انتهت أحداث الملحمة الشعبية في المنيا عقب انتفاضة الأهالي 1919 تضامنا مع ثورة المصريين، التي أججها حادث اعتقال سعد زغلول ورفاقه، وساد المحافظة هدوء استمر قرابة الشهرين، سبق عاصفة الانتقام التي دفع ثمنها زعماء هذه الملحمة وبعضا من المشاركين في أحداثها، عقابا وانتقاما، ولأن أحداث قتل الإنجليز وقعت في المنيا دون غيرها. هدوء وحذر يقول رفعت مهني حفيد زعيم الملحمة الشعبية بالمنيا الدكتور خليل أبو زيد، إن شهرين مضوا بعد الأحداث تخللهم هدوء كان مشوب بالحذر والقلق، وتبين أن الإنجليز في هذا التوقيت كانوا يجمعون معلوماتهم حول زعماء ومشاركي أحداث الانتفاضة الشعبية، من خلال بعض الخونة والمندسين، ممن كانوا يحضرون اجتماعات الثوار قبل الأحداث وفي أثناءها، وينقلون تفاصيلها للإنجليز برغم سابقة حلف المسلمين والمسيحيين علي المصحف والإنجيل بألا يبلغوا الانجليز عمن شاركوا في الثورة. محاصرة ديرمواس ومراكز المنيا والقبض على الثوار ويضيف بأنه وبعد مرور شهرين حاصرت قوات الاحتلال البريطاني قرية ديرمواس بالمدافع والدبابات والجنود، وأخذوا يداهمون منازل الثوار ويرتكبون أفعالا مشينة، حتى تمكنوا القبض عليهم جميعا بمساعدة أحد الخونة والحالفين ويدعي "حزين"، وكان علي رأس المقبوض عليهم الزعيم خليل أبوزيد، بعدها تم تقديمهم لمحاكمات عسكرية. وذكر عدد من أحفاد الثوار إن ديرمواس لم تكن وحدها القرية التي حاصرها الإنجليز، ولكن امتد الحصار ليشمل كافة مراكز المنيا وتم القبض أيضا علي عدد كبير من ثوار تلك المراكز. قتل الخائن وبسؤالهم عن مصير الخائن بحد وصفهم والمدعو حزين، قال عدد من العائلة، إن مصير "حزين" انتهي بالقتل لأن خيانته أودت بحياة العديد، وبالتالي فإن الاقتصاص منه يعتبر ثأرا. دور المرأة في الثورة وأجمع أحفاد زعيم الثورة أن النساء وقتها أرسلوا أولادهم وبناتهم لقري مجاورة بعد تطوق ديرمواس من جميع الجهات، فيما ذكر البعض إن جنود الإنجليز عمدوا الاعتداء علي السيدات، ولكن الرد كان شرفا لما اضطرت بعض السيدات إلي استدراج بعض الجنود فوق أسطح المنازل ثم إلقاء نفسها معه من أعلي لتدفع حياتها بذلك ثمنا لشرفها وشرف أهلها ووطنها. قضية ديرمواس سميت محاكمة ثوار المنيا وديروط بمحاكمة ديرمواس "ج 1 ص 259″، لأن أحداث القتل وقعت بقرية ديرمواس وحدها وتم محاكمة 91 شخص محاكمة عسكرية ولكن كانت محكمات صورية مزيفة بحد وصف رفعت مهني، قضت بأحكام شملت الإعدام والحبس المؤبد والسجن من 5 سنوات إلي 20سن، وكذا براءة اثنين فقط.