محمود سالم سليمان أبو خربيش أحد الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبدات في سجون الاحتلال،دخل عامه الثامن والعشرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل متواصل، تم اعتقاله على أيدي السلطات الصهيونية في 13 أكتوبر 1988، وحكمت عليه بالسّجن المؤبد، وهو من الأسرى القدامى الذين تم اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، لكن سلطات الاحتلال نكثت وعودها بالإفراج عن الدفعة الرابعة منهم العام الماضي، ويقبع الأسير الفلسطيني أبو خربيش حاليا في سجن "ريمون" الاحتلالي. ولد الأسير محمود أبوخربيش في مدينة أريحا مطلع شهر يونيو 1965, كانت مهنته الزراعة, مع قدوم عام 1988 في بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى نفذ هو ورفاقه أحمد التكروري وجمعة آدم الكائنين في أريحا عملية تفجير باص يُقل جنود إسرائيليين، حيث قتل خلال هذه العملية 5 من جنود الاحتلال, وفي نفس اليوم تم القبض على الأسير الفلسطيني ورفاقه التكروري وجمعة آدم وتم الحكم عليهم بالسجن تسعة وتسعون عاما، تم حبسهم وهم في ريعان الشباب. يعتبر "أبو خرابيش" عميد أسرى محافظة أريحا وأقدم هم من حيث تاريخ الاعتقال في سجون الاحتلال الصهيونية، وهو ضمن قائمة الأسرى الذين أمضوا ما يزيد عن ربع قرن في سجون الاحتلال الذي هدم بيته في نفس العام الذي اعتقل فيه، وهو متزوج وله ابنة أنهت دراستها الجامعيةوتزوجت وهو لا يزال داخل السجون الإسرائيلية، حيث اعتقل وهي رضيعة. يعاني الأسير البطل الخرابيش من عدة أمراض مزمنة منها مرض القلب، ونتيجة للرطوبة الموجودة داخل غرفة السجن فهو يعاني من احتكاك في عظام قدمه مما أدى إلى عدم استطاعته السير نظرا لكثرة أوجاعه، خاض الخرابيش طوال فترة اعتقاله عدة إضرابات عن الطعام منها الإضراب المفتوح لتحسين وضعه داخل سجن الاحتلال. اتبع الاحتلال الصهيوني سياسات انتهاكية ضد الأسير الفلسطيني خلال فترة اعتقاله بالسجون الإسرائيلية، حيث تم عزله وحبسه في زنازين انفرادية، لكنه ظل متمسك بمطالبه التي بدأ لأجلها الإضراب عن الطعام، وبرغم كل هذه المضايقات والانتهاكات الصهيونية انهى الخرابيش دراسته الثانوية داخل سجون الاحتلال ويواصل إكمال دراسته الجامعية داخل السجن فهو يدرس العلوم السياسية، ولكن سلطات الاحتلال منعت الأسرى من مواصلة دراستهم الجامعية. لم يستسلم الأسير الفلسطيني خلال فترة سجنه رغم كل الأساليب الصهيونية التي يتم اتباعها من أجل عزل الأسرى عن العالم الخارجي، حيث بدأ "محمود أبو الخرابيش" بتثقيف نفسه بنفسه خلال هذه السنوات الماضية داخل سجون الاحتلال، حيث طوال الوقت في يده الكتاب يقرأ ويتعلم، وهو الأمر الذي جعله يتمكن من إتقان عدة لغات خلال فترة اعتقاله منها الإنجليزية والعبرية والإسبانية والألمانية. تنقل الخرابيش في عدة سجون تابعة للاحتلال الصهيوني من أجل تشديد إجراءات اعتقاله منها سجن جنيد وعسقلان والرمله وبئر السبع وهداريم وغيرها من السجون التي يتم داخلها إرتكاب كافة أنواع التعذيب والتنكيل ضد الأسرى بهدف إرغامهم على التراجع عن مواقفهم وثنيهم عن الدفاع عن قضية التحرير, ورغم كل هذا لا يزال الخرابيش صامد أمام سجانه فهو يتمتع بشخصية مرحة يحرص دائما على الضحك. هذا الصمود الذي يتحلى به الأسير الفلسطيني داخل سجون الاحتلال يُعلم الرجال والشباب كيفية الصمود أمام السجان، ويؤكد على أن أمله في تحرير هذه البلاد مرهون بقوة صمود أبنائها الشرفاء الذين يدافعون عن وطنهم ويتصدون لمشروع طمس الهوية الفلسطينية، فضلا عن الانتهاكات الصهيونية التي يرتكبها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومعالمه الإسلامية والمسيحية التاريخية. أمضى الأسير الفلسطيني "محمود سالم" مدة طويلة داخل سجون الاحتلال الصهيوني في ظروف قاسية وصعبة، جعلته يعاني من عدة أمراض أخطرها مرض القلب كما يعانى من قرحة في المعدة وبحاجة لرعاية صحية مستمرة، لكن السلطات الصهيونية متمثلة في إدارة السجون تهمل علاجه، مما يعرض حياته للخطر الشديد، حيث تم نقله أكثر من مرة إلى مستشفى سجن الرملة، ورغم ذلك لم يتلق علاجاً طبياً يناسب حالته المرضية. رغم مرور كل هذه السنوات على الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال، إلا أنه ما زال يتحدى السلطات الصهيونية وانتهاكاتها، متشبثا بحق نيل الحرية مهما طالت السنوات خلف قضبان الاحتلال، لأنه يدرك جيدا أنه طالما بقيت الإرادة، فإن الحصول على الحرية أمر لابد منه.