هناك عدة سيناريوهات محتمل اتباعها خلال مواجهة الجيش المصري للجماعات الإرهابية في ليبيا، ولكن جميعها تحت هدفً واحد هو القضاء على تلك التنظيمات ودحرها، ومنذ فترة ليست بالقليلة تشهد الأوضاع في ليبيا تطورا كبيرًا بسبب نمو وتوسع الجماعات الإرهابية في أنحاء البلاد، الأمر الذي نتج عنه تأييد بعضًا من الدول العربية وأخرى غربية لتشكيل تحالف دولي لشن ضربات جوية على المناطق الإرهابية في ليبيا، خاصة بعد الجريمة البربرية التي شهدتها مدينة درنة على يد تنظيم داعش الإرهابي بقتل 21 عاملًا مصريًا. بجانب الضربات الجوية التي نفذها الجيش المصري في درنة ردًا على الجريمة البربرية، تطالب القاهرة المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته من أجل التعاون لمكافحة الإرهاب في المنطقة، إذ تشارك مصر في التحالف الدولي المشكل أغسطس الماضي لضرب داعش في سوريا والعراق ولكن معلوماتيًا واستخباراتيًا فقط. تسعى مصر من خلال مشاركة وزير الخارجية سامح شكري في جلسات مجل الأمن والمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب إلى تشكيل تحالف دولي لضرب الجماعات المتطرفة واتخاذ خطوات قوية وفعالة وحازمة ضد التنظيمات الإرهابية في ليبيا، وسبق أن أوضحت القاهرة منذ البداية أن داعش لا يمثل ظاهرة تقتصر على سوريا والعراق، بل في ليبيا ايضًا، إلى جانب ما تمثله تلك التنظيمات من تهديدات بالغة الخطورة على أوروبا والمجتمع الدولي، وتهديدها للسلم والأمن الدوليين. ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها البديل أمام القيادة المصرية ثلاثة سيناريوهات لاستكمال الخطة للقضاء على الإرهاب في ليبيا والتي وضعتها في أعقاب حادث ذبح العمال المصريين عل يد داعش. السيناريو الأول يُعد أولوية بالنسبة لمصر هوتشكيل تحالف دولي عربي تروج له القيادة المصرية في مجلس الأمن ومؤتمر مكافحة الإرهاب لشنّ عملية عسكرية تكون مهمتها ضربات جوية ضد أهداف داعش في ليبيا والميلشيات التابعة له، وهذه الضربات تكون مدعومة بغطاء دولي بموجب قرار أو تأييد من مجلس الأمن. وما يؤكد هذا المسعى مسبقًا هو الاتصال الهاتفي الذي دار بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونطيره الفرنسي هولاند، حيث كان محوره هذا السيناريو بعد الضربة المصرية التي تم توجيهها للتنظيم الإرهابي في ليبيا، وفي أعقاب توقيع اتفاقية الطائرات الفرنسية بالقاهرة، أصدر الرئيسان بيانين منفصلين، عبرا فيهما عن دعمهما لتحركات دولية موحدة ضدّ الإرهاب في ليبيا. هذا السيناريو أيضًا يلاقي ترحيبًا كبيرًا من إيطاليا التي أعربت عن تخوفها الشديد من الوضع الأمني المتدهور في ليبيا لا سيما وأن التنظيمات الإرهابية أصبحت قريبة من حدودها وتهدد استقرار روما، حيث أعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية بعد الحادث الأخير الذي هدد فيه داعش روما، أن بلادها لا تستبعد إرسال قوات برية إيطالية إلى ليبيا، لكن تقديم أية مساعدة يجب أن يسبقه طلب من الحكومة الليبية. وبحسب المعلومات حتى الآن، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا لم تبديا رأيهما في المشاركة بهذا التحال ، فيما أكد وزير الخارجية الليبي أن هناك مشاروات عديدة مع كافة الدول العربية لدعم مصر وليبيا في مجلس الأمن لإصدار قرار يحل الأزمة الليبة. السيناريو الثاني سيكون تحت مظله الجامعة العربية وهو تشكيل مصر، وبعض الدول العربية، ودول جوار ليبيا قوات مشتركة، لشنّ حرب على تنظيم "داعش" والميليشيات الداعمة له في جميع مناطق ليبيا بعد موافقة الحكومة الليبية وبغطاء من الجامعة العربية، الأمر الذي يقتضي إعداد تحالف عسكري، بين مصر والسعودية والإمارات والجزائر ودول أخرى للقضاء على التنظيم المتطرف. أكدت الجامعة العربية هذا السيناريو في أكثر من مناسبة على لسان المبعوث الخاص إلى ليبيا ناصر القدوة، في الوقت ذاته الإمارات ومصر وليبيا حتى الآن يؤيدون هذا المسعى بقوة، إلا أن السعودية والجزائر لم يقررا بعد موقفهم من ذلك، ولكن بحسب تصريحات مسئولين بالبلدين فإنهم يؤيدون أي قرار خارج عن المنظمة العربية من شأنه حل الأزمة الليبية ويعيد الاستقرار لمصر وليبيا. السيناريو الثالث يتمثل في استمرار الجيش المصري في دعم الجيش الليبي عبر شن غارات نوعية على مواقع التنظيم المتطرف في مناطق درنة وأخرى يسيطر عليها التنظيم ، وذلك في حال فشل إقناع المجتمع الدولي أو الجامعة العربية في التدخل لإيقاف تمدد الجماعات المسلحة والتي باتت تهدد الأمن القومي المصري والمنطقة العربية بأكملها.