يستحق وزير الخارجية الإسرائيلية أفيجدور ليبرمان، لقب مهندس العلاقات الخليجية الإسرائيلية دون منازع، لا سيما وأن الوزير الصهيوني يتبنى المبادرة السعودية لحل القضية الفلسطينية منذ ولادتها، فضلا عن التقارير الإعلامية التي تحدثت خلال الأيام الماضية عن زيارة أجراها الوزير ذاته إلى العاصمة الفرنسية للقاء مسؤول خليجي بارز. صحيفة معاريف الإسرائيلية، التي أزاحت الستار عن زيارة ليبرمان، إلى باريس أوضحت أن هذا اللقاء يتعلق بأمور تخص الوزارة التي يترأسها ليبرمان، في حكومة بنيامين نتياهو، مؤكدة أن الفندق الذي أقام به ليبرمان، تتردد عليه عدة شخصيات خليجية بارزة، دون الكشف عن هوية هذه الشخصيات أو مكان الفندق على وجه التحديد. هذه الزيارة التي تم الكشف عنها تتويج للجهود التي يبذلها ليبرمان، من أجل فتح قنوات اتصال مع العديد من الدول الخليجية التي تدعي أنها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، أو تلك التي تتحرج من الإعلان عن وجود علاقات تجمعها مع الكيان الصهيوني. كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الشهور الماضية عن تطور العلاقات الخليجية الإسرائيلية، حيث نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت خلال شهر أبريل الماضي عن ليبرمان، أن إسرائيل تجري محادثات سرية مع بعض الدول العربية التي لا تعترف بها، مؤكدا أن تل أبيب تتطلع لإقامة علاقات دبلوماسية مع هذه الدول انطلاقا من وجود عدة قواسم مشتركة مع هذه الدول أبرزها الخوف من إيران. لم يمض كثير على هذه التصريحات التي صدرت عن ليبرمان، حيث أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، خلال شهر مايو الماضي أن تل أبيب فتحت مكتبا تمثيليا لها في إحدى العواصم الخليجية، موضحة أنه تم إخفاء اسم الدولة المضيفة لعدم إحراجها. سفير إسرائيل في ألمانيا، كشف خلال شهر مايو ذاته عن وجود علاقات اقتصادية وسياسية بين الحكومة الإسرائيلية ودول الخليج، مؤكدا أن هذه العلاقات تفرضها المصالح المشتركة التي تجمع تل أبيب وهذه الدول. خلال الأيام القليلة الماضية، نشر موقع ميدل إيست البريطاني، تقريرا يتحدث عن وجود خط طيران منتظم بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، مؤكدا وجود رحلات طيران منتظمة بين مطار أبوظبي وبن جوريون عبر طائرات شركة خاصة مقرها في جنيف، وهو الأمر ذاته الذي كشفت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية مطلع شهر ديسمبر الجاري، لكن دون ذكر اسم الدولة الخليجية التي يوجد بينها وبين تل أبيب خط الطيران المنتظم. أشاد ليبرمان، في وقت سابق خلال حوار مع صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، بالمبادرة السعودية التي تم طرحها عام 2002 لتسوية القضية الفلسطينية، معتبرا أنها تشكل أساسا لترتيب علاقات إسرائيل مع الدول العربية، وليس مع الفلسطينين فقط، مؤكدا وجود مصالح مشتركة بين إسرائيل ودول الخليج، من بينها مواجهة إيران وإسقاط النظام السوري. كتب ليبرمان، منتصف شهر ديسمبر الجاري على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنه تقدم باقتراح للحكومة الإسرائيلية يتضمن تنظيم وترتيب علاقات إسرائيل مع الدول العربية والإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة تلك التي لا تجمعها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب. هذه التصريحات التي صدرت عن ليبرمان مؤخرا، تؤكد أن السنوات المقبلة ستشهد طفرة في العلاقات الخليجية الإسرائيلية، لا سيما وأن العديد من التقارير الإعلامية كشفت خلال 2014 عن لقاءات جمعت كبار المسؤولين الإسرائيليين والسعوديين في العواصم الأوروبية لبحث القضايا الإقليمية بالمنطقة، بجانب مشاركة بعض القيادات الخليجية في عدة مؤتمرات إسرائيلية، وحضور مسؤولين إسرائيليين عددا من المؤتمرات تم عقدها في الدول الخليجية. [email protected]