أخذت اعتداءات الطلاب على المعلمين منحني آخر، أشد قسوة وعنف، فبعد الضرب بالأيدي والآلات الحادة، واستخدام الأسلحة في بعض المحافظات، وصل الأمر إلى محاولات الاغتصاب. ففي مدرسة طلعت حرب بمحافظة الجيزة، تعرضت معلمة لمحاولات اغتصاب من الطلاب، وتمزيق ملابسها وتصويرها، بعد أن رفضت السماح لهم بالغش داخل لجنة امتحانات مادة الدين، للمرحلة الإعدادية، فبعد انتهاء اللجنة، التف الطلاب حولها محاولين اغتصابها داخل المدرسة، إلا أن صرخاتها كانت سببا في إنقاذها على أيدى زملائها المعلمين. تقول الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن مشكلة اعتداء الطلاب على المعلمين فى المدارس، ظاهرة مركبة من عدة عوامل، توضح مدي القصور بين طرفي العملية التعليمية، منها ما يتعلق بأساليب التربية، بعد تحول الأمهات من ربة أسرة إلى "شغالة" في البيت وغياب دورها في التربية، إضافة إلى اختفاء القيم المعنوية، وتراجع دور المؤسسة التعليمية، ومنها جزء يتعلق باتخاذ الإجراءات القانونية، فضلا عن غياب الردع العام والخاص، مؤكدة أن أغلب حالات الاعتداء ترتبط بالإدمان وتعاطي أنواع من المخدرات. وأضافت "فايد" أن استطلاعات الرأي أظهرت انتشار الإدمان بين طلاب المدارس بشكل كبير، خاصة في المرحلة الإعدادية، موضحة أن الطلاب يلجأون إلى استخدام جميع الوسائل التي تجعلهم يدخلون في حالة مزاجية خاصة، كاستخدام البنزين والبويا، والكلة، متابعة أن الحل ليس في العامل الأمني فقط، وإنما باتحاد العمل بين المؤسسات لمواجهة انتشار ظاهرة العنف فى المدارس، واستخدام الدور التربوي بعد انسحابه ليصبح التعليم وهميا، بالإضافة إلى وضع سياسة تعليمية مدروسة. من جانبها، قالت الدكتورة سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات بجامعة عين شمس، إن ظاهرة اعتداء الطلاب على المدرسين أو العكس، تكونت نتيجة تراكمات زمنية طويلة طفت على السطح في الآونة الأخيرة، لافتة إلى صعوبة الحكم على الطلاب إلا من خلال معرفة تفاصيل الوقائع، فمن الممكن أن يكون بعض أفعال الطلاب تجاه المدرسين بمثابة رد فعل لمعاملة غير تربوية من المدرس. وأوضحت "قدري" أن عملية التدريس للطلاب دخل فيها كل من"هب ودب" دون تأهيل تربوي، كما أن المناخ العام داخل المدارس غير مواكب لإثراء العملية التعليمية، مشيرة إلى غياب قواعد العمل بالمدرسة التى تحكم العلاقة بين الطلاب والمدرسين، فضلا عن عدم وعى الإدارات التعليمية.