بين حارات وأزقة لا يتجاوز عرضها متراً واحداً ومنازل مهدمة وبيوت يسكنها 50 فرداً وهي لا تتجاوز 5 أو 6 غرف ويستخدمون دورة مياه واحدة.. يعيش أهالي منطقة العسال التابعة لحي شبرا في مأساة حقيقية من العشوائية في كل شيء. أهالي المنطقة أكدوا أنهم ملوا وعود الحكومة بالتطوير وفقدوا الأمل في اصلاح المنطقة التي ولدوا فيها بهذا الوضع منذ 40 سنة أو أكثر واعتقدوا أنهم سوف يموتون بها وحالها لن يتغير. "المساء" نقلت البشري لأهالي العسال بوعد محافظ القاهرة بالخوض في تطوير المنطقة خلال هذه الفترة.. والتقت نماذج منهم للحديث عن مشاكلهم ومطالبهم في التطوير الذي يشمله منطقتهم. توحدت آراء الأهالي في تطوير المنطقة وعلي ضرورة أن يوفر لهم المحافظ منازل وبيوتاً محترمة يتمتعون فيها بخصوصياتهم ويشعرون بالاستقرار والخصوصية بدلاً من منازلهم ذات الأسقف الخشبية التي يعيشون بها ويعانون الأمرين مع كل تغيير في حالة الجو مثل الرياح الشديدة والأمطار ناهيك عن لا قدر الله الحرائق وما تسببه لهم بسبب عروق منازلهم الخشبية. قال عادل سيد محمد "ميكانيكي": المشكلة الكبري التي تعتصرنا هي حالة البيوت والمنازل القديمة المتهدمة التي نسكن فيها وكل أسرة تعيش في غرفة واحدة. لذلك كل أمانينا تنكيس تلك المنازل وإعادة بنائها وإصلاح الصرف الصحي ورصف الشوارع والحارات والاهتمام بإنارة الشوارع المظلمة. قال سعيد بربري "مدرس": منطقة العسال تحتاج بشدة لتطوير المنازل والبيوت القديمة المتهدمة.. حيث انني ولدت منذ 40 عاماً ومنطقة العسال كما هي رغم الوعود الكثيرة من المسئولين السابقين بالتطوير وأعضاء مجلس الشعب ولا أحد يفعل شيئاً. قالت إيمان فتحي "ربة منزل": جميع سكان المنطقة نفسهم لا يعيشون في منازل آدمية.. لذلك لابد من هدم تلك المنازل ذات العروق الخشبية وإعادة بنائها مرة أخري. مشيرة إلي أن حالة الصرف الصحي جيدة إلي حد ما وكذلك مياه الشرب. فايقة أحمد "ربة منزل": نفسنا البيوت تتطور والشوارع تصبح نظيفة وتتم إزالة المخلفات والقمامة المنتشرة بالشوارع وداخل البيوت. هدير صابر "طالبة": أمانينا تتلخص في العيش بشقة خاصة ودورات مياه منفصلة حتي لو شقة تتكون من غرفة وصالة ومطبخ وحمام.. وأضافت والدتها أنهم يعيشون في منطقة العسال منذ 32 عاماً وكثير من المسئولين بالحكومة ولجان حقوق الإنسان والإعاشة زارونا وأبلغونا بالتطوير. لكننا لم نر شيئاً وبقي الوضع كما هو عليه. مشيرة إلي أن يوم هطول الأمطار هو أسود الأيام بالنسبة لأهل منطقة العسال. لأن كثيراً من منازلهم دون سقف أو عروق خشبية. وبالتالي تنزل المياه وتغرقهم داخل منازلهم وكذلك وقت حدوث حرائق. حيث لا تستطيع سيارات الاطفاء الدخول إلي الحارات بسبب ضيقها. محمد أبوذكري وحسني محمد "صاحبا ورشة أخشاب" أكدا ضرورة تطوير المنازل بالمنطقة دون تهجير أهاليها لأنهم لن يستطيعوا ترك المنطقة التي ولدوا بها وتربوا فيها وارتبطت أعمالهم وأكل عيشهم بها ولو أعطتهم الحكومة شققاً في المناطق الجديدة مثل اكتوبر والشروق والمدن الجديدة لن يستمروا فيها طويلاً بسبب افتقارها للخدمات ولارتباطهم بأعمالهم بمنطقة العسال. أشارا إلي أن المنطقة تضم مئات العمال الحرفيين الذين يستطيعون أن يبنوا المنطقة من جديد ولكن تحت إشراف حكومي لأنها ستصبح بالنسبة لهم أموالهم وسوف يخافون عليها. لذلك يجب الاستعانة بهم في عملية التطوير.. ومن ناحية أخري فأهل العسال يريدون إزالة البيوت القديمة وبناءها من جديد. لكن خوفهم من اعتراض الحكومة يعرقلهم. إلي جانب أن المنطقة شهدت بعد ثورة يناير حالة من الفوضي دفعت كل البلطجية إلي اقامة أكشاك يتاجرون فيها. أشارا إلي ضرورة وجود رقابة علي الأهالي الذين حصلوا علي شقق المحافظة من قبل وأغلقوها واستمروا في معيشتهم بالحارات الضيقة أملاً في تطويرها والكسب من بيع شقق المحافظة التي حصلوا عليها. أم أحمد تاج الدين وإبراهيم بدر "عاملا نظافة": نفسنا نعيش في شقق منفصلة بابها يسترنا بدل البيت الذي نعيش فيه وبه 7 غرف ويسكنها أكثر من 50 شخصاً ما بين رجال وسيدات وشباب وبنات وأطفال!!