صالح مرسي.. أدب الجاسوسية

كما سبق وأشرت أن شهررمضان المبارك هذا العام كان متخما بالمسلسلات التي فاقت الخمسين مسلسلا هذا بالاضافة الي البرامج العديدة التي تتصف بالسطحية والسذاجة وأشفقت علي جموع المسلمين من انشغالهم وانصرافهم عن العبادة والاكثار من تلاوة القرآن والدعاء الي متابعة هذا الكم الهائل من الدراما المتتالية من محطة الي أخري واستسمح القراء الاعزاء أن استثني مسلسلا حاليا للكاتب العظيم صالح مرسي.
عرفت الكاتب والاديب الراحل صالح مرسي عن قرب حينما كان يأتي الي لندن للاستجمام والتفرغ الي الكتابة التي كان متخصصا في أحد فروعها وهي ادب الجاسوسية وجمعتنا الصحبة في بيت أحد الاصدقاء المشتركين كثيرا ورأيت فيه مواصفات رجل كان كل قلبه مفعما بالوطنية والحب لبلده العظيمة مصر ومن هنا برع في كتابة مقطفات من صور البطولة التي يتمتع بها أبناء هذا البلد العظيم وهي كثيرة جدا وهناك العديد منها لم يحن الوقت أن تظهر الي النور.. صدقوني هناك مئات بل لا ابالغ اذا قلت آلاف القصص التي تعكس الحب الجارف من أبناء هذا البلد لوطنهم والاستعداد التام للتضحية بكل نفيس وغال من اجل رفعته ودرأ الخطر عنه.
والأديب الراحل رائد فن كتابة الجاسوسية والمخابرات وكذلك أدب البحر، وكتاباته المميزة جدا لا يضارعه ولا ينازعه في هذا المجال، ولم يصل أحد إلي ما وصل إليه من إبداع وعبقرية..
وقد تحولت معظم أعماله الأدبية إلي أعمال سينمائية وتليفزيونية منها : فيلم الصعود إلي الهاوية، ومسلسل الحفار ومسلسل رأفت الهجان ومسلسل دموع في عيون وقحة وغيرها.
دروس الوطنية والانتماء ليست بالضرورة ان تتم بالخطب الرنانة والشعارات والاغاني ولكن ان يتم سردها بشكل روائي من أصحابها الحقيقيين وهو ما يلاقي كل استحسان وترقب من شبابنا وهم املنا في المستقبل ومازلنا نتابع ملحمة "رأفت الهجان" التي أداها بكل براعة الفنان القدير محمود عبد العزيز وكذا ملحمة "دموع في عيون وقحة" والتي أداها الفنان القديرعادل امام ومن الملاحظ أن يعكف شبابنا صغار السن علي متابعة هذه الاعمال البطولية و خير مثال علي ذلك ما عرض خلال شهر رمضان المبارك من أحد روائع كاتبنا وهومسلسل "سامية فهمي" وهي قصة صحفية مصرية شابة معجونة بحب بلدها لم تتوان ولم تتردد طواعية في عمل أي شيء من أجل مصر ودون أي مقابل مهما كان الثمن.. وصاحبة القصة الحقيقية مازالت علي قيد الحياة.. أمد الله في عمرها.. رحمك الله يا أستاذ صالح.. وكل عام وانتم بألف خير.
حماك الله يا مصر
والله الموفق ,,,