في غياب كبير لكثير من المبدعين المسرحيين وخاصة المخرجين وحضور متواضع من بعض المهتمين بالمسرح أقيمت أمس الأربعاء بالمجلس الأعلى للثقافة ندوة تقييمية لعروض المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته السابعة بعنوان "عروض الدورة السابعة.. أهم الاتجاهات والتقنيات " تحدث خلالها كل من الناقدة والأستاذة الأكاديمية د. نهاد صليحة ،والناقدة مايسة زكي ، والناقد مجدي الحمزاوي ،والناقدة د. وفاء كمالو، والمخرجة عبيرعلي ، مع مشاركة من جمهور الحضور . تضمنت الندوة رصد أهم اتجاهات وتقنيات العروض وتقييمها والخروج بمؤشر قياسي لمحتوى المهرجان من خلال التعليق على المحتوى العام للعروض و أشارت د. نهاد صليحة والتي تولت إدارة الندوة إلى سمة ما يسمى بعروض ما قبل الثورة وما بعدها فيما أكدت مايسة زكي ذلك وأسمتها عروض الممالأة كما أشارت للتبني المفرط لمنظور ما في بعض العروض مما يؤدي من وجهة نظرها إلى رفض المنظور نفسه وإن كنت تتبناه في الأساس كما حدث في ثلاثة أعمال على الأقل سواء كان منظور المواطن أو المخطط ، وقد أشادت بتجربة عرض " ماكبث 1-2 " والمعالجة الجديدة لشخصية ماكبث من خلال دور الممثل لدور ماكبث الذي يرى في موت الدور وموت ماكبث موتا له.. فبقاءه في بقاء ماكبث ، كما أشارت إلى تقسيم للعروض السائدة ما بين جديدة مداهنة أو قديمة ضاقت على اللحظة فالنص العربي في لحظة صعبة ، كما علقت على عدم وضوح صوت الممثلين في بعض العروض . فيما تطرق الناقد مجدي الحمزاوي إلى إشكالية النص المسرحي المصري والعربي وأنه لا يمكن أن نأخذ من نفس الوعاء مذاقين مختلفين فلن يحدث تغيير إلا إذا تغير المسار وكذلك الأمر بالنسبة للموهبة ، وأشار إلى أن كثير من الكتاب لم يتجاوزوا أزمان النصوص في حين تجاوزها الواقع أو تجاوز كثير منها فلا يوجد من يكتب عن اللحظة الآنية التي يحتاجها الناس أكثر لذا يتم اللجوء إلى النص الأجنبي الذي يتكلم عن الإنسان بشكل عام حتى أنه لم يعد بإمكاننا القول أن المسرح جزء من الثقافة المصرية فنحن نجتر أنفسنا لذا فهو مع اللجوء حاليا للمسرح الأجنبي ، وأشار كذلك لسطحية التغيير في بعض العروض فقط من خلال تغيير الحركة للأسوأ كما تطرق لفكرة الرقيب الداخلي الذي يمنع الكاتب من تناول قضايا أكثر عمقا واشتباكا ، وقد أكد على ضرورة تدريب المبدعين في كافة المجالات وضرورة وجود دراما تورج في كل مسرح مع الإشارة للمشكلات التي تواجهها الفرق المستقلة دون تبن حقيقي لها ، وقد أيدت د. نهاد صليحة هذا الطرح خاصة في النقاط الثلاث الأخيرة مضيفة أن المشكلة مشكلة مجتمع أصبح يفتقد التفكير الجدلي أو ثقافة الحوار فنحن نخاف من التفكير تماما كما ورد في نص "المحاكمة".. وأننا بحاجة إلى ثورة ثقافية فالمثقف الحقيقي من يغرد خارج السرب حتى يتبعه الناس كما أكدت على ضرورة وجود مشروع قومي لاحتضان الفرق المستقلة . أما د. وفاء كمالو فأشارت لوجود عدد من العروض المتماسكة في المهرجان تسعى لوعي جديد مع هاجس إنساني يتمثل في الحرية وجمود الواقع وتسلطه على الإنسان كعرض " ماكبث " يونسكو للمخرج أشرف سند الذي أشادت به والذي استطاع أن يفرق بين المعقول واللامعقول وربط الحالة الإنسانية بالسياسية الحالية ، وأشادت كذلك بعروض " الليلة ماكبث " وتقنياته وجمالياته و " طقوس الموت والحياة " و " بيت النور " ومجهودات الفرق المستقلة . وأثارت المخرجة عبير علي عدة قضايا في هيئة تساؤلات فتساءلت إذا ما كانت هناك أزمة في النصوص وفي دعم المؤلفين لذا يعاد إنتاج النصوص ؟ أم أننا بحاجة لترجمات جديدة لنصوص جديدة ؟ وما دور المؤسسة الثقافية المسرحية في ذلك ؟ وتساءلت عن جماليات الإبداع المفتقدة وعن مسؤولية تطوير المبدع ، كما أشارت لمشكلة نقص المهنية وعدم وجود تقنيين على مستوى عال من المهارة للمسرح وأكدت على مع ضرورة تواجد حركة نقدية قوية موازية مشيرة في الوقت ذاته إلى مشكلة رفض التعلم من قبل المبدعين ورفض تقبل النقد.