احتفالا بإصدار الأعمال الكاملة للأديب الراحل صالح مرسي رائد أدب الجاسوسية في مصر والعالم العربي، أقيمت بقاعة ضيف الشرف ندوة بعنوان " أدب الجاسوسية من صالح مرسي إلى نبيل فاروق" بمشاركة الكاتب الروائي الكبير د.نبيل فاروق، أدارها الكاتب الصحفي محمد فتحي بمشاركة الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي وابنة الكاتب الراحل صالح مرسي. صالح مرسي ابن مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية (17فبراير1929 -24أغسطس 1996) كان كاتبا وروائيا له العديد من الأعمال المتميزة، وهو أشهر من كتب في أدب الجاسوسية العربية، وقام في الثمانينات من القرن العشرين بتأليف قصة رأفت الهجان. ومن مؤلفاته الروائية في أدب الجاسوسية: دموع في عيون وقحة، رأفت الهجان، الجزء الأول1987، الجزء الثاني1990، الجزء الثالث1991، الحفار، الصعود إلى الهاوية1978، وحرب الجواسيس. بدأ د.نبيل فاروق الجلسة بقوله: ليس لي ذكريات مباشرة "عم صالح" كما كنا نسميه، وإنما من خلال جريدة الشرق الأوسط حيث كنت أعمل لفترة وكان يتردد عليها فكنت أحدثه عن أعماله ولم أكن قد دخلت مجال الكتابة بعد، وهو الذي فجر بداخلي الرغبة في الكتابة، وعندما نقول عن صالح مرسي أنه رائد أدب الجاسوسية لا يعني أنه أول من كتب في هذا الفن ولكنه أول من برع فيه. وأضاف: عمل مرسي نقلة متفجرة فأصبح فجأة أدب الجاسوسية ثلاثي الأبعاد وأصبح لكل شخوص الرواية أبعاد ولكل شخصية عمق فانتقل ذلك النوع الأدبى من البساطة إلى الاحترافية ونجح مرسي فيه لأنه أديب يفهم عالم المخابرات الذي يبدو من الخارج سهلا لكنه من الداخل في غاية السرية والتعقيد والغموض، وقد حاول الكثيرون الكتابة عن أدب الجاسوسية ولكن لأن الأمر في غاية التعقيد فلم ينجح إلا من فهم عالم المخابرات وعرف تكنيكاته وامتلك أدوات الأدب مثل صالح مرسي. وأضاف: كتب صالح مرسي رأفت الهجان في 3 أجزاء من أصل 3صفحات أخذها من المخابرات تحتوي على المحاور الأساسية للقصة والتي بنى عليها من خياله بقاي الرواية فلو لم يكن عالما بالمخابرات لما استطاع أن يكتب.. وأنا أدين له باقتباس أسلوبه في التكنيك فقد كان يجعل الحوار بالعامية والقص بالفصحى ليقربه من القاريء، كما استطاع أن يضع لمسات إنسانية لتصبح القصة أكثر تشويقا، ففي القصة الرسمية لرفعت الجمال لم تكن هناك علاقة نسائية في حياته لكنه في الرواية جعلها ضمن السياق الدرامي، ووجود البطلة "إستر" يدل على عبقرية الكاتب في تحويل عمل جاف لعمل مثير ودراما.