النفط.. كلمة السر وراء التدخل الأمريكي "الحرية والديمقراطية" مخلب قط الولاياتالمتحدة في المنطقة مصادر الطاقة وأمن الصهاينة الهدف النهائي للسيطرة الحرب علي الطاقة سمة القرن الواحد والعشرين سواء بالنسبة للنفط أو لمصادر الطاقة البديلة، خاصة مع تراجع الاحتياطي العالمي للنفط، وفي محاولة للتعمق في قراءة خريطة العالم والسعي للتنبؤ باختيارات المستقبل للمنطقة العربية والعالم، نبدأ من الوقوف علي حقيقة أكيده وهي أن «الحروب التي تشنها أمريكا لم تكن يوما لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، إنما لفرض الهيمنة والسيطرة علي اقتصاديات العالم» والتاريخ خير شاهد، فخلال سنوات عدة لم تتغير استراتجية أمريكا باستخدام قادة العالم واللعب بهم كعرائسmarionette ، وخلق حركات وبؤر للإرهاب في كل الدول العربية لنشر الفوضى والسعي للاستيلاء على السلطة لتحقيق المخطط الأكبر للاستيلاء علي النفط، فهل حقا انسحب الأمريكان من العراق، أم أن الاستراتيجية الجديدة ارتأت أن الإرهاب أقل تكلفة ويوفر كثيرا من أرواح الجنود الأمريكيين؟ من هنا يبدأ وينتهي الصراع الدولي في رحلة البحث عن منفذ جديد لمواقع احتياطي الغاز في العالم للحفاظ علي استقرار الاقتصاديات الكبرى، وإحكام السيطرة والهيمنة علي شعوب العالم، وليس خافيا أن الولاياتالمتحدة تبحث عن مصالحها في أي دولة تذهب إليها, حتى وهي تستخدم خطاب الديمقراطية والحريات، ولكن الدور الذي تلعبه في الشرق الأوسط بشكل خاص أصبح واضحا للجميع، وقد دخلت أمريكاالعراق تحت لافتة محاربة صدام "الديكتاتور"، ودخلت سوريا بزعم محاربة "داعش"، في الوقت الذي تمدها فيه بالسلاح وتحاصر سوريا اقتصادياً. قال الدكتور رائد سلامة، الخبير الاقتصادي، إن أمريكا ممثلة لرأس النظام الرأسمالي العالمي في أوج انفرادها بالكوكب كأهم دول المركز تنظر لدول الأطراف أو دول الجنوب علي اعتبار أنها سوق كبير لمنتجاتها, وعلي اعتبار أنها مصدر أساسي للمواد الأولية وعلي رأسها الطاقة. وأضاف، أنه حين كانت صناعة السلاح هي أهم صناعة في أمريكا فقد سعت إلى خلق أسواق أمام الشركات المنتجة، وبالتحديد بعد انتهاء الحرب الباردة للتخلص من الأسلحة المكدسة في المخازن من خلال اختلاق حروب أهلية وإقليمية في مناطق مختلفة من العالم، ولنا في حربي الخليج الأولي والثانية درس وعبرة، حين خلقت أمريكا الظروف المواتية لصدام حسين، لغزو الكويت بعد 8 سنوات من إنهاكه في حرب مع إيران لأجل بيع وتصريف السلاح المكدس لديها. وأكد الخبير الاقتصادي، أن أمريكا فعلت ذلك من أجل أن تدخل العراق في دوامة لا تنتهي من الدمار والتخريب والهدم للبنية التحتية والفوقية، إلي أن انتهي الأمر بدمار مجتمعي وهيكلي شامل تحت دعاوي الحرية والديمقراطية التي كانت بمثابة كلمة الحق التي أريد بها باطل، وهي بذلك قامت بتدمير العراق مما يستدعي إعادة إعماره وهو ما يعني دعوة الشركات والبنوك العملاقة بها للعمل ليس بأموالها ولكن من أموال أمراء الخليج أصحاب الثروات الطائلة ببنوك أوروبا وأمريكا، وهو ما يؤدي في النهاية إلي انتعاشها الاقتصادي. وتابع سلامة، أن أمريكا صارت تتحكم بشكل شبه كامل في منظمة الأوبك فترفع سعر النفط وتهوي به حسب مصالحها هي فقط لأنها ضمنت أنظمة حكم هشة أو عميلة لها في تلك الدول وبشكل يضمن استقرار وسلامة الكيان الصهيوني بالأساس, وأكد أن المشكلة الأساسية في منظومة العمل العربي التي صارت مهلهلة تماما منذ غزو العراق للكويت، وهي في انحدار مستمر إلي أن وصلنا إلي المرحلة المتأخرة التي نمر بها حاليا وهي مرحلة داعش التي تحقق أمريكا من ورائها أرباحاً طائلة. وأشار إلى أن أمريكا لن تتدخل من وجهة نظري بشكل مباشر ولكنها ستستمر في تغذية الصراعات هنا وهناك لأجل ضمان سيطرتها وأمن إسرائيل دون حروب مباشرة، لكنها ستستخدم مبدأ "دعهم يتقاتلون"، بالإضافة إلي ما تفعله أمريكا في المنطقة العربية، فقد سعت إلي خفض سعر البترول حتي تجهد اقتصاد روسيا المعتمد عليه بشكل كبير، لا خوفاً من روسيا منفردة ولكن لكي تخرج أحد أهم أضلاع "البريكس" من معادلة القوة، وهي في المقابل تجهد الصين بقلاقل مع التيبت، بخلاف مشكلات الحدود مع الهند و الصين، وكل هذا حتي لا تقوم قوة كبري تستطيع أن تقف أمامها كقطب واحد ووحيد في العالم الآن. وقال عاطف مغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، إن التاريخ والأحداث أثبتت