تشهد سوق الحلويات الدمياطي ارتفاعًا حادًّا في الأسعار بالتزامن مع احتفالات المولد النبوي الشريف، حيث جرت العادة على صنع حلوى خاصة بالمناسبة، وتعتبر احتفالات المولد النبوي من أعظم مواسم بيع الحلوى بدمياط، ولكن ارتفاع الأسعار التى تشهدها سوق الحلوى يحول دون مشاركة شرائح كبيرة من الدمايطة بشراء الحلوى. عروسة المولد والحصان والحلاو المشط السمسمية والحمصية والفولية واللديدة، من أبرز أنواع وأصناف حويا المولد، يشترى رب الأسرة العروسة الحلاوة للبنات والحصان للأولاد، وهي إحدى الموروثات القديمة لدى الشعب المصرى وبخاصة الشعب الدمياطي، وشهدت الخامات التى تصنع منها حلوى المولد ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، وسائر الحلويات بالتبعية. يقول خالد عماد، صاحب مصنع حلويات: إن أسعار الدقيق والسمن ارتفع إلى أكثر من %70وأحيانًا يتجاوز ال100% خاصة في المواسم، وكذلك المكسرات والفول والسمسم وحتى العمالة ارتفعت الجور حتى تتماشى مع الزيادات فى كل شيء، وبالتالى اضطر أصحاب المصانع إلى رفع أسعار الحلويات، فنجد أن كيلو المشبك قفز إلى 10جنيهات و12 جنيهات بعد 5 جنيهات و7 جنيهات، أيضا الحلويات التي تحتوي على المكسرات؛ مثل الملبن والهريسة والبسبوسة والبسيمة وباقى الأصناف ارتفع سعرها إلى أكثر من 60%، وهذا بالفعل أثر كثيرًا على المشترى. ويضيف محمد بدوي، صاحب محل بيع حلويات: كنا ننتظر موسم المولد النبوي من العام إلى العام؛ لأن المصانع والمحال كانت تبيع كميات كبيرة جدًّا تعوض الكثير من أشهر العام التي نقضيها نبيع لنسدد أجر العاملين، ولكن هذا العام أصابنا جميعًا بخيبة أمل، ولم تكن السوق بالمستوى المرجو، لارتفاع الأسعار ولأن الحلويات ليست ضرورة فيعرض الكثير عن الشراء، وأيضا الحالة الاقتصادية لدى الكثير من شرائح المجتمع، حتى عرائس المولد والأحصنة صنعنا منها كميات قليلة وكان الشراء مخيبًا للآمال. وتقول هبة .ح.ربة منزل: لم استطع شراء عروسة مولد كبيرة لابنتي، كما عودتها في الأعوام السابقة؛ لأن الحال تغيرت والأسعار بقت نار، أنا كنت بجيب لها عروسة كبيرة ب15جنيهًا السنة دى حتى ال15جنيهًا صعب أجيب بهم عروسة لطفلة؛ لأن البيت محتاجهم وأهو بحاول أشوف لها عروسة صغيرة عند أي حد من اللي بيبيع على الأرصفة، كمان مش هنقدر نجيب علبة حلويات، لإن زوجى دخله قليل جدًّا وهو صنايعي نجار بيشتغل 3 أو 4 أيام فى الأسبوع؛ لأن السوق مش تمام. ويضيف عبد الفتاح سعد، موظف: الوضع السنة دي مختلف عن الأعوام السابقة أقل علبة حلويات النهاردة ب30 جنيهًا وعلشان اجيب عروستين للبنات وحصان للولد محتاج لى على الأقل 100 جنيه، وهي لو مش كتير على الأولاد لكن كتير على أنا؛ لأن المرتب مش بيكفي حتى لغاية نص الشهر و100جنيه منه توجع، الأسعار كلها بقت نار وكل حاجة بتزيد كل يوم إلَّا المرتبات بنسمع بس، دا حتى بيخصموا مننا حوافز ومنح أخدناها من سنتين، وكل شهر المرتب ييجي ناقص بحجة مختلفة وفي النهاية أهو موسم زي المولد النبوي مش هقدر أجيب لأولادي اللي كنت بجيبه في الأعوام السابقة. ويضيف نبيل، صاحب محل حلويات: كنا نعرف الأسر التي تأتي لشراء علب الحلويات لتكون مواسم أو هدايا للأبناء وخاصة البنات المتزوجات، هذا العام الوضع اختلف تمامًا وكثيرًا جدًّا ممن كانوا يشترون عدة علب لم نراهم هذا العام والسبب أكيد ارتفاع الأسعار والحالة الاقتصادية؛ لأن الكثير فقد عملة أو قل دخله ومع ارتفاع الأسعار وتدني الدخل، الناس بتفضّل ما تشتريش حلويات لأنه في النهاية بيقولك الحلويات مش ضرورة، وربما انخفض مستوى اللبيع هذا العام عن سابقه بأكثر من 60% ما يسبب خسائر كبيرة لأصحاب المصانع والحلويا التي تنتظر المواسم لتعوض أشهر بدون بيع.