مشكلة مياه الشرب من أهم المشاكل التي يعاني منها أهالي المنوفية ورغم وعود الحكومات السابقة والمتعاقبة بالعمل علي توفير كوب ماء نظيف لكل مواطن وهذا حقه الذي لا يجب ان يستجديه. إلا ان تلك الوعود كانت زائفة و"فشنك". استبشر الأهالي خيرا عقب قيام ثورة 25 يناير.. إلا أنه حتي الآن لم يجد المواطن نقطة ماء نظيفة ترضي ظمأه دون ان ترهقه ماديا أو نفسيا مما اضطره إلي اللجوء إلي شراء المياه المعبأة في الجراكن بدعوي أنها "مفلترة" خوفا من الإصابة بأمراض الكبد والفشل الكلوي التي انتشرت داخل قري المحافظة. يقول علي الميهي- مدير عام بجامعة المنوفية: إن معظم قري المحافظة مازالت تعتمد علي الطلمبات الحبشية للحصول علي المياه بهدف الاستعمال المنزلي فضلا عن الشرب. موضحا أن حفر الطلمبات يتم علي أعماق غير مناسبة مما أدي إلي اختلاط المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي. الأمر الذي تسبب في إصابة الكثيرين بأمراض الكبد والفشل الكلوي. أضاف: إن شبكة المياه داخل بعض القري قديمة ولم يتم تجديدها أو صيانتها مما سمح بتسرب المياه الملوثة التي امتصتها التربة من مياه المجاري "الطرنشات" واختلاطها بالمياه الجوفية. مشيرا إلي ان عمليات التنقية لتلك المياه بالقري غير صحية ونسب الكلور وبعض الأملاح غير مناسبة بدليل عندما تترك كوباً به ماء لبعض الوقت تلاحظ وجود رواسب به بعد فترة قصيرة. أوضح أن مياه الري هي الأخري اصبحت ملوثة بمياه الصرف الصناعي إلي جانب زيادة نسبة الكيماويات فضلا عن الأسمدة والمبيدات الضارة التي تصيب النبات ويأكل منه الإنسان فيصاب بالأمراض الخطيرة كالسرطان. وطالب بسرعة دخول خدمة الصرف الصحي لكافة القري للحد من تلوث المياه ومنعا من الإصابة بالأمراض الفتاكة. * محمد أبو ركيبة- مدرس: ثبت بالأدلة وتقارير معامل مديرية الصحة بالمنوفية عدم صلاحية مياه الشرب بمعظم القري وبعض المدن كأشمون- للاستخدام الآدمي ورغم ذلك لم تحرك الحكومة الحالية ولا شركة مياه الشرب ساكنا وبقي الوضع كما هو عليه حتي عقب قيام الثورة. كما أن تقارير مكتب صحة أشمون يثبت أن مياه الشرب بالمنازل ترتفع بها نسبة الحديد والمنجنيز كما أن مواسير الاسبستوس المحرمة دوليا لم يتم تغييرها في معظم شوارع المدينة وكذا القري رغم خطاب وزارة التنمية المحلية منذ عام 2004 بناء علي ما قرره مجلس الوزراء آنذاك بالتأكيد علي وقف تصنيع أو إنتاج أي منتجات من مادة الاسبستوس لخطورتها الشديدة علي الصحة. * أيمن وهبة- مدرس: إن الأهالي مازالوا يتهافتون علي مياه الآبار المفلترة والتي تقوم الجمعية الشرعية بأشمون بحفرها في أكثر من موقع داخل المدينة تحت سمع وبصر مسئولي شركة مياه الشرب.. مشيراً إلي ان التزايد المستمر في حالات الإصابة بأمراض التيفود والباراتيفود والجهاز الهضمي والإسهال وبكتيريا القولون بسبب عدم نظافة مياه الشرب. قال: إن ترع أشمون مازالت ملوثة نتيجة إلقاء مخلفات الصرف الصحي والزراعي بها رغم انها المصدر الرئيس لمياه الشرب. والأهالي يعتمدون علي مياه الآبار الارتوازية الموجودة داخل مدينة أشمون بالمخالفة لكود مياه الشرب المصري الذي يوضح أن أي بئر ارتوازي يجب ان يبتعد عن الكتلة السكنية بمسافة كبيرة. مشيرا إلي ان وجود طابقين بمستشفي أشمون مليئين بمرضي الفشل الكلوي بسبب مياه الشرب الملوثة. قالت سهير حجاج- ربة منزل: إن المنوفية تعاني من عدم وجود مياه شرب نظيفة بها الأمر الذي ارتفعت معه نسبة الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي وقد تصل إلي الإصابة بأمراض الكبد والفشل الكلوي. موضحة أنها تفاجأ بأن مياه الحنفية ذات لون وطعم ورائحة مليئة بالشوائب خاصة اثناء ورودها بعد انقطاع يستحيل معه تناولها. أضاف علاء نصار "من سلامون قبلي بالشهداء": إن مياه الشرب لا تسر عدواً ولا حبيباً وأصابتنا وأولادنا بالأمراض خاصة الاطفال.. مشيراً إلي ان هناك بعض القري لم تدخلها خدمة الصرف الصحي ويعتمدون علي الطرنشات التي تختلط مع المياه الجوفية وتلوثها. * السيد ندا "من الروضة