رغم وصول مصر إلى الجمهورية الثالثة المتمثلة فى حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلا أن القرى ما زالت تعانى من مشكلات انعدام الخدمات، وعدم وجود صرف صحى، إلى جانب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى، وتآكل أساسات البيوت من طفح مياه الصرف الصحى، فى حين أن أوجه إنفاق الحكومة تتجه نحو تطوير الطرق والكبارى والميادين، ولا تلتفت إلى أولويات المواطن المصرى فى الحصول على أبسط حقوقه، وهى مياه نظيفة وصرف صحى. فهناك 149 قرية من قرى محافظة القليوبية تعانى كغيرها، وينتشر بها العديد من الأمراض والأوبئة كالفشل الكلوى والتيفويد بسبب المياه الملوثة واختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى الذى أغرق أغلب بيوت القرى وتسبب فى تآكل أساساتها. ويتسبب انعدام الصرف الصحى في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة كالتيفويد بقرية البرادعة، وتلف المحاصيل الزراعية كالبطاطس بقرية دجوى، والتى كانت تشتهر بتصدير البطاطس، وتآكل أساسات البيوت وهجرة الأهالى لها كما حدث فى قرية كفر سليمان الور ودجوى وطحلة. على الجانب الآخر أنفقت محافظة القليوبية ملايين الجنيهات فى تطوير مدن المحافظة، من بينها 75 مليون جنيه فى تطوير ميدان محمد على "المؤسسة سابقًا"، و10 ملايين جنيه فى رفع كفاءة الطريق وتوسيعه وتغطية ترعة بطاح، و12 مليون جنيه لتعديل المطالع والمنازل للطريق الدائرى، و10 ملايين جنيه لمشروعات الخطة الخاصة بالمدينة، كرصف الطرق بالميادين وصيانة وترميم طريق الشرطة وتحسين منظومة النظافة ودعم الكهرباء، و10 ملايين جنيه لتطوير وربط طريق المنصورة – بنها بمطالع ومنازل الطريق الزراعي القاهرةالإسكندرية، وتوسيع شارع الكورنيش وعمل كورنيش بهدم الكورنيش القديم والتوسعة نحو الرياح التوفيقي، و3 ملايين جنيه فى عمل تصميم لمداخل بنها من جهة طريق بنها – الإسكندرية الزراعي وطريق زفتى امتدادًا إلى طريق كفر الجزار، وكذلك تطوير شارع فريد ندا، و200 مليون جنيه فى إنشاء كوبريين، و18 مليون جنيه فى إنشاء نفق للسيارات أسفل خط سكك حديدية، و12 مليون جنيه لتطوير طريق المصانع بقليوب. وقال المهندس مصطفى مجاهد، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالقليوبية، إن هناك 48 قرية فقط بها خدمة الصرف الصحى من إجمالى 197 قرية بالمحافظة، وجارٍ تنفيذ خطة لإدخال خدمة الصرف الصحى ب 60 قرية بنسب مختلفة، مشيرًا إلى أن وقت تنفيذ الخطة يعتمد على عدة خطوات، وهى: التمويل المتاح والعوائق والاعتراضات التى تواجهها الشركة، وتوفير قطعة أرض لبناء محطة معالجة الصرف الصحى لخمس قرى متجاورة، وعمل خطوط انحدار فرعية ورئيسية ومحطات معالجة فرعية ورئيسية. وأضاف مجاهد أن هناك قرى كقرية باسوس وأبو الغيط ضمن الخطة منذ 7 سنوات ولم يصل إليها حتى الآن، مؤكدًا أن محافظة القليوبية تعانى من مشكلة أخطر وهى نقص كمية المياه، حيث تحصل المحافظة على 550 ألف لتر يوميًّا لا تكفى 5 ملايين نسمة، مشيرًا إلى أن ميزانية الصرف الصحى متغيرة، وأن الميزانية الحالية تكفى لاستكمال المشروعات المتاحة فقط، معترفَا بأن 80 فى المائة من قرى محافظة القليوبية تعانى من عدم وصول خدمة الصرف الصحى إليها.