أن الحروب التي خاضتها أمريكا هي لمزيد من السيطرة علي اقتصاد العالم ولم تكن لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية كما تدعي، فعندما نري أمريكا تدين العنف في منطقة ما لابد أن نعلم أن وراء هذه الإدانة مصلحة ما للسيطرة والتدخل في هذه المنطقة. وأضاف أن التاريخ يثبت تدخل أمريكا في دول العالم، فتدخلت في موريتانيا بادعاء أنها تحارق الرق، بالإضافة إلي أنها وبعض الدول الأوروبية ادعوا أنهم يقاومون القرصنة البحرية وأنشأوا نقاطا لمقاومتها وبعدها تمت السيطرة علي مراكز مهمة في العالم، مشيراً إلي أن تطوير أمريكا كان عن طريق جلب الأفارقة واستنزافهم لتعمير دولتهم. وأشار نائب رئيس حزب التجمع، إلي أن أمريكا بدأت في العقدين الأخيرين في استخدام أساليب أخري مثل حقوق الإنسان والحريات الدينية ليسمحوا لأنفسهم بالتدخل في دول العالم مثل غزو العراق وهدمها وتدعيم المجاهدين في أفغانستان للتدخل فيها والسيطرة عليها، وادعوا أنهم يحررون الشعب السوري من الحكم الاستبدادي وقاموا بدعم التنظيمات الإرهابية ليتسني لهم التدخل في سوريا بحجة محاربة هذه التنظيمات الإرهابية التي صنعتها، بالإضافة إلي مساندة الناتو في الحرب علي ليبيا ليتمكنوا من السيطرة علي الاقتصاد العالمي. وتابع، أمريكا إذا عجزت عن التدخل المباشر في أي من دول العالم قامت بصناعة صراع طائفي أو جماعة إرهابية تستخدمها كمخلب قط للتدخل في شؤون هذه البلاد بطريقة غير مباشرة وصناعة صراع لبقاء الكيان الصهيوني ومنحه شرعية في ظل وجود جماعات إرهابية مثل داعش في المنطقة العربية، أو عن طريق خلق وكلاء لها مثل تركيا وقطر. وأكد مغاوري، أن كل ما تفعله أمريكا من صناعة الإرهاب ودعمه لكي تتمكن من التدخل في مناطق الإرهاب بعد مطالبة أهالي المنطقة بالتدخل وبتكلفة على الشعوب، موضحاً أن أمريكا تسعي دائماً إلي تغيير وتبديل حلفائها بحيث تتمكن من خدمة مصالحها الاقتصادية في العالم. وأوضح أن داعش صناعة أمريكية خلقتها لكي تهيمن علي المنطقة العربية، متسائلاً عن الحاضن لشبكة داعش الفضائية التي تمكنها من التواصل مع أعضاء التنظيم في الوطن العربي بالكامل وبالأخص في سورياوالعراق، مشيراً إلي أن هذا هو السبب المنطقي الذي يسمح لأمريكا بالتدخل عن طريق إقامة تحالفات دولية وشكل دولي يسمح لها بالدخول والسيطرة علي النفط والاقتصاد، قائلاً "يحضروا العفريت ويطلبوا من العالم التجمع لمحاربته"، ونوه لأن أبشع صور الصراع والتدخل ما حدث في أوكرانيا ودعوة العالم لتوقيع العقوبات علي روسيا. من جانبه، قال تامر هنداوي، عضو الهيئة العليا بحزب الكرامة، إن الولاياتالمتحدة مسؤولة عما يحدث في المنطقة العربية الآن، وأى تعامل مع "داعش وأخواتها" من جماعات الإرهاب بعيدا عن أنها مجرد أياد للأمريكان والصهاينة لتقسيم المنطقة وإدخالها في حالة صراع لا ينتهي في القريب العاجل هي نظرة قاصرة لن تكون قادرة على مواجهة التحديات، وأكد أن الولاياتالمتحدة تحتاج للتدخل المباشر لأنها استطاعت ببساطة خلق عصابات تحارب بالوكالة في سوريا وليبيا والعراق. وأكد أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست لها علاقة بالديمقراطية ولا تعرف عنها شيئاً، وهي تأسست من البداية على إبادة شعب كامل من الهنود الحمر, وشيدت امبراطوريتها بالقتل وسفك الدماء وكل أشكال التخريب والإرهاب لبسط سيطرتها على العالم كله. وأضاف أن أمريكا دعمت كل النظم الديكتاتورية والاستبداية من أجل مصالحها، ونظمت الانقلابات العسكرية عل كل من عاداها, مشيراً إلى أنها تستخدم كلمة الديمقراطية لمعاداة الشعوب ودعم الأنظمة. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة في حالة جنون بسبب 25 يناير و30 يونية، حيث إنها كانت تعتبر مبارك، الرجل الخاص بها في مصر, وبعد سقوطه دعمت الإخوان، وحينما سقطوا من الحكم أصبحت كالمجنون, مضيفاً أنها ساعدت على اغتصاب فلسطين ورفضت مساندة مصر في بناء السد العالي، ووقفت مع الكيان الصهيوني في الحروب ضد العرب ودعمته بالسلاح, وتستخدم الأممالمتحدة وفقاً لمصالحها. وأوضح شعبان، أن الولاياتالمتحدة هي التي خلقت عدم حالة الاستقرار وصنعت الإرهاب في المنطقة, وتدخلت في البلاد العربية من أجل البترول، وهذا التدخل الفج لم يحدث من قبل, من أجل أن تخدم مصالحها على حساب السلم العام, مؤكداً أن الإرهاب سيرتد إلى أروبا وأمريكا لأنهم لابد أن يتذوقوا صنعهم.