تنامت فى السنوات الأخيرة ظاهرة الدروس الخصوصية التى تحولت إلى وحش كاسر يلتهم دخل الأسر، وخاصة محدودى الدخل ومن يعيشون على يومية ودخل يومى غير منتظم ،وتضطر الكثير من الأسر توفير ثمن الدروس الخصوصية على حساب إحتياجات اخرى ربما يكون منها الملبس والمأكل. وفى دمياط هناك مدارس خاصة تعمل فى الدروس الخصوصية، لتبدأ مواعيد المجموعات بها منذ الثامنة صباحا فى أشهر أماكن لتجمع الدروس الخصوصية بدمياط، وهى منطقة ميدان سرور بوسط مدينة دمياط وهو التجمع الأكثر شهرة فى تجمع الدروس الخصوصية بدمياط مطلقا . طارق .س.ع، مدرس بإحدى المدارس الإعدادية، يرفض تماما فكرة الدروس الخصوصية ويقول ان السبب الرئيسى فى انتشار الدروس الخصوصية بهذه الطريقة يبدء من المدرسة ،فمثلا الصف الثالث الإعدادى على مستوى معظم المدارس تقريبا لا يتم فيه تدريس ،ويقول "الطلبة سرحين ومش بييجوا المدرسة لان مفيش أعمال سنه والمدرسين مش بيشتغلوا " ويضيف ستجد مدرسين لديهم مواعيد لمجموعات دروس خصوصية فى العاشرة صباحا وهو وقت الوظيفة أو التواجد فى المدرسة بالنسبة للطالب ، وكذلك طلبة الثانوية العامة ،ومن هنا بدأت الظاهرة فى الإنتشار ،وإضطر الطالب للإعتماد على الدروس وفقط ،وهناك طلبة يأخذون دروس فى المادة الواحدة عند أكثر من مدرس ،ولا خلاص إلا إذا إلتزم المدرس بشرح مادته على الوجه الأكمل فى الحصة كما يشرحها فى الدرس ،وإلتزام الجهات الإدارية والرقابية بالمرور على المدارس ومتابعة غياب الطلبة والمدرسسين . خالد منصور، موظف، يقول "لدى ولدان وبنت الولد الأكبر فى الصف الثالث الاعدادى ووالولد الثانى فى الصف الاول الاعدادى والبنت فى الصف الثالث الإبتدائى، أدفع دروس فقط للثلاثة أبناء ألف جنية شهريًا، وذلك بخلاف باقى المصاريف، يعنى المدرس فى أول كل تيرم يعمل مذكرة تمنها مش اقل من 60 جنية والدرس تمنه شهريا مثلها تقريا او اكثر، وقيس على ذلك فى باقى المواد حتى الطفلة التى بالمرحلة الإبتدائية، لما بصراحة الدروس بقت عبء كبير جدا علينا، خاصة فى الأيام اللى إحنا عايشين فيها، ويقول أنا مرتبى 1650جنيه فى الشهر ،ايجار الشقة 600جنيه بخلاف المياه والكهرباء، وطبعا لو اعتمدت عليه مش هنعرف نعيش، فا بضطر أطلع من الوظيفة أشتغل فى ورشة لغاية نص الليل علشان أعرف أعيش وأصرف على عيالى". أحمد والى طالب بالصف الثالث الثانوى يقول " أنا بدفع دروس تقترب من الفين جنيه فى الشهر لان بعض المواد المهمة المدرسين يرفضون عمل مجموعات ولكن يصر على تحديد رقم فيقول مثلا ،أنا هدى المادة دى بألف جنيه وإحنا نكون 4أو 5 طلبة بالكتير بس فى المجموعة يعنى هدفع فى المادة مش أقل من 200جنية وممكن يبقوا 250، وده بخلاف إنى بضطر أخد درسين فى مادة واحدة ،وطبعا مفيش اى شرح ولا تدريس فى المدرسة نهائيا لفصول تالتة ثانوى وعلشان كدا بنعتمد على الدروس الخصوصية". هبة .خ.غ. ربة منزل تقول " يمكن زمان كان موضوع الدروس الخصوصية ده مقنن شوية وكنا بنسمع من وقت للتانى إن الدولة بتحارب الدروس الخصوصية وكلام زى كدا ولكن السنه اللى إحنا فيها دى والله ما عدنا عارفين نعيش الدروس بقت غول ،وحش بياكل دخلنا وغصب عننا بندفع لأن كل مدرس جايب سكرتيرة قاعدة فى مكان الدروس تطلب الفلوس مقدما والولاد بتتحرج وتضغط علينا ،ويمكن نوفر فلوس الدروس من أكلنا وشربنا " وعلى الرغم من رفع دعوى أمام هيئة مفوضى الدولة بتجريم الدروس الخصوصية وحددت لها المحكمة جلسة السادس من نوفمبر من العام الماضى إلا ان وزارة التربية والتعليم لم ترد ولم يحضر مندوبها للجلسة فأصدرت المحكمة قرار بتغريم الوزارة وتأجيل نظر القضية إلى 15يناير الماضى ،وأيضا لم ترد الوزارة ولم يتم البت فى القضية حتى الآن. لتظل الدروس الخصوصية غول يفترس معظم دخل الأسر الذين يضطرون لتوفير ثمنها من الإحتياجات الضرورية للبيت ،مع غياب تام لدور الدولة فى محاربة هذه الظاهرة .