"العيد يابنى لما اكون مرتاحة" جملة رددتها الحاجة "سنيه على شلبى " 79سنه – فى حديثها وهى تجلس أمام "قفص جرجير" بسوق البندر بوسط مدينة دمنهور. فهن امهات لا يعرفن شيئا عن احتفالات عيد الأم ولا يعرفن طريقهم مسؤلى وزارة التضامن أو جمعيات المرأة يعرفن فقط طريقهم الى الشقى والبحث عن لقمه عيش حلال بعد ان ادارت الدنيا لهم ظهرها. تؤكد الحاجة سنيه انها خرجت الى العمل فى الاسواق منذ 23سنه حينما مات زوجها المزارع وترك لها 6قراريط بالايجار واربعه اطفال وبعد عامين اصر صاحب الارض على طردها بحجة ان الارض هتبور لو فضلت معاها لانها مش هتزرعها ومن يومها وحتى الان وانا مريحتش يوم فى البيت فى عز البرد وشدة الحر انزل السوق واشيل على راسى حمل الخضار وافضل طول اليوم عشان ارجع باللى ربنا يقسمه لي ولاولادى والحمد لله ولادى كبروا وجوزت 3بنات والواد الصغير " رافت " مسافر بيشتغل فى برج العرب وربنا يسهل ويبعتله بنت الحلال وحول الاحتفال بعيد الام تقول "الكلام ده للناس الرايقه بس، هما اللى بعرفوا الأعياد، ده إحنا فى العيد الصغير والكبير بنكون فى السوق وممكن ناخد تانى يوم العيد إجازة للاستراحة من الشقى"، وانا باقول لبناتى الهديه اللى تجبوها ليه بيوتكم اولى بيها انا مش عايزة من الدنيا غير انهم يكونوا مستورين " وابنى اترجانى ان اقعد ارتاح من الشغل لكن انا لا استطيع اعيش وحد يصرف عليه حتى لو كان ابنى مردده فى رضا شديد " الحمد لله على النصيب " وعلى قرب شارع واحد من الحاجة سنيه جلست " خضرة رمضان "44سنه ويبدو على ملامحها قسوة الايام وبمجرد ان قلنا لها كل سنه وانتى طيبه ياماما بدات الدموع تنهمر من عيونها فهى لم تنجب رغم انها تزوجت مرتين وفى كل مره كان عدم الانجاب سبب الانفصال وبعد فشل زواجها الثانى لم تجد مصدر للرزق سوى عملها فى السوق فقررت بيع الخضار وهى الان تسكن فى حجرة بسيطه جدا بقريه قراقص بمفردها تدفع فيها 200جنيه كل شهر وتضيف ان حياتها تقريبا فى السوق فهى تاكل وتشرب بين الناس وبمجرد ان تصل الى حجرتها مساء كل يوم تشعر بمرارة الوحده فتحاول الهرب فى النوم حتى لا تسيطر عليها افكار شريرة وحول المستقبل تبتسم فى سخريه هو اللى زينا ليه مستقبل اصلا احنا عايشين اليوم بيومه وساعات بيكون الموت لنا ستره وربنا حرمنى انى اكون ام ودى حكمته