ما زال مسلسل إهمال المسئولين بالحكومة مستمرًّا، خاصة فى المشروعات الخدمية، ومن أبرزها "مياه الشرب والصرف الصحى" التى أدت لانتشار مرض الفشل الكلوى والأمراض والأوبئة والفيروسات؛ بسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى بقرى مركز الغنايم جنوب محافظة أسيوط، وذلك عن طريق حفر ما يسمى بالقيسونات التى تصرف مياه الصرف الصحى بالمياه الجوفية التى تعود إلى المواطنين كمياه شرب بواسطة الآبار الارتوازية بمحطات مياه الشرب بمركز الغنايم، مع استمرار إهمال المئولين للأمر، وكأنه لا يعنيهم. يقول زين العابدين أحمد محمود من أهالى قرية المشايعة بحرى إن اختلاط مياه الشرب بالآبار الارتوازية تسببت فى إصابة المئات من المواطنين بالعديد من الأمراض، وعلى رأسها مرض الفشل الكلوى، وهذا طبقًا لتقارير مديرية الصحة والسكان بأسيوط التى رصدت حالات الفشل الكلوى بتلك القرى، وكانت نتيجة تحاليل مياه الشرب أنها غير صالحة للاستخدام الآدمى. وأوضح إيهاب سيف حفاجى مُحامٍ يقرية نزلة القديم بمركز الغنايم أن هناك العديد من أسباب انتشار مرض الفشل الكلوى؛ منها تهالك مواسير مياه الشرب الموجودة بالأرض والتى مر على استخدامها أكثر من 30 عامًا، وبذلك أصبحت المواسير ضارة صحيًّا؛ لما تحويه من طفيليات ورواسب، ورغم تعدد شكاوى المواطنين لشركة مياه الشرب، تلقى الشكاوى كالعادة وعودًا زائفة من المسئولين بشركة مياه الشرب والصرف الصحى. وصرح علام شارف فلاح من مواطنى قرية العزايزة التابعة لمركز الغنايم ل "البديل" أنه يعانى من مرض الفشل الكلوى، وطبقًا للتحاليل الطبية التى أجريت عليه فى مستشفى جامعة أسيوط، ثبت أن سبب الفشل الكلوى تكرار تناوله لمياه شرب ملوثة، وأن مياه الشرب تم تحليلها في معامل تحليل مستشفى جامعة أسيوط، وثبت أنها ملوثة. والتقت "البديل" بالمهندس جمال عباس السكرتير العام المساعد لمحافظة أسيوط؛ لمواجهته بهذه المشكلة، فأبدى أسفه قائلاً إن رؤساء المدن والأحياء بالغقليم خاصة مركز الغنايم قاموا بكتابة تقارير أن مواسير مياه الشرب متهالكة وغير قابلة للاستخدام الآدمى، ونظرًا لذلك تم التنبيه على شركة مياه الشرب بالإقليم لتحديد ميزانية لاستبدال وتغيير جميع الخطوط المتهالكة، وذلك حفاظًا على صحة المواطنين. وأكد المهندس محمد صلاح عبد الغفار رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بأسيوط أن هناك تنسيقًا مع الشركة القابضة لمياه الشرب لصيانة واستبدال جميع الخطوط المتهالكة لمواسير مياه الشرب، كما أوضح أنه تم توفير الكميات اللازمة من الكولور الذى يستخدم لتحلية مياه الشرب بجميع محطات الإقليم؛ وذلك لتوفير مياه شرب مطابقة للمواصفات وصالحة للاستخدام الآدمى. وأضاف عبد الغفار أن قيسونات تصريف مياه الصرف الصحى يقوم بإنشائها الأهالى، وفى ظل غياب رقابة المحليات التى تختص بتحرير محاضر للمواطنين القائمين على إنشائها انتشرت بكثافة، خاصة فى القرى والأرياف، مشددًا على أن المحليات يجب أن تجرم من يقوم بإنشائها.