عادت القوى السياسية والثورية من جديد إلى التلاحم والتكاتف بعد التفتت والتشرذم، محاولة سد الفجوات التى حدثت على مدار الفترة الماضية، وذلك بعد أن اتسعت فجوة الرؤية السياسية بين الحركات الثورية والأحزاب، خاصة بعد ثورة 30 يونيو. «براءة.. عودوا إلى مقاعدكم»، أربع كلمات كانت كفيلة لسد تلك الفجوات وعودة القوى السياسية والثورية للتفكير مرة أخرى فى التكاتف، بعد براءة نظام ناضل الجميع ضده فى ميدان اتسع لاستيعاب المواطنين كافة. تقول منى عزت، عضو الهيئة العليا لحزب العيش والحرية، إن الأحزاب والقوى السياسية فى حاجة ملحة إلى الاصطفاف مرة أخرى؛ لتوصيل الثورة إلى مواقع صنع القرار، فبراءة مبارك أكدت أن هناك محاولات مستميتة لوأد الثورة، متابعة أن هناك حراك ثورى حقيقى مستمر، وأكبر دليل على ذلك، احتشاد المئات بعد قرار المحكمة ببراءة مبارك ورجاله. وطالبت "عزت" القوى الثورية والأحزاب بالتكاتف مرة أخرى بعد مرحلة الفرز الثوري التى دامت لمدة ثلاثة سنوات، رافضة فى الوقت نفسه التكاتف مع أحزاب وحركات الدولة و"التيار الإسلامي" الذين تواطأوا على الدم وذبح الثورة ورفض المحاكم الثورية، مشددة على ضرورة تحضير خارطة طريق مستقلة تابعة للحركات والأحزاب تكون موازية لخارطة طريق السلطة التي أكدت أن مهمتها الآن وأد الثورة، ولابد من التحضير للانتخابات، والتصارع على أماكن صنع القرار. من جانبه، قال محمود عزت، عضو المكتب السياسي للاشتراكيين الثوريين، إن براءة مبارك أثبتت الموقف الصحيح للقوي الثورية، وإن النظام الحالى ولد من رحم نظام مبارك، الأمر الذى جعل القواعد الشبابية داخل الأحزاب التى كانت تؤيد خارطة الطريق للنظام، اتخاذ خطوات جادة للتوحد فى اتجاه إحياء الثورة مجددا، مطالبا القوي الشبابية داخل الأحزاب السياسية والثورية، بالتوحد وتكوين كتلة صلبة معارضة للنظام، والاتجاه إلي القطاعات الساخطة؛ من أجل فضح النظام وإظهاره علي حقيقته، ومضيفا أن حكم البراءة بداية جديدة للقوي الثورية؛ لأخذ مساحات في الشارع واتحادها تحت شعار واحد. وفى نفس السياق، قال محمد صلاح، المتحدث الإعلامي لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، إن أهم ما تعلموه من دروس الثورة «ما تفرقه السياسة يجمعه الميدان»، مضيفا: «كثيرا ما نختلف وتتفرق بنا السبل بين محاولات للتغيير الجذري أو الإصلاح، لكن تبقى كلمة الميدان الأولى والأخيرة في الصراع، ويبقى هدير الجماهير، المحول لدفة أي نقاش سياسي تجاه الثورة ومبادئها التي زرعت بين رواد الميدان». واختتم: «تعود إرهاصات 25 يناير من كل عام لتوحد الفرقاء، وتعيد الأمل، وترسم الصفوف، وتكلل المجهودات، ليعود الميدان لكى يمتلئ بالباحثين عن الحلم بالعدل والحرية، والوقوف صفا واحدا أمام الثورة المضادة».