بها بشأن توزيع أراضى قرية الأمل بشكل عادل يحقق العدالة الاجتماعية ويجعل الفرص متساوية بين الجميع، كاشفًا أن التوزيع بالمحافظات الثلاث جاء في صفقات فاسدة.