ترى الباحثة في مركز الدراسات والأبحاث الدولية (CERI) التابع لمعهد العلوم السياسية في باريس "مريم بن رعد" أن زيارة الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" للعراق خطوة هامة وقوية للغاية ليس فقط على المستوى العسكري بما أن فرنسا سيكون لها مكان بارز في التحالف الذي تشكله الإدارة الأمريكية وإنما أيضًا على المستوى السياسي حيث تبرز رغبة باريس في تأكيد عودة علاقاتها مع العراق. وبرغم رفض فرنسا التدخل في الأراضي العراقية منذ 11 عام بعكس بريطانيا والولايات المتحدة، تنوي اليوم التدخل لمواجهة تنظيم داعش وهي فرصة للفرنسيين للتأكيد مجددًا على دعمهم القوي للسلطات العراقية وهو ما لم يكن الوضع عام 2003. وتشير "بن رعد" في حوار مع "إذاعة فرنسا الدولية" إلى أن فرنسا لم تقدم دعمًا واضحًا إلى المعارضة العراقية السابقة والتي صارت اليوم في صفوف الحكومة الجديدة وهو ما يعد علامة قوية جدًا على الصعيد السياسي، وإعادة إحياء للدبلوماسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. والجدير بالذكر أن العراق سيصبح جزءًا من التحالف الدولي الذي يشكله أوباما لمواجهة تنظيم داعش، فمنذ يونيو الماضي، تتعرض البلاد لهجوم تكفيري غير مسبوق يهدد الآن بقاء العراق كدولة. وفيما يتعلق بمؤتمر باريس الدولي بشأن العراق والذي سيتم الاثنين المقبل، تتوقع "بن رعد" حدوث تسوية إقليمية للقضية العراقية والأزمة السورية وذلك بفضل عزم عدد من دول المنطقة حضوره.