سكرتير المحافظة: الأهالي رفضوا إخلاء المنظقة.. وأنفقنا 2.5 مليون جنيه لتطويرها في موقع متميز بقلب مدينة دمياط، وعلى يمين ميدان الشهابية، تقع منطقة المنزه بجوار سور مقابر أبو المعاطي بوسط المدينة، وهي من أقدم أحياء المدينة، ويوجد بها أكثر من مائة وخمسين منزلًا تسكنها نحو 500 أسرة، جميعها معرضة للخطر؛ لسوء حالتها وانعدام الخدمات بشوارعها. تعاني المنزه من تهالك في المنازل؛ نظرًا لقدمها وانعدام الخدمات بها؛ مثل الصرف الصحي وعدم رصف الطرق، وسوء خدمات من مياه الشرب وضيق الشوارع والانقطاع الدائم في التيار الكهربائي، ودائمًا شوارع المنطقة مغمورة بمياه الصرف الصحي والأمطار؛ خاصة في فصل الشتاء؛ بسبب ارتفاع الشوارع الرئيسة المحيطة بها عن مستوى المنطقة، مما يتسبب في انسياب مياه الأمطار والصرف الصحي في شوارع المنطقة. عامر .س.ع، موظف بالمعاش من سكان المنطقة، يقول: أسكن هنا منذ أكثر من نصف قرن، تزوجت وأنجبت وكبر أبنائي وتزوجوا والمنطقة تزداد سوءًا يومًا تلو الآخر، فهي تفتقر للخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي، وعلى الرغم من الإعلان أكثر من مرة عن تطويرها، ورصد الميزانيات لذلك وزيارات المسؤولين والمتاجرة بحالنا، لم نرَ أو نلمس أى تطوير ولا يعود المسؤول مجددًا، ويضيف: أساسات المنازل تنهار؛ بسبب مياه الصرف الصحي التي تغرق الشوارع؛ نظرًا لانخفاض منسوب شوارع المنطقة عن الشوارع الرئيسة، بخلاف الشوارع غير الممهدة ويصعب حتى السير فيها على القدمين. ويضيف مسعود محمد، أحد الشباب القاطنين بالمنطقة، أن أكتر من 500 أسرة في المنزه أطفال ونساء وشباب وشيوخ، مياه الصرف الصحي تجتاح بيوتهم؛ لأن الشارع الرئيس باتجاه منطقة الحرس مرتفع، لذلك تتجمع مياه الأمطار والصرف الصحي أمام منازل الأهالى وداخلها، قائلًا: "شبعنا من وعود المسؤولين المتكررة بتطوير المنطقة ومنحنا مساكن إيواء وفي النهاية كله كلام فاضي، واللي ييجي مرة مش بيرجع تاني"، على حد تعبيره. ربما بدأ الكلام عن المنزه فى الظهور عام 2012 عندما أعلن المحافظ آنذاك، اللواء محمد على فليفل، عن اعتماد ميزانية لتطوير المنطقة من صندوق تطوير العشوائيات، التابع لمجلس الوزراء، لكن سرعان ما تبدد حلم أهالي المنطقة، وتكررت زيارات المحافظين للمنطقة، والكل يعلن عن اعتماد الميزانيات لتطويرها، لكن سرعان ما ينكثون الوعد ويختفون ليظهر غيرهم وغيرهم، وتبقى المنطقة محلك سر، عبارة عن منازل آيلة للسقوط، وأسر تعاني من الحياة وسط الصرف الصحي وانقطاع الكهرباء ومياه شرب ملوثة وشوارع يعلوها الطين ويغيب عنها الرصف. يقول محمود الشاعر، بائع خضار متجول: أسكن في المنطقة منذ أكثر من 40 عامًا، وكانت من ضمن أفضل مناطق مدينة دمياط على الإطلاق؛ بسبب موقعها المتميز، لكن مع مرور الزمن والتطور الذي يحدث في البناء مع الإهمال الواضح والتهميش، أصبحت المنطقة من أقدم العشوائيات في محافظة دمياط، ويضيف: "أسكن في شقة بمنزل مكون من أربع طوابق، كل أسقفه شبه مهدمة، المجاري دائمة الطفح، مياه الأمطار تتجمع في الشوارع لارتفاع الشارع الرئيس عن المنطقة، ولما اشتكينا وناس من الإعلام صورونا، المحافظة جت وكانوا عاوزين يخرجونا من المنطقة ويخلوها، وعلى حد قولهم هيبنوا عمارات سكنية ونرجع تاني، بس نقعد سنتين وبعدين نرجع، وطبعًا كل سكان المنطقة رفضوا؛ لأن معندناش ثقة إنهم هيرجعونا تاني ونفضل طول عمرنا في معاناة مع مساكن الإيواء. وتضيف الحاجة سعاد محمود عرفه ربة المنزل قائلة: اكتر من أربعين سنة اتجوزت هنا في شقة، وربنا كرمنا بأربع أولاد كلهم كبروا واتجوزا منهم اللي معانا هنا ومنهم اللى طلع بره، بعد وفاة والدهم، والله البيت سقف البيت قرب يقع علينا، واحنا قاعدين وبالذات لو الدنيا مطرت بنلاقي الميه نازلة فوقنا، من السما وميه جايه من الصرف داخلة علينا البيوت، وشوارع ما يعلم بها إلَّا ربنا، ومفيش حد بيسأل عننا، هنا بيوت فيها أكتر من خمس أسر ويمكن أسر بتعيش في شقة عبارة عن أوضة بحمام بس وعندهم بنات على وش جواز، والمنطقة بتضيق على اللي فيها وجايين عاوزنا نطلع منها ويسكنونا في مساكن إيواء، إلى أن يبنوا لنا عماير، ومين ممكن يصدق الكلام ده، احنا متأكدين إننا لو خرجنا منها مش هنرجع تاني، علشان كده كله مرضيش يخرج. ربما حالة انعدام الثقة بين المواطنين والجهات التنفيذية مردها أن الكثير من المشكلات يتعرض لها المواطنون ولا يجدون الردود المتوقعة من التنفيذيين، وعلى مدى عقود من الزمن مرت لم يتم تطوير المنطقة ولا تقديم أي خدمات لها. قال اللواء فايز شلتوت، السكرتير العام لمحافظة دمياط، في رده ل"البديل": إلى أن أعلن المحافظة تطوير المنطقة خلال عام 2012، وكان التصور أن يتم إخلاؤها من السكان وتسكينهم في أماكن بديلة مدة عام أو عامين لحين إزالة جميع المنازل وبناء منازل عمارات سكنية تستوعب الجميع، لكن رفض سكان المنطقة الإخلاء فاضطررنا لتطويرها على وضعها، وانفقنا نحو 2.5 مليون جنيه على تحسين خدمات المنطقة، ورصفنا بعض الشوارع بالبلاطات الخرسانية، إضافة إلى تحسين بعض واجهات المنازل.