لأن الوطن هان علينا فأصبحنا لا نحترم حتي سلامه الجمهوري مع اننا نتشدق بالهتاف باسمه كل يوم.. النشيد الوطني والعلم هما رمزا الأمة وعدم احترامهما إهانة لها. ما شاهدته خلال مباريات كرة القدم خلال الفترة الماضية شيء مخيف ومحزن فهذه الجماهير المحتشدة لتشجيع هذا النادي أو ذاك لا هم لها الا الهتاف للاعبين ولفانلة النادي الذي يشجعونه ولكنهم عندما عزف السلام الجمهوري ورأي اتحاد الكرة الذي ينظم اللعبة ان يعزف في بداية كل مباراة من اجل ان يوحد الجميع بصرف النظر عن انتماءاتهم تحت راية الوطن ضربوا به عرض الحائط . حتي اللاعبون الذين يصطفون كأنهم في واد والسلام في واد آخر يتشدقون بمضغ اللبان والتنطيط والكلام دون مراعاة ان النشيد القومي يعزف بينما هتاف الجماهير المدوي يغطي عليه، ولولا انها فكرة وجديرة بالاحترام ان يعزف نشيد بلادي حتي في المباريات المحلية لكنت أول من يطالب بمعاقبة صاحب فكرتها طالما ان السلام لا يحترم ويلاقي هذا الاهمال واللامبالاه والتي اتمني ألا تكون متعمدة. عدم احترامنا للسلام كما ظهر علي هذه الصورة ليس الا تعبيرا اننا لم نرب أجيالنا الجديدة علي تقديس الوطن ورفعه فوق الرأس وان أي ثورة تثار فيها النزعة الوطنية ونهتف باسم مصر ليست إلا وقتية لا اساس لها في الجذور منذ الصغر مع الاسف. لقد اهملنا تدريس التربية الوطنية كما اهملنا تدريس مادة الدين وتلك كارثة حتي مادة التاريخ في مدارسنا تم تزويرها بخلط الوقائع حتي الثابت منها وادعاء غيرها علي غير الحقيقة بل ووصل الحد الي تغيير الاحداث والشخوص والتواريخ بل وحذف اجزاء مهمة فيها اهم الاحداث التي شهدتها مصر. تخيلوا هناك اجيال صورت لها وقائع التاريخ مزيفة فماذا ننتظر منها اذا لم نصحح لها المفهوم؟ لقد تعلمنا في صغرنا رغم انني من جيل ثورة يوليو الذي شهد جزء من تزييف التاريخ كيف نحترم بلدنا، كانت تحية العلم وطابور الصباح والهتاف باسم مصر في مدارسنا شيئا مقدسا لم يلغ الطابور لأي سبب من الاسباب التي يسوقها المسئولون عن المدارس هذه الايام وكان الطابور في زماننا الجميل يقارب النصف ساعة أو تزيد عن ذلك قليلا وكانت مادة الفتوة وزيها الرسمي الذي كنا نتسلمه تماما كبيادة الجيش مادة اساسية تدرس وكان الانضباط شيء أساسي ولذلك تربينا علي حب الوطن والعلم ونشيد بلادي الذي كان كما وعينا عليه الماء والهواء بالنسبة لنا جميعا. مدارسنا التي فقدت الانتماء لا يمكنها ان تدرسه ففاقد الشيء لا يعطيه فلا هم لمدارسنا الآن الا حشر المناهج في عقول ابنائنا بلا وعي ولا فهم وانصرف عنها الطلبة فلا حصص ولا دروس ولا تدريس. ومناهجنا التي بعدت عن تدريس الانتماء وحب الوطن هي السبب فيما نشاهده. الحل الوحيد في رأيي هو زيادة الوعي بالانتماء الوطني وذلك لن يتأتي الا بربط الناس بالوطن وتاريخه وهذا التاريخ يجب علينا ان نصححه ان نعيد كتابته.. تاريخ حقيقي بلا تزييف.. لا نريد جيلا لا يعرف تاريخه ولا نريد شبابا لا يحترم علم بلاده ولا نشيدها القومي بل جيل تترسخ فيه مباديء الوطنية الحقة الذي يتجسد في نشيد الوطن وعلمه. البداية دائما من المدرسة والكٌتاب في القرية والساحة الشعبية في الاحياء وفي النوادي الكبيرة والصغيرة ومن قبل ذلك داخل الاسرة الأب والام أو العائلة.. النشأة الأولي عليها المعول الاساسي في تكوين الانسان وحبه وتقديره للوطن وتحية العلم التي نسيناها احد هذه المعالم الأولي.