«عبد الحميد شتا».. شاب مصري ابن قرية الفرماوي بمحافظة الدقهلية، انتحر غرقا في نهر النيل يوم 18 يوليو 2003؛ احتجاجا علي خلو كشف المعينين بالسلك الدبلوماسي من اسمه في مسابقة تقدم لها 5 آلاف شاب في وزارة الخارجية، لأنه غير لائق اجتماعيا، ولا ينتمى لعلية القوم. «أيوا ياسعاد.. أنا كويس.. هيكون مالي بس يعني.. اه النتيجة.. مش عارف.. أنا شايف أسماء زمايلي ال42 كلهم في الكشف ومش شايف اسمي معاهم، قولي لأبويا يسامحني، وخلي بالك من أخويا الصغير». في صيف 2002، ومن أعلى كوبري أكتوبر، حدثت تلك المكالمة الهاتفية، وصي خلال صاحبها، زوجة أخيه على أخيه الأصغر بكلية الطب، وبعدها أغلق التليفون واتجه إلى حافة كوبري قصر النيل، وألقى بنفسه من أعلاه، وسط تلاشي جثته شيء فشيئا، وحالة ذهول انتابت المارة. عبد الحميد شتا، شاب مصري خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، توقع له أساتذته مستقبلا باهرا ينتظره، كتب في عدد من المطبوعات منها مجلة السياسة الدولية، وله العديد من الأبحاث، وكان له امتياز المشاركة في المؤتمرات التي تعقدها الكلية. كانت مشكلة عبد الحميد أنه تقدم لاختبار جهاز التمثيل التجاري للحصول على وظيفة ملحق تجاري، وهي وظيفة دبلوماسية، اجتاز جميع الاختبارات، الشفوي، والهيئة، والتحريري، بنجاح وكانت ترتيبه المبدئي الأول على التصفية النهائية، وكانت المفارقة أن ال42 الذي نجحوا في الاختبارات جميعهم ضمن قرص من دورات كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان عبد الحميد مكلف من قبل وكيل الكلية بالإشراف عليهم، مما يعني أنه كان يدرس للطلبة المتقدمين للوظيفة. عبد الحميد، لم يتم اختياره ملحقا تجاريا، وكان عدد الناجحين 42 من أصل 43، هو الوحيد الذي أخفق، والسبب أنه غير لائق اجتماعيا؛ لأن والده الحاج على شتا فلاح بسيط. من جانبها، بثت وكالة أنباء الشرق الأوسط، تصريحا منسوبا لمصدر دبلوماسى، أكد فيه أن الشاب عبد الحميد شتا، ابن محافظة الدقهلية، الذى انتحر عام 2002، لم يكن من ضمن المتقدمين للعمل بالسلك الدبلوماسى فى وزارة الخارجية، بخلاف ما نشر عن قصته منذ انتحاره وحتى الآن.