مع بدء الدراسة، أشادت معظم أمهات مصر ومدرسيها وأساتذة جامعاتها بقانون يعاقب كل من يسىء للعلم والنشيد والسلام الوطنيين بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لاتزيد علي ثلاثين ألف جنيه أو باحدى هاتين العقوبتين. وقد نص على رفع العلم على مكان ظاهر وعلى تحية العلم فى جميع مراحل التعليم قبل الجامعى ، وحذر من رفع أو عرض أو تداول العلم اذا كان تالفا أو باهتا أو رفع بطريقة غير لائقة ، كما نص على الوقوف احتراما عند عزف السلام الوطنى . ولقد أسعد ذلك الامهات والقائمين على العملية التعليمية وكل من شاهد الفضائيات بعد أن »غلى الدم فى عروقهم من هؤلاء البلطجية الذين زج بهم لحرق علم مصر بالقرب من المتحف المصرى فى ميدان التحرير عقب ثورة الثلاثين من يونيو. الشعور بالمساواة د. ميرفت سيد مدنى المدرس بكلية رياض الاطفال بجامعة القاهرة أن المواطنة هى السبيل الوحيدة لممارسة سيادة القانون والشعور بالمساواة امام القانون، لذلك ينبغى أن تبث هذه الروح فى وجدان الاطفال منذ نعومة أظافرهم وأن يتعودوا على احترام الرموز الوطنية: كالعلم، والسلام الوطنى، وأرض الوطن، ورموزه فى السلطة السياسية مثل: رئيس الدولة، والحكومة، والجيش، والشرطة، فالمواطنة هى:علاقة بين الفرد ووطنه الذى يعيش فيه.. على أن يكون لهذا الوطن رمز، وعلم، ونشيد، وسلام وطنى، ودستور، وهى علاقة متساوية فى المجتمع يترتب عليها حقوق وواجبات، وروابط وصلات تنشأ بين كل ما يسكن هذا الوطن دون أدنى تمييز قائم على الدين أو الجنس أو اللون أو المستوى الاقتصادى، ولأن السنوات القليلة الماضية قد شهدت أحداثا متلاحقة وتطورات سريعة فى مصر أثرت بالسلب على تماسك واستقرار الوطن وأدت الى ظهور اتجاهات متطرفة وقيم وأنماط تفكير ارهابية غريبة على المجتمع المصرى، فقد أصبحت عملية التربية والشعور بالمواطنة هى أكثر الموضوعات جدلا فى مجال التربية المعاصرة، خاصة بعد ظهور التراجع المؤسف فى الاخلاق ومظاهر الخروج على القانون وشيوع عدم تقبل الاخر وعدم التسامح والتطرف والتطاول على المعتقدات الدينية وتفضيل المصالح الشخصية على المصالح العامة التى ظهرت جميعها عقب ثورة 25 يناير، ولقد شعرنا جميعا أننا أصبحنا نعيش أخيرا أوقاتا عصيبة تملؤها الأزمات التى انعكست بلاشك على تربيتنا لأولادنا وقد فقدنا وقتها زمام المبادرة فى تكوين المواطن الصالح . «تحيا.. جمهورية مصر العربية» ولأن جميع الدراسات قد أكدت مستقبل الطفل المصرى والعربى يتعرض لمحاولة طمس الهوية الوطنية ولطمس تعليمه وتنشئته الاجتماعية والسياسية والثقافية، لذلك أصبح من الضرورى تطوير المناهج الدراسية فى مراحل المبكرة ومنذ مرحلة رياض الأطفال و من خلال قراءة القصص التاريخية المبسطة بطريقة ايجابية ومحببه تربطه بقيم المواطنة، ومن أهم مايربط التلميذ بوطنه هو حبه للعلم واحترامه له واحترامه لأساتذته ومعلميه، وتحية العلم فى الطابور المدرسى لأسرة المدرسة من مدير المدرسة لأصغر تلميذ- يربط الأطفال بمدرستهم ومعلميهم وينمى شعورهم بالوطنية ويربطهم بهدف سام ألا وهو حب الوطن، لذلك يمكن للمعلم الوطنى أن يختار يوميا من الطابور المدرسى ثلاثة تلاميذ ليعتلوا »منصة العلم« ويؤدوا »تحية العلم« ليرددها الزملاء من خلفهم ثلاث مرات ، على أن يتم ذلك بالتبادل بين جميع التلاميذ ولايحرم واحد منهم، وللاذاعة المدرسية وبرامجها الوطنية دور فى اعطاء دروس فى حب الوطن واظهار رموز العظماء الذين كان لهم دور فى التاريخ فى الحفاظ على أرض هذا الوطن العظيم. ننتمي اليها فالانتماء للوطن كما يعرفه العلماء هو: ارتباط الفرد أو الجماعة بقطعة معينة من الارض، وشعور هذا الفرد بارتباط نحو هذه الأرض والاعتزاز بها والحنين اليها عند الاغتراب عنها.. وحبه لها والاستعداد للدفاع عنها والتضحية فى سبيلها.. وهو ما ينطبق على بلدنا مصر أقدم بلاد الدنيا وأعظمها التى تستحق منا جميعا صغارا وكبارا أن نشعر كل لحظة أنها تولد بداخلنا.. وأننا نولد بداخلها.. وأننا ننتمى إليها ولايمكننا أن نستغنى عنها ..وعلى استعداد أن نفديها بأرواحنا إنها الغالية مصر.. فما بالك أن كانت هى مصر الجديدة بعد 30 يونيو.