أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن الجيش اللبناني أسقط مخططًا أعدته العصابات الإرهابية التكفيرية لتشكيل «إمارة» تكفيرية لهم في شمال لبنان انطلاقًا من بلدة عرسال الواقعة في شمال شرق لبنان. وخلال كلمة ألقاها في احتفال تأبيني في مدنة بعلبك بشرق لبنان اليوم، نوه الشيخ قاسم بمواجهة الجيش والقوي الأمنية للعصابات الإرهابية التكفيرية التي اجتاحت بلدة عرسال في الثاني من الشهر الجاري، معتبرًا أن الجيش وفر علي لبنان الكثير من الخسائر في هذه المواجهة. وشدد الشيخ قاسم علي أن «منع تأثير الأزمة السورية علي لبنان هو جزء من المواجهة مع إسرائيل»، معتبرًا أن مشاركة حزب الله في التصدي للعصابات الإرهابية التكفيرية في سوريا، هي مواجهة للمشروع الأميركي الصهيوني التكفيري وهو «مشروع واحد له أشكال متعددة»، وقال: «لذلك نحن في قتالنا ضد التكفيريين إنما نقاتل ايضا ضد إسرائيل ولكن في جبهة أخرى وسنبقي جاهزين في كل جبهة تقتضي أن نواجه فيها المشروع الأميركي الإسرائيلي التكفيري». وأضاف: لقد «تدخلنا في سوريا عندما شعرنا بالخطر الداهم علي لبنان، وعندما رأينا أن سكوتنا وعدم تدخلنا سيؤدي إلى أن يصبح لبنان مسرحاً لهؤلاء التكفيريين ومن وراءهم، وتدخلنا في سوريا هو شرف نسجله للتاريخ ويعرفه كل العالم، وأن مجاهدي الدفاع المقدس وفروا الكثير من المخاطر والبلاءات عن لبنان والمنطقة، وهؤلاء المجاهدون هزوا البنية التكفيرية، لذلك لم يعد لديها القدرة الكافية لتنطلق من سوريا باتجاه لبنان، والانجاز الكبير تحقق بضرب التكفيريين في القلمون ويبرود لمنع انطلاق السيارات المفخخة الي لبنان». ورأي أن «ما يحصل في سوريا هو تدمير لكل الإمكانيات والقدرات وسينتقل من مكان إلى مكان آخر». وقال: «التكفيريون ليسوا مأزقا لحزب الله، هم مأزق لكل العالم، هم مأزق للانسان في لبنان والمنطقة وفي العالم، ومواجهة التكفيريين مسؤولية عالمية وليست مسؤوليتنا فقط». معتبرًا أن «داعش وصلت إلى القمة منذ عشرة أيام، وبدأ العد التنازلي لها وسيستمر»، وقال: «هؤلاء لا يستطيعون الاستمرار لأنهم غرباء عن المنطقة، ونحن سنستمر في مواجهتهم وسننتصر عليهم بالتأكيد». وأضاف: «لقد حاول التكفيريون أن يثيروا أزمة مذهبية في وجه المقاومة في لبنان والمنطقة، ليصوروا بأن الأزمة سنية- شيعية وقد تبين للجميع بأن المواجهة سياسية وليست مذهبية فهل المواجهة في مصر مذهبية، وهل المواجهة بين قطر وتركيا من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى مذهبية، وهل قطع الرؤوس في الموصل وتهجير السنة مذهبية، وهل مواجهة الأقليات وطرد المسيحيين من بلادهم والإيزيديين من مناطقهم مشكلة مذهبية؟ هناك سلطة يسعون إليها، ومنابع فقط يسعون لوضع اليد عليها». ونصح الشيخ قاسم «جماعة ۱4 آذار» بأن يقدموا رؤية سياسية لمعالجة المشكلة في لبنان، لافتًا إلي أن هذه الجماعة لا تقدم شيئًا إيجابيًا للبنان، وخاطبهم قائلاً: «اعتمدوا علي انجازاتكم ولا تعتمدوا علي انجازات داعش، نحن أمام فرصة انتهزوها لنتفاهم ونتحاور، نحن نمد اليد وحاضرون لحوار فكري ولنقاش في المبادئ، حاضرون لحوار جدي واتفاقات والتزامات». ورأي أنه «لا توجد حلول في لبنان في المدي المنظور»، وقال: «يبدو أننا ننتظر طويلاً تطورات سوريا والعراق وفلسطين وليس معلوماً كم تطول فترة الانتظار». معتبرًا أن «الوجه الإيجابي هو أن الجميع يريدون الاستقرار في لبنان ما عدا التكفيريين، والوجه السلبي هو عدم انتظام عمل المؤسسات وتعطيلها». وختم الشيخ قاسم لافتًا إلى أن حزب الله أعطي من خلال مواقفه ونشاطاته وأعماله نموذجا للإسلام والمسلمين وكشف زيف المدعين للاسلام، ورفع راية لا إكراه في الدين، وجاهد من أجل التحرير والكرامة والعزة والسيادة، وقال: «لا نعتدي على أحد ولا نريد إلا أن نعيش أعزة بين أهلنا، ويستطيع العالم أن يميز بين إيماننا وبين انحراف ومساوئ التكفيريين الذين ابتعدوا عن الإسلام وقطعوا الرؤوس وقتلوا الأطفال والنساء ويرتكبون الموبقات باسم الدين».