«رأفت الهجان، دموع في عيون وقحة، الحفار، زقاق السيد البلطي» أعمال تليفزيونية وسينمائية شاهدنها جميعًا وتعلقنا بها، دون أن ينتهبه الكثيرون لمؤلفها الأديب صالح مرسي، أشهر من كتب في أدب الجاسوسية العربية، كان يعمل مع جهاز المخابرات العامة المصرية فيما يتعلق بالروايات الخاصة بالجهاز، ويعتبر من المدنيين الذين عملوا مع المخابرات. اليوم تحل الذكرى ال86 على ميلاده، فهو من مواليد مدينة كفرالزيات بمحافظة الغربية يوم 17 فبراير 1929، أتم دراسته الثانوية والتحق بالبحرية التجارية، وظل يجوب البحار لسنوات إلى أن رست سفينته على شاطئ الأدب، الذى كان حلمًا يداعبه بعد تعلقه بقراءة الروايات بمكتبة والده، ثم راح يبحث عن المزيد بالمكتبات العامة كإبداعات نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم. وبعد أن نال شهادة الليسانس في الآداب، تعرف على إدريس وهو فى بداية شهرته في منتصف خمسينيات القرن الماضي، عن طريق إرسال محاولاته الأولى في القصة عبر البريد، فشجعه إدريس على نشرها في مجموعة قصصية، والرحيل إلى القاهرة، وهناك ارتاد المنتديات الأدبية والتحق بمجلة صباح الخير ونشر أول مجموعة قصصية بعنوان «الخوف». عُرف عن «مرسي» حبه وشغفه بعوالم البحر والصيادين، ولطالما تجول في حواري الأنفوشي ورأس التين ورافق أصحاب الفلايك واستمع إلى حكايات الميناء وأساطيرها، فكانت رواية زقاق السيد البلطي، لكن سرعان ما هجر أديبنا البحر لينزل هذه المرة على ضفاف النيل بالقاهرة، ويعيش تجربة حقيقية كجرسون في مقهى بحى السيدة زينب لكتابة رواية "الكذاب". ترك صالح مرسي أجواء القاهرة، واقتحم عالم الجاسوسية في وقت تاهت فيه الروح القومية في زحام الانفتاح والدعاية للسلام والتطبيع مع اليهود، وبدأ بكتابة مسلسل للإذاعة عن جاسوس مصرى كان يعمل لصالح إسرائيل بسكرتارية المؤتمر الأفروآسيوى من واقع ملفات المخابرات- وتلته مجموعة قصصية بعنوان الصعود إلى الهاوية، وروايات "الحفار ودموع في عيون وقحة وسامية فهمي ورأفت الهجان"، وكلها كانت ملاحم وطنية تحاول إيقاظ الثقة بالنفس، وأن هناك عدوا يتربص بنا ولا يجب أن نسترخي على مائدة السلام.