نصت المادة ال19 من دستور جمهورية مصر العربية على أن "التعليم حق لكل مواطن، هدفه بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمي فى التفكير، وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار، وترسيخ القيم الحضارية والروحية، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز، وتلتزم الدولة بمراعاة أهدافه فى مناهج التعليم ووسائله، وتوفيره وفقًا لمعايير الجودة العالمية، والتعليم إلزامي حتى نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها، وتكفل الدولة مجانيته بمراحله المختلفة فى مؤسسات الدولة التعليمية، وفقًا للقانون وتلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي للتعليم لا تقل عن 4 % من الناتج القومى الإجمالى، تتصاعد تدريجيًا حتى تتفق مع المعدلات العالمية، وتشرف الدولة عليه لضمان التزام جميع المدارس والمعاهد العامة والخاصة بالسياسات التعليمية لها. على أرض الواقع لم تطبق أى كلمة من هذه المادة، فلم تحو أىّ من المواد الدراسية فى المرحلة الابتدائية فكرة المحافظة أو بناء شخصية الطالب بملامح وهوية مصرية وطنيه سليمة، أونبذ التفكير المتطرف والطائفى. قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والصحة النفسية: في المرحلة الابتدائية التي يطلق عليها في علم النفس "مرحلة العذرية" بمعنى التفكير بعيدا عن منطق المصلحة، لا توجد لدينا سوى أشياء بسيطة تغرس الهوية المصرية عند الأطفال، مثل تحية العلم، التي قد يراها البعض روتينا مملا في الطابور الصباحي بالمدرسة، ولكنها بمثابة غرس لروح الوطنية وللهوية المصرية داخل الطفل كي يشعر بالانتماء والولاء للوطن. وتابع، الشعور بالهوية يسير بمعدل متغير على حسب الحالة التي يعيشها المجتمع، فقد زاد وارتفع بصورة ملحوظة بعد ثورة 25 يناير نتيجة لارتفاع الروح المعنوية لدى المواطنين، بعد أن شعروا بنجاحهم في إسقاط نظام استمر ظلمه وطغيانه أكثر من 30 عاما، وظهر ذلك جليا في المناهج الدراسية التي تناولت الهوية المصرية بطريقة جعلت الأطفال فخورين بأنهم مصريون، وأنهم قادوا ثورة سلمية نجحت في 18 يوما في إسقاط نظام استمر لأكثر من ربع قرن من الزمان. وأكد فرويز، أن هذا المعدل انحدر مرة أخري بعد تولي الرئيس مرسى، وجماعة الإخوان الحكم، فشعر الناس أن البلد لم تعد ملكهم نتيجة لتنحيته رأي المواطنين، والاهتمام بمنظور ورؤية وأهداف الجماعة فقط. وأرجع غياب الشعور بالهوية الذي يعانى منه التلاميذ لفشل نظام التعليم في مصر، ونتيجة لعدم وجود خطط أو أسس للنهوض بالتعليم بعد رحيل مصطفى كمال حلمي، عن الوزارة وتولي أحمد فتحى سرور، الذي لم تكن لديه خبرة كافية بتلك الحقيبة التي يتوقف عليها مستقبل الوطن. موضحا أن التغلب على ظاهرة ضياع هويتنا المصرية عند الأطفال يكون بالتعديل في المناهج الدراسية، والتركيز فيها على جمهورية مصر العربية فقط، مع ذكر لمحات خفيفة فقط عن الدول العربية، وبحيث يتعرف التلميذ على كل ما يحيط به في وطنه، وإلا فماذا يستفيد التلميذ بمعرفته للطقس في أمريكا، أو متى نشأت الولاياتالمتحدة، فهذه كلها عوامل تشتت انتباه التلاميذ عن معرفة هويتهم المصرية التي يفتخرون بها.