تجربة جديدة متميزة يخوضها مجموعة من شباب المسرحيين يقدمون ثمانية عروض مسرحية، تمثل معالجات مختلفة لنص واحد هو "نهاية المال" للكاتب السويسري أورس فيدمر، ضمن ورشة "صعيد تورج2″، التي تهدف لرد الاعتبار الي دور الدراماتورج، الذي تراجع كثيرا في عروضنا. الورشة هي إحدى مشاريع المؤسسة الثقافية السويسرية "بروهلفتسيا"، وهو نص يهجو توحش الرأسمالية وفساد النظام المالي العالمي وفي قلبه سويسرا، ويتخذ من مؤتمر دافوس الاقتصادي الدولي نموذجا لتجمع السلطات التي تتسبب في التفاوت الحاد بين البشر والشعوب والطبقات الاجتماعية، محرضا على ضرورة ثورة المهمشين من ضحايا هذا النظام المتوحش، معتبرا أن الحل هو في هجرة هذا العالم كله، وترك هؤلاء الأثرياء أصحاب النفوذ ليأكلوا بعضهم بعضا في صراعهم علي النفوذ والسلطة. تشرف علي الورشة المخرجة عبير علي، التي أوضحت ل"البديل" أن المشروع بدأ بتنظيمها ورشة صعيد تورج العام الماضي في مركز أحمد بهاء الدين، على هامش ملتقى الصعيد المسرحي بتكليف من المؤسسة السويسرية علي نص سويسري هو "إثبات العكس" الذي سبق أن قدمته كعرض مسرحي قبل ثلاث سنوات، تأليف أوليفييه شياتشياري. قالت: امتدت الورشة لمدة أربعة أيام خلال الملتقى، ونتجت عنها ثلاثة نصوص كمعالجات درامية جديدة للنص الأصلي، وهوما أثار حماس المسؤولين في المؤسسة السويسرية، وطلبوا تطوير المشروع ليستهدف دعم اللامركزية في عروض المسرح وتعريف جمهور الأقاليم بالمنتج الإبداعي السويسري المعاصر. توضح عبير: تسعى فكرة المشروع بعد تطويره لإقامة ورشة عمل في نوفمبر من كل عام، يشارك بها ثنائيات قوامها مخرج ودراماتورج، من أقاليم مصر المختلفة، بهدف دعم شباب الأقاليم في طريقهم للاحتراف، وكوسيلة للمساهمة في تكوين فرق مسرحية مستقلة يقودها رأس مفكر مثقف ومدرب يتمثل في المخرج والدراماتورج. بدأت أولي الورش في نوفمبر الماضي علي نص "نهاية المال" لأورس فيدمر، لمدة عشرة أيام، بمشاركة 14 مخرجا وكاتبا من الإسماعيلية، نجع حمادي، قوص، مغاغة، اسكندرية، المحلة، والقاهرة. خلالها كونوا سبعة أزواج من مخرج وكاتب، أنتجوا تسعة نصوص، لأن بعض المخرجين كتبوا نصوصا أيضا، وبدأ العمل علي هذه المشاريع التي يقدم لها دعم إنتاج منخفض التكلفة، بقيمة خمسة آلاف جنيه، وتعقد لها مشاهدات خلال مارس، حيث تحصل المشاريع الجادة علي نصف الميزانية. تستطرد عبير: خلال المشاهدة لا نكتفي بتقييم العمل، وإنما نصطحب ناقدا ونتشارك مع الفرقة في حلقة نقاش وعصف ذهني حول العرض، لمساعدتهم للوصول إلي أفضل النتائج لمشروعاتهم، وتنال العروض بقية ميزانيتها مع اكتمال العمل وتقديمه علي المسرح حيث يعرض كل مشروع في موقعه وإقليمه وتبدأ مرحلة تقديم العروض من أبريل. وبعد مشاهدة العروض الناتجة، ونظرا لتنوعها وجديتها، قررت إدارة المشروع الإعداد لخطة تجوال للعروض بالمحافظات المختلفة وإتاحة الفرصة للفنانين للتلاقي في عروض بعضهم وإقامة جلسات نقاش حولها، كما يشمل المشروع دعما خاصا في حال كانت هناك أماكن تطلب تقديم العرض عندها، حيث تقدم المؤسسة السويسرية دعما يتراوح بين ألف وخمسمائة جنيه، إلي ثلاثة آلاف جنيه قيمة عرض الليلة الواحدة، وسيقام ملتقي يجمع كل العروض الناتجة عن الورشة خلال شهر سبتمبر المقبل إما في الإسكندرية أوالمحلة. العروض المشاركة في ورشة صعيد تورج 2 هي: "المتحف مغلق" كتابة أحمد قناوي، قدم بمعالجتين إخراجيتين في قوص بمحافظة قنا إخراج عادل العدوي، وفي الإسكندرية إخراج وصال عبد العزيز، وفيها قدم أيضا عرض "طول ما انت في العالي" إخراج شريف محمود ودراماتورج محمد عبد المعز، ميشيل المصري، ومرجريت مجدي وفي نجع حمادي عرضت "علشان نقول لا" إخراج أيمن حداد، ودراماتورج محمد جامع، وفي المحلة عرضت الدراما الحركية "الديفليه الأخير" دراماتورج وإخراج ياسر القرموط. وفي القاهرة قدمت ثلاثة عروض: "كنترول" دراما حركية إخراج أحمد فؤاد، ودراماتورج سيد أبوليلة، "انفجارات " دراماتورج مرجريت مجدي، وإخراج محمد مبروك، "صراخ النوارس" دراماتورج يعقوب إبراهيم، إخراج جمعة محمد. وعن المشاكل التي واجهت مشاريع العروض قالت عبير، إن أهمها كانت في المحافظات في إيجاد مكان للبروفات، حيث تتفاوت المحافظات وفقا لظروف كل موقع، وهو ما أدي مثلا إلي إلغاء مشروع العرض التاسع في محافظة الإسماعيلية رغم تميز النص الذي كان معدا للتقديم فيها بسبب عدم تعاون قصر الثقافة مع فريق العرض وصعوبة إيجاد مكان بديل للبروفات مما أصابهم بالإحباط ولم يستكملوا المشروع، كما أثرت الأجواء السلبية في الموقع أيضا علي مستوى عرض نجع حمادي الذي كان يمكن أن يكون أفضل كثيرا في حالة توافر شروط عمل أفضل لفريق العرض، وهي مشكلة دائمة لعروض الفرق المستقلة في الأقاليم.