بعد تجدد العدوان على غزة مرة أخرى منذ يومين من الآن ، إثر إعلان السلطة المصرية فشل مفاوضتها، تعيش غزة في وضع مأساوي وكارثي لا ماء ولا كهرباء ولا اتصالات، كل مقومات الحياة الأساسية نسفتها ودمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد. هذا هو حال قطاع غزة الآن. ففي الأيام الأولى للعدوان كان أهالي القطاع على مقدرة من التواصل مع الأهل والأصدقاء والمعارف عبر شبكات الاتصال الأرضي وشبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن مع اشتداد الهجمة الصهيونية على غزة، وما رافقها من تدمير معظم أبراج إرسال شبكة الاتصالات الفلسطينية وانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن غزة، أصبح من الصعب والصعب جدًّا تواصل سكان قطاع غزة مع بعضهم بعضًا، فتعيش الآن بلا أي شيء من مقومات الحياة. وبعد أزمات المياه والكهرباء والغاز والاتصالات طفت إلى السطح أزمة النقص في الخبز، وسط مخاوف من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، حيث تشهد المخابز التي لم تتوقف بعد عن العمل، تكدّس المئات من المواطنين منذ ساعات الصباح، من أجل الحصول على بعض أرغفة الخبز، بعدما أصبح العثور عليه أمراً صعباً في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع. بينما أغلقت العشرات من المخابز العاملة في غزة أبوابها تباعاً منذ بدء العدوان، بسبب عدم توفر بعض المواد الأساسية. مدير مستشفيات: نعلاج الجرحى على نور الشموع في البداية يقول بسام حمدين مدير عام المستشفيات بفلسطين إن الوضع في غزة في الوقت الحالي مأساوي، خاصة في المستشفيات التى تستقبل الجرحي نتيجة القصف المستمر لقطاع غزة حيث الآلاف يوميًّا بلا علاج لهم. وتابع "المولدات الموجودة في المستشفيات قديمة ومتهالكة، وتعمل منذ فترات طويلة ومتواصلة تزيد على ثماني سنوات، مما أثّر على عملها بشكل كبير؛ لذا فعلاج الجرحى يكون على أنوار الشموع". على العرب أن يتحركوا بتقديم المساعدات يقول الدكتور مختار الحفناوي المتخصص في الشأن الإسرائيلي بجامعة القاهرة إن ما تشهده غزة في الوقت الحالي جاء نتيجة العدوان الصهيوني واستمرار أفعاله الإجرامية، فالوضع يزداد سوءًا كل يوم عما قبله. وأكد "الحفناوي" أن الحل لست فقط في التهدئة، ولكن لا بد من الاجتماع العاجل والسريع لوقف القصف الذي يصل إلى الأهالي والأطفال ولا ذنب لهم في ذلك، مشيرًا إلى أن الدول العربية عليها التحرك ودعم غزة بالأكل والكهرباء والأموال. وتابع أن "الجانب المصري قام بما عليه ووساندهم كثيرًا بالقوافل التى أرسلت منذ بدء العدوان وحتى الآن"، متسائلاً عن دور بقية الدول العربية.