كشف خبراء نفسيون أن هناك عوامل اجتماعية تجبر بعض الأشخاص إلى التحول لإرهابيين، إضافة إلى أن طبيعة شخصية هؤلاء تكون "سيكوباتية". انتشار الجماعات الإرهابية وانضمام مصريين لها دفع "البديل" إلى الكشف عن تركيبة شخصية الإرهابي والدوافع التي تقوده لأعمال العنف والقتل. قال الدكتور إبراهيم مجدي حسين، أخصائي الطب النفسي، إن طبيعة كل شخص تنقسم على حسب المجتمع الذي نشأ فيه، مشيرا إلى أن شخصية الإرهابي تتوافر فيه الناحية "السيكوباتية" – شخص ضد المجتمع – ولا يخشى مشاعر الآخرين ويميل للدموية والمغامرة والمخاطرة غير المحسوبة ويريد تحقيق أهدافه من خلال الدموية والقوة، أي لا يخضع للعقل بل يخضع للقوة. وأضاف "حسين" أن هناك فرقا بين الإرهابي وزعيم الإرهابيين؛ فالتوصيف الثانى تميل طبيعة شخصيته إلى استخدام المنطق والعقل لأغراض سيئة، كما يحاول توظيف أشخاص آخرين لحسابه باستخدام الدين. وتابع أن شخصية الإرهابي من الممكن ألا تكون جاهلة، ولكنها شخصية تعاني من إحباطات كبيرة وتحاول تحقيق حلم الزعامة كأيمن الظواهري وأسامة بن لادن اللذان يعتبران من أكبر عائلات الشرق الأوسط، وفجأة تحولا إلى إرهابيين، موضحا أن هذه الشخصيات فاقدة الهوية ومضطربة تحاول تحقيق زعامة بعيدا عن الأسرة. ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن هناك شقين في الجماعات الإرهابية، أحدهما ينضم للجماعات الإرهابية التكفيرية، والآخر ينضم للإخوان المسلمين، موضحا أن من ينضم للجماعات التكفيرية والإرهابية تكون بدايتهم غالبا من مستويات اجتماعية أقل من المتوسطة أو الدانية، ويكون لديهم شعور دائم بالدونية والإحباط من المجتمع الذي يعيشون فيه، ولديهم كراهية للمجتمع؛ نظرا لشعورهم بعدم أخذ حقوقه من المجتمع. وتابع أن معظم الإرهابيين ترجع أصولهم للصعيد وقرى فقيرة جدا ومن مناطق عشوائية، ما ولد لديه أحقادا على المجتمع، وبالتالي الأمر ينمي داخله تدريجيا، بداية يلجأ إلى المسجد والدين كهروب من المجتمع الذي لم يعطه حقه، ثم تلتقطه الأيدي الخبيثة لضمه إلى الجماعات التكفيرية، زمن ثم تطعيمه كراهية الدين عبر كتب دينية معينة مثل كتاب "ابن تيمية"، و"المسافرون إلى الجنة"؛ ليقنعوه أن طريقهم هو الجنة الموعودة . وأشار "فرويز" إلى أن قدرة الشخص الإرهابي على القتل والدم، ترجع إلى الثبات الانفعالي العالي نتيجة إحساسه بالظلم، وأن المجتمع من حوله "كافر"، ويحول طاقة الغضب الداخلية لأفعال عدوانية عنيفة متمثلة في القتل. ونوه أيضا إلى أن بعض هذه الأشخاص يتعرضون لبعض التغيرات الحياتية الشديدة، فنجد منهم من كانوا ماركسيين وشيوعيين وفاسدين أخلاقيا، وعندما يتوب يلجأ للجزء الآخر من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين كنوع من التدين. وعن الإخوان المسلمن، قال إنهم يركزون على التربية الإسلامية لأطفالهم منذ الصغر، إذ يلحقوهم بحضانة ومدارس إخوان، مشيرا إلى أن ميل بعض شباب الإخوان للعنف كنوع من أنواع الضغط على الدولة ليس أكثر من ذلك لأن المدرسة التي تعلموا فيها لم تحسهم على العنف. ويرى الدكتور رشاد عبد اللطيف، أستاذ تنظيم المجتمع ونائب رئيس جامعة حلوان السابق، أن التنشئة الاجتماعية للشخصية الإرهابية سليمة 100%، لكن تنشئة الإرهابي يتحكم فيها عدة عوامل: أولها: التثقيف الديني الخاطئ، بمعنى ألا يجد الشخص الجرعة الدينية المعتدلة، ولكن يجد الجرعة الدينية المتعصبة. ثانيها: لا يوجد إشراف مباشر ولا رعاية مباشرة، حيث يتلقف هؤلاء الجماعات في ظل غياب رعاية الأم والأب. ثالثها: الجوانب الاقتصادية لأسر الإرهابيين لوحظ أنها متدنية وبالتالي لا يوجد رعاية من الدولة للأسر، فإن الجماعات الإرهابية تلعب في هذا الإطار في ظل غياب رعاية الدولة لهذه الأسر ويقدمون لهم البديل مقابل الانضمام لجماعة إرهابيىة معينة سواء أرادت أو لم ترد. رابعها: ظهور المناطق العشوائية، حيث إن التنشئة الاجتماعية لها قد تكون معدومة بين أسر الإرهابيين، وبالتالي يجدون مناخا خاصا للتخفي من رجال الأمن، مؤكدا أن معالجة كل هذه العوامل تؤدى إلى اختفاء الإرهاب، لكن الدولة غافلة تماما عن معالجة هذه العوامل –بحسب تعبيره.