مشاكل عديدة تحاصر مستشفى زفتى العام بمحافظة الغربية من نقص معدات وقلة نظافة وقمامة تحاصره من جميع الاتجاهات، ووصل المستشفى إلى حالة يرثى لها، وأطلق عليه "مقبرة زفتى العام"، ولكن لا حياة لمن تنادى. يقول وليد بدران من شباب زفتى إن المستشفى يعانى من التجاهل والإهمال المستمر، مشيرًا إلى أن عمليات الترميم وتجهيز المستشفى التي تم إسنادها إلى إحدى شركات المقاولات منذ عدة شهور لتقديم خدمات طبية وعلاجية متميزة لقطاع كبير من مرضى أهالي مدينة زفتى والقرى التابعة لمركزها في جميع التخصصات لم تنتهِ حتى الآن. وأضاف سعيد محمد هدى أن مشاكل المستشفى تنحصر في نقص الأجهزة الطبية نتيجة تقاعس الشركة الموردة وعجز المستشفى عن أداء الخدمات الطبية بشكل كامل للمترددين من المرضى. وقال الطبيب يوسف جبريل إن مسلسل انهيار قطاع الخدمات الصحية والطبية بمدينة زفتى ومركزها قد تسبب في معاناة يومية لمئات المرضى من الفقراء ومحدودي الدخل الباحثين عن العلاج بالمجان؛ لعدم قدرتهم على مواجهة تكاليف العلاج بالمستشفيات الخاصة والاستثمارية، وذلك منذ أن تم إخلاء مستشفى زفتى العام، وأصبح خارج نطاق الخدمة، ثم نقله مؤقتًا إلى مستشفى الحميات؛ لإجراء عمليات ترميم به، حيث إن مستشفى زفتى العام كان من بين أربعة مستشفيات تم إنشاؤها في السبعينيات بقوة 280 سريرًا لمختلف الأقسام، ويتكون من خمسة طوابق، وكان يستقبل حالات عديدة من محافظة الغربية بخلاف تقديم خدمات علاجية لمرضى مركزي زفتى والسنطة، والبالغ تعداد سكانهما 400 ألف نسمة تقريبًا، ورغم حداثة مستشفى زفتى، إلا أنه تعرض لعمليات ترميم أكثر من مرة، كان آخرها عام 2001 بتكلفة بلغت 8 ملايين جنيه، لكن توقفت عمليات الترميم؛ لعدم وجود دعم إنشائي لاستكمالها، وهو ما أدى لحدوث تلف لمبنى المستشفى؛ وذلك نتيجة تجاهل المسئولين الذي أدى لتهديد مبنى المستشفى بالانهيار الكامل. وما زاد الأمر سوءًا هو نقل مستشفى زفتى العام إلى مستشفى الحميات لحين توفير دعم مادي لتطويره؛ مما جعلها مهجورة وتتحول إلى بيت للأشباح لسنوات طويلة، كما افتقد مستشفى الحميات دوره وأهميته باعتباره خط الدفاع الأول لمواجهة الأمراض المعدية الخطيرة، حيث إنه يستقبل مئات المرضى المصابين بالحمى بأنواعها وإنفلونزا الطيور والخنازير، وهي الأمراض التي تتطلب ضرورة العزل؛ لتجنب نقل العدوى وانتشارها، ولكن بعد نقل المستشفى العام إليه تقلص دوره للأسف، خاصة بعد أن تم تخيفض عدد أسرة المستشفى من 102 إلى 30 سريرًا، كما أصبحت هناك حالة من الفوضى بسبب مئات المرضى الذين يترددون على المستشفى يوميًّا، سواء مرضى الحميات أو مرضى المستشفى العام. وتساءل قدرى رخا محامٍ من زفتى: هل ينجح المسئولون وعلى رأسهم اللواء محمد نعيم محافظ الغربية في تنفيذ وعودهم هذه المرة بافتتاح مستشفى زفتى خلال العام القادم 2015؛ ليعود صرحًا طبيًّا عملاقًا قادرًا على إنهاء معاناة آلاف المرضى من المترددين عليه، أم سيطرأ جديد يعرقل عمليات تجهيز وافتتاح المستشفى؛ ليظل انهيار قطاع الخدمات الطبية والعلاجية بمدينة زفتى ومركزها مستمرًّا؟ بعرض مشاكل مرضى مستشفى زفتى العام على اللواء الدكتور محمد نعيم محافظ الغربية «أكد» أن المستشفى جارٍ العمل به لترميمه و«تطويره» بتكلفة 53 مليون جنيه، ومن المقرر افتتاحه فى القريب العاجل، حيث تم الانتهاء من جميع الأعمال، وجارٍ حاليًّا الإعداد والتجهيز للمغسلة والمطبخ وغرف التعقيم، وهى الأعمال المتبقية. و«شدد» المحافظ على المسئولين بالإسراع فى التنفيذ فى مدة أقصاها «أوائل شهر يناير» المقبل.