مركز بركة السبع" إن المسئولين بالمحافظة في واد والمواطنين في واد آخر حيث إنه قد بح أصواتهم لإنقاذهم من الأمراض الناتجة عن المياه الملوثة. ومشيراً إلي انه سبق وطالبوا المسئولين بالوحدة المحلية بغسل الشبكات من أجل توفير مياه نظيفة ونقية لهم بالإضافة إلي استبدال المواسير الموجودة بالشوارع إلي مواسير جديدة بلاستيكية لا تضر بصحة المواطنين. من جانبه أكد د. كمال دهب أستاذ المياه الجوفية بكلية العلوم- جامعة المنوفية أن معظم شبكات المياه من الاسبستوس تم تغييرها واستبدالها بمواسير بلاستيكية أكثر أمانا وأقل تفاعلا مع المياه في المواسير الحديد والاسبستوس القديمة.. مشيراً إلي ان أكثر من 95% من شبكات القري والمدن من تلك المواسير البلاستيكية. أوضح أن المياه في محافظة المنوفية تنتج عن مصدرين هما: المياه الجوفية عن طريق الآبار المحفورة وبها معامل العصر الكلي عال وقدرتها علي الترسيب أكبر ومن عيوبها وجود المنجنيز والحديد بنسب عالية عن النسب المقررة وبالتالي تجد أنه رغم استخدام تلك المياه الآن إلا انه يجب إجراء المعالجة المبدئية للتخلص من العصر الكلي وكذا الحديد والمنجنيز بطرق علمية حديثة بدلا من الموجودة حاليا والتي تؤدي إلي إرهاق محطات مياه الشرب والآبار مما يستلزم حفرا بئر أخري علي فترات قصيرة نتيجة للآبار المرهقة. الأمر الذي يكلف الدولة اقتصادياً. أشار إلي انه للحفاظ علي ملايين الجنيهات التي تهدر علي المياه في مصر وطبقا للأبحاث الحديثة توجد طرق بسيطة واقتصادية وتؤدي إلي نتائج عالية إلي جانب أنها تحافظ علي كفاءة: الآبار لمدد أطول وتعمل علي ترشيد إنفاق الدولة علي تلك الآبار. أضاف: إن المصدر الثاني للمياه هو المياه السطحية وهي عبارة عن محطات مرشحة تأخذ من مياه النيل مباشرة عن طريق بحر شبين أو الباجورية أو بحر مليج ومن عيوبها التلوث الكيميائي والبيولوجي وهذا أخطر من المياه الجوفية مما يتطلب تحليلاً دوريا للمنتج من مياه تلك المحطات للوقوف علي مدي صلاحيتها. أوضح أن المياه الصناعية التي تباع في جراكن تشكل خطراً علي صحة الإنسان رغم أن ملوحتها أقل. لكن هناك فقدان في العناصر الاساسية لبناء الجسم والتي لا يمكن تعويضها بمادة غذائية أخري. بمعني انه يتم التخلص فيها من الكالسيوم والبوتاسيوم التي تعوق تكوين الهيكل العظمي للإنسان وتؤثر علي الحوامل والكبار والاطفال وتؤدي إلي إصابتهم بمرض "لين العظام".. مشيراً إلي أنه توجد طرق بديلة ويمكن انتاج مواد موازية أفضل عما سينتج تجاريا "المياه المفلترة" بعيداً عن الرقابة. طالب د. دهب للحفاظ علي ملايين الجنيهات التي تنفقها الدولة علي مياه الشرب. بتغيير كل ما تم من وحدات الحديد والمنجنيز والمقامة حاليا وتعديلها. من جانبه أوضح المهندس حمدي المصري رئيس فرع شركة مياه الشرب بأشمون أنه تم إعداد خطة خمسية لاستبدال جميع المواسير الاسبستوس مؤكدا أنه تم البدء بالفعل في تغيير المواسير الاسبستوس المتهالكة منذ عام 2009 لأنه لا يمكن استبدال الشبكة كلها مرة واحدة بسبب الاعتمادات المالية. أما المستشار اشرف هلال محافظ المنوفية فقال: تمت زيادة الاستثمارات في قطاع مياه الشرب والصرف الصحي بدءاً من العام المالي 2012/2013 لتصل جملتها إلي مليار و449 مليون جنيه بواقع 552 مليونا مخصصة لتمويل مشروعات مياه الشرب والتي تتمثل في مياه الباجور والحامول وتوسعات محطة مياه شبين الكوم وتشمل 25 محطة إزالة حديد ومنجنيز و897 مليونا لمشروعات الصرف الصحي بمحطات أكثر تنشيطاً وكفاءة وأقل تكلفة وكذا رفع كفاءة شبكة المياه داخل القري وإضافة مفاتيح علي مسافات محددة في الشبكة حتي لا يحدث تلوث في المياه. إلي جانب إقامة محطات لتخفيف العصر أو إزالته بالنسبة للمياه الجوفية وتعديل نسب الحديد والمنجنيز وتنظيم معدلات الملوحة وتزويد المحطات بالأجهزة العلمية الرقابية لبيان نسب الملوحة والتلوث البيئي داخل شبكة المياه. بالإضافة إلي تزويد تلك المحطات بوسائل الأمان حتي لا يحدث إشعاع مباشر للكلور مما قد يضر بالمحطة والعاملين بها.