استيقظ أهالي محافظة الأنبار وبالتحديد مدينة الرمادي على وقع انفجارات وسيارات مفخخة وإطلاق نيران كثيف ومئات القتلى وآلاف الحرجى، وهو ما اضطرهم إلى الفرار من منازلهم لعلمهم بقدوم تنظيم "داعش" الإرهابي إلى المدينة، وهو ما تطلب تدخل الجيش العراقي بشكل سريع بمساعدة الحشد الشعبي. "داعش" تسيطر على الرمادي أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي سيطرته على كامل مدينة الرمادي، بعد أن كان قد شنّ هجوما على "السجارية" وسيطر على الجهة الغربية لمدينة الرمادي التي اقتحمها من أربعة محاور، كما شن التنظيم هجومًا عنيفًا على منطقة "حصيبة" شرقي مدينة الرمادي، التي وقع معظمها في قبضة التنظيم. طلب رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" من قوات الحشد الشعبي الإستعداد للمشاركة في معارك محافظة الأنبار، كما توجه قائد الشرطة الاتحادية على رأس قوة كبيرة الى الأنبار لإطلاق عملية تحرير المحافظة وقاطنيها من أيدي الإرهابيين، وفي هذه الأثناء أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن وصول 200 مدرعة ودبابة إلى "الحبانية"، للاشتراك في العمليات العسكرية الجارية في الأنبار ضد تنظيم "داعش". الحشد الشعبي يتدخل من جهة أخرى بدأت طلائع الحشد الشعبي تقترب من الرمادي، وتتجه إلى قاعدة الحبانية العسكرية بالأنبار، في وقت ذكر فيه شهود ومسئولون عسكريون عراقيون أن عناصر التنظيم تتجه إلى القاعدة ذاتها، مما ينبئ باحتمال وقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وتبعد القاعدة العسكرية نحو 30 كيلومترًا شرقي الرمادي. قال عضو الجناح الإعلامي في الحشد الشعبي، "علي السراي" إن المقاتلين يستعدون للتوجه بأعداد كبيرة للأنبار، بعد أن تلقوا تعليمات بالتعبئة، لكنه لم يفصح عن توقيت الانتشار ولا نطاقه لأسباب أمنية، واكتفى بالقول إن مقاتلي الحشد كانوا ينتظرون أمر التأهب للانتشار "والآن حصلوا عليه"، وأشار المتحدث بإسم "عصائب اهل الحق" إلى أنّ اجتماعات تعقد مع القوات الأمنية لتنسيق العمليات، فيما طالب الناطق باسم الحشد الشعبي "كريم النوري" التحالف الأمريكي "بعدم التدخل في عملية تحرير الرمادي من تنظيم داعش، والاهتمام بقصف أرتال التنظيم الآتية من سوريا والموصل فقط". من جانبه؛ أعلن مجلس محافظة الأنبار، وصول نحو 3000 مقاتل من الحشد الشعبي إلى المحافظة، مبيناً أن هؤلاء المقاتلين سيشاركون بعمليات تحرير جميع مناطق الرمادي التي انتشر فيها مسلحو "داعش"، وأضاف المجلس أن "هذه القوات مجهزة بالعدة والامكانيات الكبيرة وسوف تشارك إلى جانب القوات الأمنية والحشد الشعبي من عشائر الأنبار بعمليات عسكرية لتحرير جميع مناطق الرمادي التي احتلها تنظيم داعش". جرائم داعش في الأنبار قتل "داعش" خلال هجومه على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار ما لا يقلّ عن خمسمائة شخص، حيث قدرت السلطات العراقية عدد الأشخاص الذين قتلوا خلال يومين بحوالى 500 شخص، فقد أعدم التنظيم عشرات الأشخاص في المحافظة فور دخوله إليها الأمر الذي أجبر آلاف الأسر على النزوح من المدينة، والتوجه نحو العاصمة العراقيةبغداد. نزوح جماعي لأهالي "الأنبار" من جانبها قدرت الأممالمتحدة، عدد الفارين من مدينة الرمادي العراقية بعد هجوم تنظيم "داعش" وسيطرته عليها بنحو 25 ألف شخص، مشيرة إلى أن أغلبهم اتجهوا نحو بغداد، وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في العراق، إن الأموال اللازمة لمساعدتهم "بدأت تنفذ"، وإن مخزونات المساعدات "انتهت تقريبًا". وقالت منسقة الشئون الإنسانية التابعة للأمم المتحدةبالعراق "ليز غراندي"، "لا شيء أكثر أهمية في الوقت الحالي من مساعدة الفارين من الرمادي، إنهم في محنة وينبغي لنا عمل كل ما هو ممكن لمساعدتهم"، وأضافت "اضطر آلاف الأشخاص للنوم في العراء لعدم وجود أماكن يقيمون بها، سيكون بوسعنا عمل المزيد إذا حصلنا على التمويل". وسط تصاعد الدعوات بضرورة إرسال تعزيزات ومساعدات للمحافظة، قدمت منظمات الأممالمتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة مساعدات عاجلة لأكثر من 2.5 مليون نازح ولاجئ في العراق، التمويل يكاد ينفذ، وسوف يضطر 56 برنامجًا صحيًا للإغلاق بحلول يونيو المقبل.