غرف غير آمنة وأسرّة متهالكة ودورات مياه ومطابخ تسيطر عليها الصراصير والفئران.. والمسنون مهددون بالطرد حال تقديمهم شكاوى التضامن الاجتماعي ترصد 600 ألف جنيه للترميم والتطوير.. والمحافظ يأمر باستخراج التراخيص للبدء في الأعمال دار السعادة أو دار المسنين بمدينة طنطا كما يطلق عليها تتسع ل65 مسنًّا ويقيم بها حاليًا 25 من المسنين يتلقون الرعاية بها، وهي تابعة للجمعية العامة لرعاية المسنين بالغربية إلَّا أنها تحولت من شفاء وسعادة إلى دار للشقاء والمعاناة، وأصبحت دارًا للعذاب بعد أن تعرضت كل أجزائها للإهمال والفوضى. فى زيارة ل"البديل" لهذه الدار وجدناها للبؤساء، الذين كتب عليهم أن يعيشوا حياة غير آدمية، تحت سيطرة المسؤولين عن الدار وتهديد المقيمين بالدار بعدم التحدث مع الإعلام في أي شيء يخص الدار، حتى أن أحد النزلاء قال: إنه لو يعلم أن طرده من الدار سيجعله يذهب لمكان أفضل منها لذهب، إلَّا أنه لا يجد مكانًا آخر يفر إليه. وكشف نزلاء الدار حجم المأساة الحقيقية التي يعيشها المسنون داخل هذه الدار، مشيرين إلى عدم وجود صيانة دورية لدورات المياه وغرف الإقامة والمطبخ، كما أنهم محرومون من بعض الاحتياجات الضرورية، كما أشاروا إلى أنهم مهددون بالطرد من الدار في حالة تقديم شكاوٍ لأي مسؤول في الدار أو خارجها، في حين يقيم مسؤولو الدار في غرف مجهزة ومكيفة، ويترك نزلاء الدار يواجهون الحشرات والبعوض، ولا يجدون أدنى راحة نتيجة معيشتهم في غرف غير آمنةوأسرّة متهالكة ودورات مياه وحمامات ومطابخ تسيطر عليها الصراصير والفئران والحشرات الضارة، وانعدام أعمال الصيانة للغرف والحمامات وغيرها منذ سنوات طويلة. تساءل نزلاء الدار التي تسمى "السعادة" عن مصير الدعم الكبير الوارد من الدولة، بالإضافة إلى تبرعات أهل الخير ورسوم الضيافة للنزلاء، أين يذهب كل هذا، وكيف يتم جمع هذه المبالغ الكبيرة ولا يتم تنفيذ أعمال صيانة أو نظافة أو غيرها بالإضافة إلى أنه يتم تأجير كافيتريات الدار؟ مؤكدين عدم وجود رقابة فعلية من وزارة التضامن الاجتماعي التي يعرف مسؤولوها كل مخالفات الدار ولكنهم أذن من طين وأخرى من عجين. تجدر الإشارة إلى أن اللجنة العامة لحزب الوفد بمحافظة الغربية أصدرتبيانًا طالبت من خلاله المسؤلين كافة بضرورة التحقيق في مخالفات دار المسنين بطنطا، حيث كشفت هذه اللجنة توقف عدد من المشاريع الخاصة بالدار منذ سنوات، وحتى حصيلة المشروعات الاستثمارية التي أنشأت للإنفاق على النزلاء والدار مثل مشروع خير زمان والبطاطس والأسماك، حتى الدعم الذي تخصصه الدولة، ويقدر بمئات الآلاف سنويًّا، لا يعلم أحد عنها شيئًا، وطالبت اللجنة اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية، بتشكيل لجنة محايدة لتقصي الحقائق وكشف المستور في هذه الدار رفقًا بهؤلاء المسنين الذين أصبح لا حول لهم ولا قوة. "البديل" ذهبت للواء الدكتور محمد نعيم محافظ الغربية وعرضت عليه القضية، فأمر المحافظ القيادات التنفيذية بسرعة الانتهاء من الإجراءات اللازمة لترميم وتطوير الدار واستخراج التراخيص للبدء في الأعمال؛ خاصة بعد أن رصدت وزارة التضامن الاجتماعي مبلغ 402 ألف جنيه للترميم، ويشمل الغرف والأسقف والدهانات، وكذلك 200 ألف جنيه لأعمال التطوير الذي يشمل الأثاث والأدوات اللازمة للمسنين. وأكد المحافظ أنه سيتابع بنفسه أعمال الترميم والتطوير حتى تخرج بالشكل الملائم، وأنه سيزور الدار ليتعرف بنفسه على مشكلات النزلاء،والتحدث معهم وجهًا لوجه ووعد بأنها لن تكون الزيارة الأخيرة للدار، وأنه سيحاسب من تثبت إدانته على الفور، ولن يرحم أحد.