شاب لم يتجاوز 26 عاما، أصيب بغيبوبة استمرت على مدار عام كامل؛ إثر تعرضه لحادث تصادم على كورنيش الإسكندرية، ليخرج طفله إلى الحياة دون أن يرى أحدهما الآخر، إنه محمود محمد جمال. يقول والد محمود: في الثانية من ظهر يوم 9 مايو 2014، صطدمت سيارة الدرجة البخارية التي كان يستقلها أثناء مروره على طريق الكورنيش أمام مكتبة الإسكندرية، سقط إثرها على الطريق بين الاتجاهين ينزف دمًا من الرأس والأنف والفم. وأضاف: أصيب محمود بثلاث كدمات في المخ وكسر ثلاثي في الساق اليمنى، تم نقله إلى المستشفى الأميري الجامعي بوسط الإسكندرية، وضع قبلها شهود العيان الجرائد على جسده ظنًا منهم أنه فارق الحياة، إلا أن المستشفى رفضت استقباله بحجة أن الطوارئ في إجازة يوم الجمعة. وتابع: توجه المواطنون بمحمود إلى مستشفى رأس التين غرب الإسكندرية لإنقاذه من الموت، إلا أنها رفضت استقباله أيضا لعدم وجود أجهزة تنفس صناعي لديها، لكن تم استقباله نظير دفع مبلغ ألف جنيه، مضيفا: وبعد دفعى المبلغ المالي وإسعافه خيرتنى الإدارة بين استلام ابنى أو بقائه مقابل 8 آلاف جنيه لليلة الواحدة. ولفت والد محمود إلى أنه لم يجد بدا من اللجوء للسماسرة والوسطاء لإنقاذ ابنه، والذين نصحوه بسرعة نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة الواقعة بشرق الإسكندرية، مؤكدا أنه تحمل تكلفة مبلغ التأمين 5 آلاف جنيه، وعريضة بالأدوية تتراوح أسعارها ما بين 1000 و1500 جنيه يوميًا، إلى أن نفذت أمواله بعد دفع 54 ألف جنيه فاتورة المستشفى و60 ألف جنيه قيمة الأدوية، كما تسبب إهمال المستشفى في إصابته بالبكتيريا، التي تحمل نفقات علاجها أيضًا، فبلغ سعر العبوة الواحدة 1250 جنيها. وأوضح أن الإهمال تسبب أيضًا فى إصابة "محمود" بقرحة في القدم وثقب عمقه 4 سنتيمترات، جراء حشر ساقه بالسرير، حاول القائمين على المستشفى إخفائها بوضع جورب طبي عليها. وأشار الوالد إلى أنه نقل نجله إلى مستشفى آخر بوسط البلد، قضى فيها 10 أيام وصفها ب"السواد" لظلمتها وحرارتها العالية والتكييفات متوقفة، متابعا: "فوجئت بوجود قرحة أخرى في ظهر نجلى 15X15 سنتيمتر، بسبب الإهمال"، مضيفًا: "لفيت على الحكومة ملقتش مكان لابني، استلفت من الجيران وبعت حاجتي". واستطرد: مستشفى خاص آخر استقبل محمود لمدة 3 أشهر بلغت تكلفتها 25 ألف جنيه، ويقوم بعمل جلسات أكسجين مضغوط لتغذية خلايا المخ، تكلفة الجلسة 400 جنيه، بالإضافة إلى 150 جنيه أجر سيارة الإسعاف التي تنقله من المستشفى إلى المركز، أي بإجمالي 4500 جنيه تكلفة 20 جلسة، وما يزيد عن 20 ألف جنيه لسيارة الإسعاف، موضحًا: "بعد الانتهاء من كل تلك الجلسات، وفقًا للأطباء، فإنه سيأخذ قسطا من الراحة لمدة 15 يوما يستأنف بعدها 20 جلسة أخري بتكلفة جديدة، بالإضافة إلى 230 جنيها أدوية أسبوعيًا". وأكد أنه أخطر محافظ الإسكندرية بحالة نجله وحاجته للعلاج بشكل سريع، وأحاله إلى مديرية الصحة ومنها إلى مستشفى الجامعة، ثم ناريمان، ثم إلى مستشفى المعمورة، ثم مستشفى رأس التين. واختتم الأب المكلوم: "أعانى منذ 8 ديسمبر إلى اليوم، فى المستشفيات، والآن ابنى موجود في البيت، ولا يوجد حل لمشكلته، وأتمنى سفره للعلاج على نفقة الدولة فى الخارج".