أشارت تقارير عسكرية إلى إمكانية التوسع فى الضربات العسكرية التى يقوم بها التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة فى سورياوالعراق لضرب تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش"؛ ليمتد إلى الأراضي اللبنانية، وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات: لماذا تريد أمريكا أن تضرب في لبنان أيضاً؟ وهل ذلك سيكون لاستهداف حزب الله، خاصة أن تواجده مكثف فى جنوبلبنان على الحدود السورية؟ وهل يعتبر ذلك تجاوزًا لما أعلن عنه من قبل بخصوص تلك الضربات؟ وهل تتخذ أمريكا من ذلك الأمر ذريعة لضرب كل دولة لا تتماشى معها، فتتحجج بوجود إرهابيين وضرورة التدخل العسكري ضدهم؟!! في هذا السياق يقول فراس صفر، الناشط السياسي السوري، "إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الإرهاب ذاته، ونتوقع منها أي تدخل عسكري في أي مكان لتحقيق أغراض تتبناها وفقط، والحديث عن حقوق الإنسان ومبدأ تقرير المصير، كل ذلك الهراء ما هو إلا كلمات رنانة لتميرير أغراض خبيثة تخدم مصالح الدول الكبرى وفقط، قائلاً "انظر إلى أى دولة من تلك الدول التى تتبنى هذه الشعارات من الداخل، وستجدها لا تعبر عن أي ديمقراطية، ولا أي حقوق إنسان ولا أي شيء، فقط ادعاءات وتسويق لأمور ليس صحيحة". وحول إمكانية التدخل فى لبنان، علق "صقر" قائلاً "لمَ لا؟ فالعالم كله صدق أمريكا حين قالت إنها ستضرب العراق حماية لشعبها، ثم يصدقونها الآن وهي تقول إن تدخلها فى سوريا هو حماية للعالم من الإرهاب، وهو الأمر المشكوك فيه، فقد نسمع غداً تصريحات تقول إن لبنان تشكل خطراً ما، ويجب أن نتوسع فى ضرباتنا إلى هناك، وطبعاً نتوقع إذا تم ذلك أن يتم استهداف حزب الله الذي رفع راية المقاومة ودخل في حرب عام 2006 مع إسرائيل وفاجأ العالم بقدراته العسكرية المميزة، ومنذ ذلك الحين اعتبرت أمريكا أن حزب الله عدو وما زالت". ومن جانبه قال توحيد البنهاوي إن تلك الضربة العسكرية جاءت دون موافقة مجلس الأمن، وهي تهدف أصلاً إلى استهداف سوريا، وأمريكا هي التى صنعت داعش وأطلقتها على سوريا وعلى العراق، ثم تتحجج بها لتتدخل عسكريًّا، مشيراً إلى أن اشتراك الدول العربية فى هذا الهجوم الهدف منه تحميل تلك الدول التكلفة، فأمريكا تستخدم صواريخ تكلفة الواحد منها أكثر من مليون دولار. وأَضاف "البنهاوي" قائلاً "نحن فى كل الحالات ضد هذا التحالف، وجيشنا المصري يجب أن يكون حاميًا لحدوده فقط، ولا يتورط فى مثل هذه الأشياء"، لافتاً إلى أن "التوسع العسكري الأمريكي قد يشمل لبنان طبعاً حسب التقارير الأمنية الصادرة مؤخراً، ولكن لدينا تأكيد أن الولاياتالمتحدة ستخرج مهزومة من هذا الوضع كما خرجت مهزومة فى أفغانستان، والعراق وتكلفت تكاليف باهظة على حروب وهمية". وعن الوضع فى ليبيا وإمكانية توسع أمريكا هناك بنفس حجة وجود الإرهابيين، أكد البنهاوي أن "الإرهابيين في ليبيا لن تضربهم أمريكا؛ فهم ينفذون لها مصالحها ولا يهددونها، بل على العكس يضمنون للغرب تدفق النفط، ودعنا نتأمل تصريح جون كيري الذي قال إن امريكا ضربت آبار نفط تمتلكها داعش، ثم يطالب رئيس الأركان الامريكي ديمبسي ب 15 ألف مقاتل من المعارضة التى وصفها بالمعتدلة للسيطرة على الأماكن التى كانت تسيطر عليها داعش، إذن هي دعوة صريحة لأتباع أمريكا ليرثوا آبار النفط التى فقدتها داعش وسرقتها لصالح أمريكا". وقال عماد حمدي، المتحدث الإعلامي بأسم حزب التيار الشعبي تحت التأسيس، فى البداية هناك تحفظ على موضوع التحالف الدولي لمواجهة داعش، وكان الأولى بالدول العربية فقط أنها من تقوم بتلك المهمة ولا تسمح بمثل ذلك التدخل، متسائلاً "إن الدول العربية تحارب داعش ومثيلاتها منذ 3 سنوات، أين كانت أمريكا؟ ولماذا تلك الصحوة الآن؟". ورأى "حمدي" أن تلك الضربة الأمريكية هدفها الحقيقي هو تقويض الدولة السورية، وهدم البنية التحتية، كما ستتنقل الضربات بعد قليل إلى جنوبلبنان لاستهداف أماكن تابعة لحزب الله، مشيراً إلى أن شمال سورياوجنوبلبنان يمثلان قاعدة دائمة للمقاومة العربية ،حيث تطلق الصواريخ من هناك على الكيان الصهيوني، والأمريكان يبدو أنهم اختاروا الحل العسكري المباشر وغير المباشر لتحقيق أغراضهم من المنطقة. وأضاف "حمدي" أنه "لولا وجود القوى المناوئة لضرب سوريا عسكريًّا منذ البداية مثل روسيا والصين، لكانت أمريكا ضربت سوريا منذ فترة، لذلك أرى أن داعش هي صناعة أمريكية لتكون ذريعة لمثل ما يحدث الآن من تدخل عسكري، مثلما كان الأمر فى العراق والمتسبب الحقيقي فى وجود تنظيم القاعدة ثم داعش التى انبثقت منها كانت أمريكا وتدخلها العسكري السافر فى العراق عام 2003″.