خبراء: رياح «عاصفة الحزم» ستطيح بإيرادات قناة السويس

جودة: الحكومة تتعامل مع القناة ك»الكمثرى«
قدورة: مشروع توسيع قناة لن يدر دخلًا
أظهرت بيانات رسمية تابعة لمجلس الوزراء المصري، أن إيرادات قناة السويس انخفضت إلى 382 مليون دولار في فبراير الماضي، مقارنة ب434.8 مليون دولار في يناير الماضي، وبحسب البيانات فإنه أقل مستوى لإيرادات القناة منذ سنة، ولم تذكر البيانات الحكومية سبب الهبوط الحاد للإيرادات
من جانبها، رصدت «البديل» آراء بعض الخبراء حول أسباب تراجع إيرادات قناة السويس، وقال البعض: إن قناة السويس تعد أسرع ممر ملاحي بين أوروبا وآسيا، وهي مصدر رئيس للعملة الصعبة بالنسبة لمصر، حيث تدر على البلاد أكثر من 5 مليارات دولار سنويًّا، لكن الحكومة الحالية تتعامل معها بصفة «الكمثرى» وتتجاهل المشاريع التي تصب في زيادة الإيرادات؛ مثل صناعة السفن وتصليحها وتموينها بالوقود، وتوقع آخرون انخفاض الإيرادات خلال الشهور المقبلة؛ بسبب عدم استقرار المنطقة وتدخلها في «عاصفة الحزم»، فيما رأى مصدر مسؤول بهيئة قناة السويس أن مشروع توسيع محور قناة السويس لا يمثل أي ضرر لدخل القناة، مرجعًا سبب انخفاض الإيرادات إلى فارق الأيام بين فبراير ويناير.
وقال الدكتور صلاح جودة، مدير مركز البحوث الاقتصادية، إن أسباب انخفاض إيرادات قناة السويس ترجع إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي والركود الضارب في قدم منطقة اليورو، وسلسلة الأعمال الإرهابية بشمال سيناء، إضافة إلى القيود المفروضة على السفن الروسية وبناء خط أنابيب بين روسيا والصين، وإنشاء المحور الثاني لقناة السويس متأخر جدًّا، مما يؤثر بالسلب على قناة السويس في الوقت الحالي.
وأوضح "جودة" أن قناة السويس تعتبر أسرع ممر ملاحي بين أوروبا وآسيا وهي المصدر الرئيس للعملة الصعبة، مضيفا أن الحكومات السابقة منذ عام 1969 حتى الآن تتعامل مع القناة بصفة ال"كمثرى" فقط، على حد قوله، ومتابعا أن هناك العديد من الصور التنموية التي ترفع إيرادات القناة.
وطالب "جودة" بوضع خطة استراتيجية واضحة للتطوير القناة، والاتجاه إلى الصناعات البحرية بالكامل مثل الحاويات والمراكب والتعدين للتزويد إيرادات القناة، مثل استعادة سنغافورة اقتصادها لتصبح أسرع دولة في إنعاش النمو الاقتصادي.
وبصفته رأى المهندس وائل قدورة، مدير إدارة التخطيط والبحوث ونائب رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس السابق، أن أسباب انخفاض قناة السويس فى فبراير الماضي مقارنة بيناير هو عدد أيام الشهر المختلفة يناير 31/ وفبراير28.
وأضاف "قدورة" أن مشروع توسيع المجرى الملاحي لقناة السويس لم يضف أي دخل للقناة نهائيًّا على حد وصفه، مضيفًا أن مشروع التطوير الحقيقي هو المساهمة في إصلاح أو تقطيع السفن وتموينها بالوقود وخدمات الشحن والتفريغ ومجمعات للفرز والتعبئة والتغليف، والاهتمام بالصناعة والزراعة ومعاهد لتدريب وتخريج الأطقم البحرية، من مرشدين ومهندسين وعمال وفنيين بحريين وخدمات لوجستية متكاملة لدعمهم، بذلك تستطيع زيادة إيرادات قناة السويس.
وعلق الدكتور صلاح الدين فهمي، رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر، أن المحور الثاني من توسيع قناة السويس له تأثير إيجابي على القناة بزيادة عبور عدد السفن في وقت قصير، متوقعًا انخفاض إيرادات قناة السويس الشهور المقبلة؛ لعدم استقرار المنطقة وانشغال الدولة ب«عاصفة الحزم» وهو سبب رئيس في ركود الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى خسارة البورصة 4 مليارات خلال الشهر الجاري.