«قلب الياسمين» عنوان جديد طرحته مؤخرًا الدار العربية للعلوم (ناشرون)، للكاتب عبد الله المناعي، إذ يطرح عبر روايته موضوعة المكانة الاجتماعية للفرد في المجتمع العربي والتي تحدد من خلال عدة عوامل لابد من توافرها لكي يحوز على مكانة رفيعة ألا وهي المال والعمل والنسب العائلي، بعد أن تناسى الجميع أهمية الأخلاق والدين والتربية والمساواة بين البشر، هذه المؤشرات تشكل عاملًا مهمًا لقراءة النص الذي عهد الكاتب لكل شخصية من شخصياته بدور يمثلها. وبقراءة متأنية للنص نجد أن الرواية تعري الكثير من المظاهر المصطنعة والزيف والنفاق الاجتماعيين، وكواليس مجتمع المال والأعمال وارتباطهما بحزمة من المصالح المشتركة بين المتنفذين في الدولة وبعض الرأسمالين الجدد، وكذلك تقترب الرواية قليلًا من الوضوع السياسي في البحرين "أزمة 2012″ والوضوع الاقتصادي عامة بما فيها ظاهرة العمالة الأجنبية، والنهضة العمرانية التي شهدتها منطقة الخليج العربي في الآونة الأخيرة. تتألف الرواية من 29 وحدة سردية متعاقبة لكل منها يحمل عنوان اسم شخصية أو حدث؛ إلا أن ما يجمع بينهما تمركزها حول حياة البطل، وقد اصطنع الكاتب روايًا يروي كل الأحداث من موقع المشاهد فقط، ما يمنح السرد مصدقية أكثر واستخدم صيغة المتكلم في علاقات جدلية مع صيغ أخرى لاسيما الحاضر والغائب، كما أن المسار الذي تنمو فيه الأحداث تصاعدي؛ حيث فيه حرارة التشويق والتحولات الدرامية، واللغة سلسة سهلة على مستوى المفردات والتراكيب، أثر الكاتب الجمل القصيرة ولم يسقط في فخ الشعرية، وبذلك يكون الكاتب عبد الله المناعي قدم نصًا روائيًا ممتعًا، متماسكًا، يحمل رسالة اجتماعية كبرى,