دائمًا ما تعانى القرى أشد المعاناة من انعدام الخدمات وعدم النظر إلى مشكلاتها؛ باعتبارها هامشًا على الخرائط ويطويها نسيان المسئولين.. "كفر سليمان الور" إحدى قرى مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية والتى يقطنها أكثر من 4500 نسمة، تعانى من العديد من المشكلات كمعظم القرى، ولا يلقى لها المسئولون بالاً، وينتشر بها العديد من الأمراض والأوبئة كالفشل الكلوى بسبب المياه الملوثة التى يعتمد عليها سكان القرية، كما تعانى من مشكلة الصرف الصحى الذى أغرق بيوت القرية، وتسبب فى لجوء بعض قاطنيها إلى هجرة بيوتهم التى تآكلت أساساتها وسط المياه التى تحيطها. "البديل" جولت داخل القرية؛ لرصد مشاكل سكان القرية التى يعانون منها منذ زمن بعيد ولم يحالفهم الحظ بحلها.. فتحى إمام أحد أبناء القرية يقول إن الشوارع الضيقة تسببت فى غرق بيوت القرية فى مياه الصرف الصحى الذى يغرق الشوارع يوميَّا ويدخل إلى البيوت ويحيطها، وقبل أن تجف مياه الصرف تعاود فى الغرق، حتى تآكلت أساسات المنازل، وأصبح أغلبها آيلاً للسقوط، كما لجأ العديد من السكان إلى بناء بيوت أخرى بعد احتلال المياه لمنازلهم، أو هجرة بيوتهم، بل هجرة القرية بأكملها. وكشفت سعاد إبراهيم ربة منزل عن سوء حالة مياه الشرب التى تصل إلى القرية والتى تسببت فى ظهور أمراض عدة كالفشل الكلوى، وهو المرض الأكثر انتشارًا بالقرية، كما ينتشر وبكثرة الالتهاب الكبدى والتيفويد، مضيفة أن مياه المجارى تلامس كابلات الكهرباء والأطفال يلهوون وسط هذه المخاطر من مياه صرف صحى ومياه شرب ملوثة وكابلات كهرباء غارقة معرضة لصعق المار بجانبها والمعرضة للتلف. فيما ردد عم عبد الحميد بيومى "ربنا عايز كده.. هنعمل إيه.. مش هنعارضه" وأشار إلى منزله المهجور، بعد أن تلفت أساساته وتشققت جدرانه، وأصبحت المياه تغزوه من جميع الجهات، حتى أصبح معرضًا للسقوط في أي لحظة، مؤكدًا أن المسئولين يعلمون تمامًا بحال القرية من سنين طويلة، والسكان تقدموا بشكاوى، ولكن "ما حدش بيسمعنا". وقالت أم عبد الله ربة منزل "انقطع صوتنا من سنين من مشاكل الصرف الصحى والمياه الملوثة، وأصبحنا نعانى أكثر بعد زيادة الأسعار، وبعد ما كنا اتفقنا مع جميع أهالى القرية بالتعاون مع الحكومة على عمل شبكة صرف صحى، أصبحنا الآن لا نملك سوى الدعاء"، مضيفة "هنلاحق على إيه؟ مشاكلنا والمياه اللى بتموتنا ولا غلاء الأسعار والمعيشة وطلبات البيوت؟!!". وأشار محسن عبد العال إلى أن كل ما يتمناه أهل القرية هو حماية أبنائهم من الأمراض والعيش فى مكان نظيف بعيدًا عن المياه الملوثة والصرف الصحى والبيوت الآيلة للسقوط، مشيرًا إلى أن المساجد والمدارس بالقرية تعانى كما تعانى البيوت وتدخلها مياه الصرف الصحى وتحيطها "وإحنا منتظرين المسئولين تدعمنا وتحل مشاكل القرية"!! التقينا بالمهندس محمد عبد الظاهر، والذي أكد أن جميع القرى تعانى منذ سنوات من مشاكل الصرف الصحى، و"صرح" بأن القليوبية ستكون المحافظة الرائدة فى حل مشكلات الصرف الصحى عن طريق فكرة محطة المعالجة (كومباكت) لكل قرية، على أن يتم توفير قطعة أرض صغيرة على مساحة 4 قراريط لعمل محطة للصرف، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة سوف تفتح آفاقًا جديدة للنهوض بالصرف الصحى للقرى فى محافظة القليوبية دون انتظار الروتين والمعوقات المتعلقة بتدبير أرض لمحطات مركزية.