سيطر جنون الثراء السريع علي الكثير من المصريين، من الذين تفرغوا للبحث عن كنوز الحضارة المصرية القديمة، مستعينين بالدجالين والنصابين فى عمليات التنقيب غير الشرعية عن الآثار. زادت عمليات التنقيب عن الآثار، بعدما راود أصحابها حلم الثراء السريع، خاصة بعد سهولة الحصول على أجهزة حديثة للتنقيب تباع دون ترخيص، البعض حالفه الحظ وحصل بالصدفة على مبتغاه، وآخرون كان مصيرهم السجون، والبعض لقى حتفه أثناء عمليات الحفر والتنقيب، وأناس وقعوا ضحية لمشعوذين وخسارة مئات الآلاف من الجنيهات مقابل استخراج الكنز المزعوم. يقول أمير جمال، منسق حركة سرقات لا تنقطع، إن طريقة الحفر المليئة بمومياوات، متبعة فقط فى المناطق النائية كالجبال والوديان، من خلال حفر سرداب كبير أو مقبرة قديمة خالية، ويوضع بداخلها تابوت حجرى وبعض التماثيل الحجرية التى لا يفرق زيفها إلا الخبير، مع مومياء ربما تكون جثة حديثة أو مومياء قديمة، ويتم دفن الجميع على هيئة مقبرة فرعونية. وأضاف: «بعدها يبحث النصابون عن شيخ روحانى ذائع الصيت، وما أن يتم العثور عليه، حتى يخبروه بعثورهم على مقبرة فرعونية كاملة، وعندما يذهب معهم يضعون شروطا أهمها أن يأتى بالمشترى معه، مع وضع شرط جزائي عليهم إن لم يجد ما تفوهوا به، ويتفق الجميع ويذهبون إلى المكان المعلوم». وتابع: «ما أن يتم قليل من الحفر وتظهر بشائر المقبرة، إلا ويطلبوا الثمن فوراً، فى تلك الحالة يؤيد الشيخ ما رأه للمشترى الذي يطمع فى أن تكون البيعة بخسة الثمن وتحضر النقود، وما أن يتحصل عليها النصابون، حتى يولوا الأدبار بين الجبال ولا أحد بعد ذلك يعثر عليهم نهائيا، وعندما يهم المشترى باستخراج كنزه، حتى يكتشف أنه ضيع أمواله واشترى سراب». أوضح منسق حركة سرقات لا تنقطع، أن طريقة الدجل والشعوذة، تأتي عن طريق من يدعي أنه كشاف للآثار، وتلك الطريقة تبدأ حينما يحدد النصاب مكانا فى غرف البيت، باعتبار أنه كشاف ويستطيع رؤية كل الموجود داخل باطن الأرض، وعند تحديد يوم العمل يدخل النصاب الغرفة بمفرده، ويطلق البخور ويردد بالكلمات المبهمة التي يتعمد أن يسمعها كل من خارج الحجرة، وبعد فترة يخرج متظاهرا كمن يبدو منهكا وفى غاية الإرهاق، ثم ما يلبث أن يأمر صاحب المنزل ومن معه أن يحفروا له قبرا فى الغرفة المذكورة بمقاس طول مترين وعرض متر، وبعد الانتهاء من الحفر يأمر بإحضار قماش أبيض يغطى ذلك الحفر تماما ثم يدخل بمفرده الحجرة، ليضع بعض النقود والعملات الرومانية من الذهب والنحاس، ليراها الجميع. واستطرد: هنا يقول النصاب إنه كاد يسحب الكنز من باطن الأرض، ولكن البخور انتهت منه وبالتالي لابد من استحضار بخور لتكملة العمل واستخراج الكنوز التى تقدر بملايين الدولارات، وهنا يفاجئ الجميع بأن مبلغ البخور يصل إلى مليون جنيه، خلاف مصاريف السفر للشيخ إلى المغرب بنفسه لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يعرف حقيقة بخور الطقش المغربى. واختتم: يعطى أهل المنزل الشيخ النصاب الأموال ثم يخرج النصاب ليبلغ الشرطة باسم مستعار أن هناك جماعة يحفرون فى منزلهم وعثروا على كنز فرعونى، فتدهم الشرطة المكان ليجدوا أعناق الزلع كما هى، ويتم تبليغ الآثار التى تكشف المكان فلا تجد به شيئا، وأن أعناق الزلع ليست بفخار، بل نوع من الأسمنت سريع التفاعل مع الماء، وأنها صنعت بفعل فاعل وليست أثرا، وهنا تضيع عليهم أموالهم ويختفى النصاب تماما.