دعا تنظيم داعش المسلمين السنة فى لبنان إلى بيعة لأبى بكر البغدادي وهو من يصفونه بخليفة المسلمين، وذلك استعداداً لإقامة الخلافة وضم الأراضي اللبنانية ضمن حدود "داعش" إلى جانب الاراضي التى استولت عليها بالعنف والقتل. كما توعدت قوات داعش بمقاتلة حزب الله، وهو ما ينذر بمشهد جديد من المواجهات، وتدخل لبنان فى نفق مظلم لتكون ضمن حلقة جديدة فى مسلسل الإرهاب الأمريكي الصنع. ورصدت "البديل" توقعات السياسيين حول الأمر، وما شكل لبنان إذا انزلقت إلى هذا الفخ الداعشي، وكيف يمكن مقاومة الإرهاب على الحدود اللبنانية؟. فى هذا السياق يقول توحيد البنهاوي الامين العام للحزب العربي الديمقراطي الناصري، إن النداءات التى أطلقتها داعش للسنة اللبنانية لمبايعة ابو بكر البغدادي وهو من يطلقون عليه خليفة المسلمين، ليست سوى استكمالاً للمؤامرة التى وجدت من أجلها داعش منذ البداية سواء بأيدي صهيونية او أمريكية أو غربية، وهي تفتيت الوطن العربي. وأكد أنها بذلك تحقق رؤية كونداليزا رايس بأن أمريكا ترغب فى تفتيت المفتت وتجزيء المجزء، لذلك فداعش فى لبنان تؤدي نفس الدور التى تلعبه فى سوريا ولعبته سابقاً فى العراق وتحاول لعبه اليوم بإعلان دعمها لجماعة الارهاب المسماة "انصار بيت المقدس" في سيناء بمصر. وأشار البنهاوي إلى أن دور داعش قد يكون محققا لنجاح ما فى العراق سابقاً ويحقق نجاحات على الأرض فى سوريا، لذلك فهم يرون أن يذهبوا الى أطراف أخرى وقد تكون تلك الأطراف إما لبنان او ليبيا او مصر، او غيرها، إلا أن الأمة العربية أصبح لديها الوعي الكافي لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي وأفكاره المتطرفة، منذ 30 يونيو وإسقاط الاخوان فى مصر، فالإخوان هم الامتداد الطبيعي لداعش والعكس، لافتاً إلى أنه لا يجب التهوين من قوة داعش لكن لا يصح التهويل فيها. ونذكر بأن تنظيم القاعدة كان يوماً ما ملء السمع والبصر والآن لا نسمع عنه سوى بعض التحركات العليلة هنا وهناك فالإرهاب يستمر فى كل الاحوال. وأكد "البنهاوي" أن مصر تشكل سنداً قوياً لكل الدول العربية التى تهدد من قبل الإرهاب، ووعي شعبها يشكل أملاً لدول أخرى تخاف من السقوط في تلك الهاوية. وتوقع أن يكون نجاح داعش فى استقطاب عناصر سنية من لبنان صورة جديدة من الأحداث السورية، قائلاً:"لبنان ظلت 10 سنوات فى حرب أهلية ضروس، وكانت القوات المتقاتلة أصغر كثيراً من الموجودة الآن. واستطرد:"لا نستهين بقوة حزب الله الذي سيواجه داعش ولكننا قلقون على لبنان حيث ستكون الضحية، ومن الممكن أن نجد مسلسل التقسيم فى لبنان بإعطاء أجزاء من الجنوب إلى الشيعة وأجزاء أخرى إلى السنة وهكذا مثلما تطرح هذه الأمور فى اليمن وليبيا وسوريا وهو الأمر المرفوض كلياً وعلى اللبنانيين الانتباه للمؤامرة جيداً". فيما قال أحمد الكيال القيادي بجبهة الشباب الناصري، إن داعش تريد بدعوتها أن تبدأ حالة من الفتنة الطائفية فى المجتمع اللبناني وتستهدف أن يستجيب شباب من المتشددين إلى دعوتهم والانضمام إلى داعش، لنشر فكرهم الخبيث ومقاتلة لبنان كما يحدث فى سوريا. وأشار إلى أن الأوضاع المجتمعية فى لبنان ليست على أفضل حال منذ الحرب الأهلية ولذلك فالخطر على لبنان كبير من الانزلاق وراء هذه المحاولات الخبيثة. وأضاف الكيال"قوات داعش حاولت من قبل دخول لبنان عن طريق المواجهة العسكرية في مدينة عرسال الحدودية ولكن الجيش اللبناني صد ذلك الهجوم، وطرد عناصر داعش إلى خارج الأراضي السورية. وتخوف من أن تكون تلك الدعوات هي صافرة البدء لإعادة المحاولة باقتحام لبنان ولكن هذه المرة عن طريق الداخل والخارج معاً لإرباك الأوضاع وزيادة مشهد الاقتتال وهو ما تريده داعش وجاءت من أجله منذ بدايتها.